(1)
لماذا يجد الفنان الشاب أحمد الصادق كل هذا الهجوم الكاسح؟ ولماذا هو دون غيره من الفنانين الشباب تتحسر الأقلام الصحفية على الحال المزري الذي وصل إليه؟ وكيف ينهض أحمد الصادق بتجربته الفنية ويدفعها للأمام وهو الذي يملك كل الاشتراطات والمطلوبات في الفنان الواعد الذي يمكن أن يشكل إضافة حقيقية؟
(2)
كلها أسئلة لا نحتاج أن نجيب عليها .. لأن الإجابة هنا حصرياً على أحمد الصادق .. فهو الأقدر على فهم وتفهم سياط النقد الحارقة التي تلهب ظهره في صبيحة كل يوم .. لأن (الجمرة بتحرق الواطيها) .. ولأنه شخصياً بدأ يشعر بأن كرسي النجومية بدأت تتكسّر أرجله .. وأصبح في حالة يرثى لها ..فهو المتسبب الأول في ضياع وانهيار موهبته العالية.
(3)
كان أحمد الصادق .. فناناً واعداً بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. فهو صاحب صوت جديد ومختلف وصاحب شخصية خاصة لا تشبه معظم الذين ظهروا معه في فترة زمنية واحدة .. وكانت ميزته عليهم (خصوصية الصوت) وتفرده والعصافير التي تسكن حنجرته .. قدم أحمد أوراق اعتماده ووجد القبول المطلق وأصبح في وقت وجيز نجماً يشار إليه ببنان الاحترام كصوت جديد.
(4)
لم يستوعب أحمد الصادق كل ذلك.. واعتقد أن النجومية هي أن تمشي عكس القيم الاجتماعية وأن تقفز فوق المقررات البسيطة للإنسان السوي الذي يمكن أن يكون قدوة .. وأحمد الصادق في تقديري لا يختلف كثيراً عن محمود عبد العزيز .. فكلاهما يفتقد للبوصلة التي تحدد له الاتجاهات السليمة.
باعتقادي أن الفرصة مازالت مواتية وسانحة وعليه أن يغتنمها قبل فوات الأوان .. فهو مازال (صغيراً) والطريق مفتوح له ليؤكد بأنه فنان قادر على تحمُّل مسؤولية ورسالة الفن وليس هدمها عن طريق الأفعال الصبيانية والسمعة الضارة به كفنان وإنسان!!