علي رباح يكتب : ثم ماذا بعد الفوضى الخلاقة؟
8فبراير2022م
يَعتقد أصحاب الفوضى الخلاقة بأنّ خلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار؛ سوف يؤدي حتماً إلى بناء نظام سياسي جديد، يُوفِّر الأمن والطعام والحرية، غير أنّه عادةً ما يكون لها أهداف أخرى تُصب في مصلحة من يقوم على إحداثها. السؤال مَن يقوم بإحداث الفوضى الخلاقة في السودان؟ مَن يقوم بالفوضى في دارفور مُختلفٌ مع مَن يقوم بها في الخرطوم والشمال والشرق وربما غداً حقول النفط في كردفان. قحت والحركات ما هي إلا أدوات لصنع الفوضى الخلاقة. مَن يقوم بالفوضى هو الغرب، هو من يُوفِّر المال والسلاح والتدريب. لماذا؟ الهجرة ومُعاداة السامية والمواد الخام ومصادر الطاقة ظلّت مُهدِّداً جدياً للاقتصاد والديمغرافيا والقيم الغربية. الفوضى الخلاقة تهدف إلى بناء نظام جديد في الشرق الأوسط وربما أفريقيا يُلبي طموحات الغرب.
ما هي ملامح النظام الجديد الذي يسعى الغرب لإقامته؟ نظام غير أيديولوجي ومع التطبيع. نظام يوفر قدراً من الأمن والطعام لشعوبه لمنع الهجرة إلى الغرب. نظام يسمح بمُشاركة الموارد ومصادر الطاقة مع الغرب. نظام بهذه المُواصفات هو فقط النموذج المصري. مصر حُظيت بدعم الغرب وما تشهده اليوم من نهضة غير مسبوقة خير شاهد. التجربة المصرية حقّقت المواصفات الغربية للشرق الأوسط الجديد الذي يوفر الأمن والطعام لشعوبه والسلام مع الغرب وإسرائيل. حقيقة نجح الغرب في بناء نموذج جاذب للشعوب العربية والأفريقية التي تُعاني من شح الأمن والطعام.
السؤال هل النظام الجديد خيرٌ أم شرٌ؟ تعتمد الإجابة على ماذا تريد الشعوب؟ الشعوب تريد الأمن والطعام والحرية. هذا النظام الجديد سيوفر الأمن والطعام ولكن لا يوفر الحرية. هل شعوب أفريقيا والشرق الأوسط كانت في حرية؟ الإجابة قطعاً لا. الحكومات الديمقراطية والشمولية الأيديولوجية فشلت في توفير الأمن والطعام لمواطنيها لعقود من الزمان، فضلاً عن الحرية. فالخيار الآن أمام الشعوب هو الحرية أم الأمن والطعام.؟