عدم الاستقرار السياسي.. جهاتٌ تحت دائرة الاتهام
خبير أمني: المُستفيدون هم العُملاء الوطنيون أصحاب الولاء الخارجي
برمة ناصر: لا يُوجد مُستفيدٌ
سياسي: هنالك دول لديها مصلحة في إعاقة تغيير السودان
رئيس مُبادرة التعايش السلمي والمجتمعي بدارفور: (ثلاثة) وراء عدم الاستقرار السياسي
مواطن: البعض يعمل لزرع فجوة كبيرة بين الجيش والشعب وتُروِّج للشائعات
مَن المُستفيد من عدم الاستقرار السياسي في السودان وزعزعة الوضع الأمني وإشعال فتيل الصراعات بولايات السودان كافة، وهل وراء أزمة السودان المستفحلة يومياً جهات وشخصيات تقف وراءها، وهل هنالك أسماء سودانية حزبية تريد للسودان أن يشتعل باستمرار.
سؤال يطرحه المواطن السوداني البسيط كل يوم منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018 لعله يجد إجابة وهو يشاهد اتّساع رقعة القتل وعدم اتفاق السودانيين على كلمة سواء بالعاصمة الخرطوم ومعظم ولايات السودان.
“الصيحة” وللإجابة على هذا السؤال الصعب التقت بعدد من الخبراء والأكاديميين والحزبيين وخرجت بتفاصيل دقيقة..
تحقيق: سلافة محمد آدم 7فبراير2022م
أصحاب النفوذ
المحامي أحمد البدوي الكليكلي له رأيٌّ واضحٌ في هذه القضية، ودون تردُّد قال (الصيحة)، إنّ دول الجوار هي المستفيدة من عدم الاستقرار السياسي في السودان من خلال استفادتها من موارد السودان التي تهرب إليها عبر الحدود المفتوحة وخاصة المواد الخام التي أصبحت هاجساً لتلك الدول، وأضاف ان هنالك أصحاب نفوذ اقتصادي ومالي لديهم اليد العليا في عدم الاستقرار بالسودان لخنق الاقتصاد السوداني والمواطن وذلك لتنفيذ عدد من الأجندات لجهات خارجية، وتابع: بوجود جهات خارجية تدعم بواسطة جهات داخلية نافذة لخلق نوع من عدم الاستقرار السياسي في السودان.
تهريب موارد
ويرى احمد عثمان الهواري مواطن، أن هنالك شخصيات وجهات سواء داخل الاحزاب السياسية أو المؤسسة العسكرية لديها دورٌ في عدم الاستقرار السياسي في البلاد من أجل الاستفادة من الموارد الاقتصادية وصرف الناس عن بعض القضايا الاقتصادية الحيوية، وأكد ان هنالك بعض الجهات تعمل لزرع فجوة كبيرة بين الجيش والشعب وتُروِّج لشائعات وأخبار خاطئة وتخويف المواطن من خلال أعمال العُنف داخل المليونيات لصالح بعض القيادات التي تعمل من اجل السلطة، ونجد أن آخر اهتماماتها قضايا الشعب والثورة. وقال ان مناخ عدم الاستقرار يبقى مُناسباً لتهريب موارد السودان المهمة كالذهب واليورانيوم وتذهب تلك العائدات لجيوب افراد وجهات مستفيدة من حالة عدم الاستقرار السياسي بالبلاد.
ثلاث جهات
الأستاذ أحمد عيسى تغيير، رئيس مبادرة التعايش السلمي والمجتمعي بدارفور في حديثه لـ(الصيحة) كشف عن وجود ثلاث جهات، قال انها المستفيد الأول من حالة عدم الاستقرار في السودان، واوضح ان الجهة الأولى هم رموز النظام البائد وحلفاؤه الدوليون والإقليميون، وذلك بهدف ترتيب أوراقهم والعودة مجدداً للساحة السياسية والمشاركة في الوضع السياسي الحالي.
والجهة الثانية ذكر انها القوى السياسية التي تعيش تحت مظلة الحرية والتغيير (أ) والتي خدعت الشعب ولم تستطع أن تقدم مشروعا وطنيا قويا يحدد كيف يحكم السودان ويديره وفق التنوع الثقافي ويُحافظ على ثرواته لعبور السودان إلى بر الأمان بعيداً عن المشاريع القديمة.
والجهة الثالثة قال إنها الحرية والتغيير ميثاق التوافق الوطني، واشار الى وجود مجموعات تنخرط تحت عدد من اللواءات والجهات كلها لديها دورٌ في حالة عدم الاستقرار السياسي بالسودان.
فيما أوضح الأكاديمي حسن الساعوري ان المستفيد الاول من حالة عدم الاستقرار السياسي في السودان، المعارضة السودانية بصورة عامة، بسبب ضعف النظام وفشله في مواجهة المشاكل الاقتصادية التي قامت من اجلها الثورة السودانية، وبالتالي استمرار الاضطراب يفيدها في اعادة ترتيب الاوضاع.
وأضاف قائلاً: إقليمياً هنالك اربع دول جوار تعتقد ان السودان يمثل خطراً عليها اقتصادياً وهي المستفيد الاول من كافة موارد السودان وثرواته، لذلك تفتعل تلك الدول المشاكل لزعزعة استقراره لتحقيق مزيد من المكاسب.
وقال: (عالمياً نجد ان روسيا وامريكا واوروبا مستفيدون من عدم الاستقرار السياسي في السودان وذلك لتنفيذ أجندتهم عبر السودان، خاصة وأن السودان لو أصبح قوياً سيشكل حاجزا مستقبليا لهم ويؤثر في مستقبل دول الجوار مثل اثيوبيا وليبيا وتشاد وغيرهم. لذلك من الأفضل لديهم أن يكون فى حالة عدم استقرار وضعف حتى لا يُشكل قوة أفريقية جديدة تشكل خطراً عليهم).
مصالح
تحدث لـ(الصيحة) أيضاً التجاني مصطفى رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي، حيث أجاب على سؤال من المُستفيد من حالة عدم الاستقرار السياسي بقوله إنّ المُستفيد هي جهات تسير في اتجاه يختلف عن تطلعات الشعب السوداني وطموحه رافضة ان تمضي الثورة قدماً إلى الأمام ورافضة تحقيق اهداف الثورة من “حرية.. سلام وعدالة”، وأضاف قائلاً: لذلك فهي تسير في اتجاه مضاد للاتجاه الوطني وتتوهّم أنها محققة لمصالح الوطن وهي في الحقيقة تحقق مصالح محدودة لأطراف مُعيّنة وأفراد بعينهم، كما أفاد ان هناك قوة أخرى مستفيدة ساهمت في عملية الانقلاب ولديها دور فيها وتلك المجموعة تحقق مكاسب لشخصيات وعدة جهات، واوضح أن تلك المجموعة هي التي دفعت دفعاً لتنظيم اعتصام القصر الذي مهد لانقلاب 25 أكتوبر، وقال إن هنالك جهات خارجية لديها مصلحة بأن التغيير الذي حصل بالسودان لا يخدم مصالحها.
لا يُوجد مُستفيد
من جهته، رد الأستاذ برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي على (الصيحة) بكلمات قصيرة قائلاً: لا يُوجد مُستفيد قطعاً من حالة عدم الاستقرار السياسي في السودان.
فيما ذكر خبير أمني عمل إبان حقبة نظام الرئيس الأسبق المرحوم جعفر محمد نميري فضّل عدم ذكر اسمه أن المستفيد الأول من عدم الاستقرار السياسي في السودان بأنهم أعداء السودان وسمى ثلاث دول بعينها. وقال إن المستفيد الثاني من عدم الاستقرار هم العُملاء الوطنيون أصحاب الولاء الخارجي.