كلام في الفن .. كلام في الفن
جمال فرفور:
على المستوى الشخصي لا أحب الاستماع للفنان (جمال فرفور) وهو لا يقع عندي في منطقة (الإلحاح السماعي)، وليس من بين الأصوات التي ألجأ لها لتلبية لحظات المزاج.. ولكن رغم ذلك لم أمارس تغييب أخباره أو حواراته عن الصفحات الفنية التي أديرها ولم أصادر حقه في المنبر.. وحتى على مستوى الإنتاج البرامجي التلفزيوني لم أكن أرفض ظهوره في الاستضافة أو حتى على مستوى اختيار الأغنيات من المكتبة وبثِّها عبر بعض فقرات البرامج التي أقوم بإعدادها.
أغنية رسائل:
أغنية (رسائل) المشهورة بمقطعها الأول (حبيبي أكتب لي) وهي من كلمات الشاعر (عبيد عبد الرحمن) وهذا الشاعر المتفرد تغنى له الكاشف بالعديد من الأغاني.. نذكر منها يوم الزيارة.. رحلة.. الجمعة في شمبات.. شال منام عيني.. حليل زمن الصبا.. حجبوه من عيني وأنا يا طير.. والعديد من الأغاني البديعة والمُبهرة.. ولكن تظل أغنية (رسائل) أجملها وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً وهذه الأغنية من ألحان الفنان الكبير (التاج مصطفى) وليس من ألحان ابراهيم الكاشف.
التجاني حاج موسى:
الشاعر الكبير التجاني حاج موسى.. شاعر لا يحتاج لتعريف.. فأغنياته الموزعة بين حناجر المطربين تؤكد على مكانته العالية.. والتجاني، بجانب أنه شاعر مميزٌ، فهو أيضاً له مُحاولات لحنية ناجحة كان معظمها ناجحاً ومبهراً.. ولعله يظلم كثيراً حينما ينسب بعض ألحانه الى ملحنين آخرين.. فهو للحقيقة الذي لحن جزءا حميما من اشهر اغاني الفنان كمال ترباس وهي (جاي تفتش الماضي.. أمي يا دار السلام) فهذه الأغاني ليست من ألحان كمال ترباس وإنما من ألحان التجاني حاج موسى.
محمد طه القدال:
كنت فخوراً بأن أهداني ديوانه الشعري الأولى.. (غنوات لحليوة).. وهي عبارة عن أشعار كتبها في أزمان مختلفة ومتباينة من حيث تاريخ الكتابة والتطوُّر الفكري في شعره وقُدرته على التناول بمفردة قريبة لأي إنسان.. ومُتعة ذلك الديوان تصبح أعلى حينما تسمعه وليس حينما تقرأه.. ولعل الراحل القدال تميز بالقدرة العالية في الإلقاء الشعري بطريقة مبهرة ومدهشة وغاية في الروعة والجمال.