* شُكراً وزارة الضمان والتنمية الاجتماعيّة التي أخرجتنا الخميس الماضي لمدة ساعتين من صندوق الأزمة السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والأمنيّة التي أمسكت بتلابيب الوطن الغالي، وأوثقت مُعصميه وعصبت عينيه وأوشكت أن تدفع به نحو المَجهول.. ولم نكد في الفترة الماضية نكتب حرفاً أو ننطقه خارج موضوع الأزمة.
* وبدعوةٍ كريمةٍ من وزارة الضمان والتنمية الاجتماعية، حضرت الخميس الماضي بقاعة الصندوق الوطني للمَعاشات والتأمينات الاجتماعية بمبنى القطاع الحكومي بالمَقرن فَعاليات يوم اليتيم في العالم الإسلامي. وهو يومٌ دَرَجت كل الدول الإسلامية على الاحتفال به في منتصف شهر رمضان المبارك من كل عامٍ.
* ما يعجب المرء هو أنّ هذه الوزارة قَد رسَّخت في أعرافها العمليّة حَض المُجتمع على المَزيد من فعل الخير دُون تَدخُّلٍ إداري في مُنظّماته الطوعية وجمعيّاته الخيريّة وتنظيماته المدنية ومَجهوداته الشّعبية ومُبادرات أفراده، فالحاجة تتّسع يوماً بعد يَومٍ ولا تَستطيع وزارة محدودة المَوارد البشرية والمالية أن تُغطِّيها، فانتحت وزارة الضمان منحى تقديم النماذج في العمل الاجتماعي وحفز المَواعين المُجتمعيّة على حذوها وتطويرها.
* صاغت وزارة الضمان مُبادرة (أمان وتكافُل) لرعاية وحماية الأيتام، وأشركت في ذلك المُنظّمات العاملة في مَجال الأيتام مثل منظمة معارج ومنظمة الرعاية والإصلاح والجمعية الأفريقية لرعاية الأمومة والطفولة وهيئة الأعمال الخيرية ومنظمة الزبير الخيرية. وتركت الباب مفتوحاً للمنظمات الراغبة كافة في الانضمام للمبادرة.
* دشّنت الوزارة مُبادرة (أمان وتكافُل) العام الماضي بخُطة استهدفت ثلاثين ألف يتيم فبلغ التنفيذ سبعةً وثلاثين ألف يتيم.
* استوقفتني في الاحتفال ثلاثة أعمال عظيمة كانت مبعث غبطتي وسروري. أولها الإعلان عن وثيقة الصندوق القومي للتأمين الصحي لكفالة جميع أيتام السودان صحياً، بتمويلٍ من ديوان الزكاة ووزارة المالية. فالعِلاج قد أصبح مغرماً باهظاً. وثَانيها عزم الوزارة – حسب كلمة الوكيل الأستاذة أسمهان أحمد البشير – على إنشاء قاعدة بيانات تَشمل أيتام السودان. فالعَدد المَكفول حتى الآن لا يَعدو كونه إبداءً لحُسن النية. وأمّا الثالث فهو عَدَم توقُّف مُبادرة (أمان وتكافُل) عند رعاية الأيتام فحسب، بل تخّطت ذلك إلى التنمية بتمليك أُسر الأيتام وسائل إنتاج مُدِرّة للدخل بأولويات الدراسة الاجتماعية.
* لقد شهدنا فرح الأيتام باستلامهم كساء العيد وقد أفلح إعلام الوزارة، إذ لم ينشر صور الأيتام وهم يستلمون الكساء.
* نحن أمة جعل الله نبيها الخاتم للرسل يتيماً وأمتن عليه بقوله تعالى: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ).. فهلا تفقدنا الأيتام من أهلينا وفي أحيائنا وتلمّسنا حاجاتهم كما نتلمّس حاجات أولادنا فبهم نُرحم وبهم نُرزق.. وخواتيم رمضانية مُباركة.