من يستمع للراحل عبد الكريم الكابلي يجد بأنه فنان أصيل ينقل بضعة من ذاته إلى الناس، وبعضاً من شجونه وشؤونه، سروره وأحزانه، حبه وامتعاضه، انطواءه وانطلاقه في رداء شفيف من الفن الأصيل والايحاء المبدع.. يؤدي الأغنيات بهدوء بعيداً عن الصخب.. يمنح الكلمة حقها ومستحقها من حيث الإطار اللحني وينطقها بمنتهى السلامة، حيث تتميّز مخارجه اللغوية بالسلامة ويختبئ في صوته قدرات هائلة على تصدير المعاني الشعرية.. كما أن صوته يتسم بانضباط إيقاعي ممزوج بعذوبة وملون بالزخارف، وطبقة صوته تشمل التجانس الهارموني واللحني وذلك كله وفق ضوابط الميزان الموسيقي مع جودة في الطبقة الصوتية التي تمتاز بالحيوية والعذوبة والرقة واللطافة والرشاقة.