تعرّضنا للإساءة.. وخطأ التجربة لا يجعلنا نترك المنهج
(التتريس) وإغلاق الطرق غير مبرر.. وندعو لوقف سفك الدماء
الحل داخلي والاستقواء بالخارج لن يؤرثنا إلا الفشل
كشف المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمون بالسودان د. عوض الله حسن سيد أحمد، عن مبادرة تقدموا بها إلى رئيس الوزراء المستقيل عبدالله حمدوك بشأن الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، وقال: إلا أنها لم تجد الاستجابة، في وقت قطع بأن هناك انسدادا في الأفق حول الوضع الراهن، بجانب تعطل حركة الحياة بصورة عامة.
ودعا سيد أحمد في مقابلة مع (الصيحة)، إلى ضرورة الدخول في حوار (سوداني سوداني) من أجل الوصول إلى اتفاق وتوافق حول القضايا الوطنية والخروج بالبلاد من أزماتها، وقال (القصة محتاجة الناس تقعد في الواطة)، وشدد مراقب الإخوان على أن الاستقواء بالخارج لن يؤرثنا إلا الخبال والفشل.
حوار- صبري جبور 9فبراير2022م
حدِّثنا عن الوضع الراهن ومجريات الأحداث؟
الوضع الراهن في حالة انسداد الأفق وتعطيل لحركة الحياة بصورة عامة ، الأمر الذي يتطلب جلوس الجميع في طاولة الحوار.
الرؤية للحل؟
نعم نرى أن الحل يكمن داخلياً عبر توافق سوداني لا يستثني أحداً.
تقصد أن المبادرات الخارجية غير مجدية؟
الاستقواء بالخارج لن يؤرثنا إلا الخبال والفشل (وما في زول يكون حريص عليك أكثر منك).. والخارج مهما أحسن به الظن لديه أجندته ومصالحه وأغراضه.. ولذلك من الضروري جداً أن يتفق السودانيون على كلمة سواء.. وأن نقبل بعضنا البعض ولا يمكن إلغاء أي مكون من المكونات.
بمعنى لا إقصاء لأحدٍ؟
بالتأكيد لا يمكن لأي فئة مهما فعلت أن تنفرد بحكم السودان.. لا بد من مشاركة الجميع في المشهد القادم.. والانتخابات هي الفيصل بين الناس لحسم مَن يحكم السودان، والشعب لديه الحرية في اختياره.
هل لديكم رؤية لحل الأزمة السودانية؟
نعم تقدمنا بمبادرة إلى رئيس الوزراء المستقيل عبد الله حمدوك بشأن رؤية شاملة وثاقبة لحل الأزمة في الحادي والعشرين من أكتوبر قبل قرارات رئيس مجلس السيادة بحل مجلسي السيادة والوزراء، وتتمحور المذكرة التي تسلمها حمدوك في عدة نقاط رئيسية منها عدم إطالة الفترة الانتقالية.. وأن لا تشرعنا بما ليس من حقها دون انتخابات والا ستفشل فستكون انقلابا.
مدى استجابة الحكومة للمبادرة؟
للأسف المبادرة لم تجد الاستجابة من رئيس الوزراء المستقيل .. (الناس حاشرين كل الإسلاميين في زاوية واحدة) .. بالرغم من أنّ الإخوان لديهم مشاركة فاعلة في الثورة .. وقناعتنا اليوم وبكرة لا يمكن لأي فصيل أن يحكم الشعب وحده.
هل لديكم تواصل مع المكون العسكري؟
نحن على مسافة واحدة من الجميع .. ليست لدينا علاقات شخصية .. وظللنا نعمل بالنصح خاصة بعد إراقة الدماء الكثيرة .. والدماء لابد أن تتوقف ويتم تحقيق شفاف في الأمر.
مَن المسؤول عن إراقة الدماء؟
هناك من يسفك الدماء ومن يتاجر بها.. عندها ترفع شعارات صفرية، وتساءل ماذا تريد تلك الأصوات وجهات ترفع مثل هذه الشعارات؟ .. وينبغي للناس أن تجلس في الطاولة وتقدم الحلول من أجل الوصول إلى توافق ينهي الأزمة السودانية وذلك بمشاركة الجميع دون اقصاء.
الاحتجاجات والمواكب ما زالت مستمرة ضد الحكومة؟
نعم الآن البلاد تشهد مظاهرات رافضة للوضع الحالي.. ولكن هناك مظاهرات خرجت عن السلمية .. وإن التتريس واغلاق الطرق أيام الرئيس السابق البشير كان مبرراً .. ولكن الآن غير مبرر وحجته انتهت تماماً .. من الغريب جدا أن تترس أيضاً الحكومة بالحاويات وكثير من المواطنين تضرّروا جراء ذلك.
رأي الجماعة بشأن الدعوة للانتخابات؟
بالتأكيد لا توجد ديمقراطية دون انتخابات .. ولكن البعض يتخوف من التزوير وعدم الشفافية .. من المهم توفير جو الحريات من أجل قيامها .. والشعب حر في اختياره إذا اختار الإسلاميين أو العلمانيين.. وفي النهاية (ما في حل غير صندوق الانتخابات).
الحرية والتغيير كحاضنة أصبحت خارج المشهد؟
الحرية والتغيير موجودة .. ولكن (سقطت) مع نظامها .. هناك انقسامٌ في الساحة السياسية.. (الحزب الشيوعي الآن فارز عيشتو ورافض كل شيء).. وحتى الشباب ولجان المقاومة رافضة للجميع .. وأن أي جهة ترى أنها تمتلك الشارع .. ولذلك هذا ادعاء غير صحيح .. والشرعية الثورية لن تعطيك حقاً .. والآن العمل هو الانتقال من الشرعية الثورية إلى الشرعية الانتخابية.
هل للجماعة تحالفاتٌ مع مُكوِّنات سياسية؟
الأحزاب السياسية كثيرة جداً.. وهناك أحزاب (سقطت) .. ينبغي أن يصل الجميع إلى تفاهمات ليكون في الساحة حزبان أو ثلاثة، وأيضاً التنافس يكون عبر مشروعين، أصحاب الرؤية (الإسلامية والعلمانية) .. الكل يطرح فكرته وتقديمها لعامة الناس وللشعب حرية الاختيار في أيٍّ من المشروعين.
هل تعرّضتم لمُضايقات خلال الفترة الماضية؟
كإخوان تمت الإساءة إلينا في الوسائط والإعلام الرسمي.. وهناك خلط واضحٌ في الأمر!!
الاهتمام بقضايا معاش الناس؟
معاش الناس أولوية.. لا بُدّ من الاجتهاد فيه، سيَّما وأن الفترة الماضية الكل انشغل بالسياسة.
أين الإخوان من المشهد الراهن؟
نعم جماعات الإخوان قبائل متفرقة.. لكن الجميع متفق على أن الإسلام هو نظامٌ ويصلح أن يكون حكماً بين الناس.. هذه عقيدة راسخة لكل الإسلاميين.
هناك إقرارٌ بأن أخطاءً صاحبت التجربة؟
نعم.. لا بُدّ من نقد التجربة السابقة.. ولكن خطأ التجربة لا يجعلنا أن نترك المنهج.
رأي الجماعة في مبادرة (فولكر)؟
من العيب أن نستعين ونستدعي الخارج من أجل القيام بحلحلة مشاكل السودان.. ومن تجارب التاريخ، بل هي تكون أقرب للفشل في حل القضايا.
رسالة مهمة؟
(نحن مُطالبون بإعمار الأرض بالعلم النافع والعمل الصالح.. لا بد من رعاية الحرمات والتوقف عن سفك الدماء وعن أكل أموال الناس بالباطل ونهب الثروات والظلم الاجتماعي.. تعالوا إلى كلمة سواء وأن نقدم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية والحزبية.. وأن نقبل بالآخر ونتراضى فيما بيننا).