“يونميد” والانسحاب المُر
*1*..
الأخبار التي نقلت إلينا خبر هجوم واعتداء ونهب مجموعة من مواطني الولاية والولايات الأخرى على مقر بعثة اليونميد بالجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور حسب توضيح والي الولاية في مؤتمره الصحفي عقب أحداث الهجوم.. والسرقة والنهب وتخريب وتدمير مقر البعثة تماماً والذي يشغل مساحة 16 كلم ووصف ذلك الأمر بأنه لا يشبه أخلاق السودانيين..
*2*..
وكانت حكومة الولاية قد شكلت لجنة لاستلام الموقع ، واتهم الوالي إدارة يونميد بانتهاج المماطلة واتباع أساليب ساهمت في تدافع المواطنين بأعداد كبيرة من داخل الولاية والولايات المجاورة واقتحام الموقع قبل التسليم!!
*3*
وقد قدرت الخسائر الأولية بـ 500 مليون دولار
وكانت اتهامات اللجنة انحصرت حول أساليب بعثة يونميد في بيعها معدات للشركات والأفراد بحجة انتهاء صلاحيتها للاستخدام وفوجئت بها في الأسواق.
*4*
نعم أصدرت الأمم المتحدة ومفوض الاتحاد الأفريقي للسلام بياناً مشتركاً أدانا فيه الحادث بشدة، ووصفا الهجمات بغير المبررة دون الإشارة بأصابع الاتهام لأي جهة في تنبيه لحكومة السودان بأن البعثة ملتزمة فقط بحماية الأفراد والممتلكات الخاصة وفقاً لاتفاقية وضع القوات “سوفا”.
*5*
أي أن بعثة يونميد التي رفعت يدها عن المقر لن تدافع عنه أمام الهجوم وعمليات السلب.. وواضح أن المهاجمين كانوا على علم بإخلاء المقر.. الذي تم أمام أعين حكومة الولاية في وضح النهار!!
وتم الهجوم قبل ساعات من الاستلام.. لذلك كان على اللجنة الأمنية بالولاية والحكومة التي اعترفت بتماطل إدارة البعثة في تعاملها مع لجنة الوالي أن تتحوط للأمر ، خاصة أن البعثة واضح أنها تحتفظ بعلاقات مع مكونات المنطقه السكانية من مواطنين وحركات مسلحة بحكم التعامل المباشر .. فقد ذكر موقع سودان تربيون أن المهاجمين كان يرتدون أزياء شرطة وجيش.. وهذه الملاحظة لم تشر إليها حكومة الولاية!!!
*6*
يبدو أن ولاية جنوب دارفور قد وعت الدرس الذي غاب عن حكومة غرب دارفور، فقد التقى والي ولاية جنوب دارفور المكلف اللواء ركن هاشم خالد محمود برئيس بعثة اليوناميد القطاع الجنوبي بحضور مفوض العون الإنساني وأعضاء من لجنة أمن الولاية.
وكان الاجتماع مع بعثة اليوناميد بغرض الخروج الآمن للبعثة وتأمين مقرها وأصولها بعد استلامه من قبل اللجنة المشتركة المشكلة لهذا الغرض.
وكانت البعثة قامت بوضع خطة للتأمين واستعانوا ببعض القوات من داخل المنطقة من ولايات دارفور لمزيد من التأمين، وكان الاتفاق على أن القيام بالتأمين الخارجي بقوات البعثة المشتركة بالولاية حتى لا يحدث ما لا تحمد عقباه كما حدث في غرب دارفور”.
*7*
وقال الوالي:”وعدناهم بأن نقوم بدورنا كاملاً في التأمين الخارجي حتى تخرج البعثة بأمان ونستفيد من هذه الإمكانيات”.
وقال رئيس بعثة اليوناميد قطاع جنوب دارفور “ناقشنا ما حدث في الجنينة خلال نهاية الأسبوع الماضي لمعسكر اليوناميد، وأمنا على ألا يحدث ولا يتكرر في نيالا من خلال خطة أمنية محكمة تقوم بها لجنة المشتركة”.
*8*
واضح أن هناك وقوفاً كاملاً على كل التفاصيل، فهنا يتم التعامل مع بعثة أممية خبرت كل تفاصيل ثقافة وحياة المجتمع.. وهكذا حال البعثات الَمنتدبة، فهي تعلم أنها جسم غريب يتحرك بحذر وأحيانا بفوضى.. فهي تود الخروج بأقل الخسائر وبالاستحواذ على رضا المجتمعات وليس الحكومات.. وأعتقد أن نيالا قد نجحت فيما فشلت فيه الجنينة!!