أكثر قرار وجدت فيه ارتياحاً في الفترة الماضية عقب قرارات (الفريق البرهان) الاخيرة هو تعيينه للأستاذ (إبراهيم البزعى) مديراً عاماً لـ(الهيئة القومية للإذاعة) والتلفزيون، فهو رجل مشهود له بالكفاءة والثقافة والحنكة والدراية بالعمل الإعلامى وبالذات فيما يخص التراث والفلكلور، وحقيقة قد أدار الهيئة بصورة فيها كثير من الحكمة حتى في طريقة تناول الأخبار السياسية من خلال نشرات الأخبار، فهو اختيار صادف أهله، لكن تقلباته السياسة والترضيات سرعان ما أطاحت به واتت بـ(لقمان أحمد) مرة ثانية،
وكنت اعتقد فى قرارة نفسي أن الأستاذ (لقمان أحمد) لن يعود لهذا المنصب مرة ثانية بحكم انه جاءت به (حكومة حمدوك) وانه رجل يحمل كثيرا من المبادئ لن تسمح له بالعودة مرة أخرى، لكني تفاجأت كغيرى بقبوله للمنصب للمرة الثانية، والأكثر غرابة أنه استمر في المنصب حتى بعد ذهاب رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.. إذن ماذا يريد (لقمان أحمد)؟ وأين المبادئ التي يتحدث عنها؟ والتي أتى من أجلها حتى تكون سلوك حياة يمشي بين الناس، وحادثة المذيع (يونس) هي خير دليل وشاهد على أنه باع القضية، فلو أنه حفظ ماء وجهه ولم يعد للمنصب مرة أخرى كان سيكون محل احترام الجميع.. لكن أن يعود الى المنصب ويبقى فيه حتى بعد استقالة رئيس الوزراء (عبد الله حمدوك) فهذا أمرٌ غريبٌ!!!
قد يكون له فهمه ورأيه في ذلك غير المفهوم بالنسبة لنا، لكن عليه أن يوضح ما هي الأسباب التي عادت به مرة أخرى وأن يلعب دور المتفرج فى كثير من القرارات التي لا تصب فى خانة مبادئه التي يتحدث عنها..
هذه الهيئة بهذا التاريخ الكبير والمواقف الكثيرة التي قامت بها في الحركة الوطنية على مر السنين، تحتاج لرجل كالبزعي أو لا يقل عنه كفاءة، لأنه تربى في كنف (الحيشان التلاتة)، غير القبول الذي يتمتع به، ولم نعرف له أي ميول سياسية إلا ميوله للتراث والثقافة.
فنحن في انتظار الوزير المكلف (جراهام عبد القادر) بأن يعيد البزعي قائداً لـ(لهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون)، فالرجل يستحق هذا المنصب بحكم أنه واحد من أبنائها البارين، وأن يعمل السيد الوزير بمبدأ الكفاءة وألا يخشي ذلك لومة لائم.
أما الأستاذ لقمان أحمد، عليه تغيير اسم برنامجه من حوار البناء الوطني إلى الحور الداخلي بينه وبين نفسه.. لأنه لن يتوفر له المناخ الذي وجده أيام حكومة (عبد الله حمدوك).!!