كتبت- انتصار فضل الله
كان التاجر أحمد علي الكرزي، يبلغ من العمر (70) عاماً، يتساءل باستمرار عن صديق له جمع بينهما رابط اجتماعي قوي قبل (48) عاماً، حتى علِم بعد ذلك أنه كاتب مقال في صحيفة مرموقة.
قضى الكرزي وهو من منطقة البطانة ريفي تمبول شرق ولاية الجزيرة، وكان يعمل تاجراً في مدينة جوبا بدولة جنوب السودان في ثمانينات القرن الماضي، قضى (48) عاماً يبحث عن صديقه د. عمر آدم قبلة الذي التقاه في ذات المدينة عام 1980م عندما كان الأخير يعمل مساعد تدريس في جامعة جوبا بمدينة جوبا وقتها.
شكّل تاريخ 29 يناير عام 2022م يوماً مهماً لدى الصديقين، فقد عثر أحد معارف الكرزي على مقال للدكتور قبلة منشور بصحيفة (الصيحة) حمل عنوان “شجون حديث” “مُثاقفات حول شعر البداوة”، ولأن الكرزي لم يتوقّف عن مدحه لقبلة منذ لحظة فراقهما، فقد كان معروفاً لدى بعض معارفه الذين أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من تفاصيل قصة الحياة اليومية التي يرويها الكرزي باستمرار.
اتصالٌ هاتفيٌّ من أحد معارف الكرزي، أخبره بأن مَن يسأل عنه كاتب مقال في أخيرة (الصيحة)، وأنه تواصل معه عبر الإيميل، فاجتهد حتى عثر على رقم هاتف له، فالتقيا عبر مكالمة طويلة وتواعدا على الزيارة، وأثناء ذلك كانت الكثير من الذكريات حاضرة.
لم يتوقّع د. قبلة أن يكون مقاله سبباً في الجمع بينه وبين التاجر الذي امتدّت علاقته به لثلاث سنوات ثم افترقا، وأفاد (الصيحة) بأنهما كانا في سن عمرية متقاربة وتعرّفا على بعض في السوق، فامتدّت العلاقة بينهما رغم اختلاف الحقل العملي، بعدها ترك الجامعة وغادر الجنوب وانتقل للخرطوم.
أبدى الكرزي، سعادة كبير بلقائه صديقاً قديماً لم يبرح مخيلته رغم بُعد المسافات، وقال لـ(الصيحة)، إنه لم يتوقع أن يكون اللقاء صدفة وعن طريق الصحيفة، ممتدحاً قبلة بأنه طيِّب الأخلاق ويهتم بالتراث وشاعر وأديب، وأضاف أن العلاقة بينهما دينية وإجتماعية، وأن سعادته لا تُوصف، معبراً عن امتنانه وإعجابه بـ(الصيحة) ومداومته على قراءتها، باعتبارها تضم كوكبة إعلامية متميزة منهم صلاح عووضة وهاشم بابكر ومنى أبو زيد وصلاح مختار، إلى جانب اهتمامها بقضايا البلد، وأردف: “يكفي أنها جمعتني مع قبلة”.