5فبراير2022م
هل التظاهر المُستمر يدور حول حلقة
مفرغة…
ظلاله سالبة وثمنه مكلفٌ ونتائجه غير منظورة…
وهل هذا الطريق يقودنا للعبور…
أم أنه مسدود ومن يطرقه مفقود…
يسقط الشباب بكل يوم ولا وجيع…
وهناك مَن يقدح الزناد ويضرم النار…
يقول: لنضغط لتنفيذ المطالب…
والخلاف ضاربٌ بأطنابه بلا مراء…
يدفعونهم للمحرقة بلا خطة ولا عقل
ولا روية ولا رؤية…
يقولون: يمكننا كسب الرهان..
بالعودة لأول مربع وهيهات حدوثه…
والموت يرسم لوحة سريالية عصية الفهم والجواب…
غامضة الملامح والتراسيم مجهولة
المصدر…
من جهة أو زاوية أخرى…
نرفض حكم العسكر وهيمنتهم يلزم عودتهم إلى ثكناتهم…
لكن العودة هذه رهينة بشروط…
تراعي مطالب الشارع لا النخبة…
ومبدأ شرعية الشارع لا يلغي دور مؤسسات الدولة…
مطلوب قيادات ذات رؤية وتروٍ…
تضبط الجماهير وتمثل الحكمة…
تفكر خارج الصندوق بعقل ثاقب..
تهتم بأولويات المطالب لتنجزها…
ترسم عقدا اجتماعيا دون لبس ولا غباش يعتريه…
لا تسمح بعودة النظام القديم…
تحقق مطلب القصاص للشهداء…
تنجز محاكمات رموز العهد البائد…
تضخ في شرايين الثورة الدماء…
تضبط الشارع ليعود دور المؤسسات…
تهتم بمعاش الناس وأحلامهم…
تنزل شعارات الثورة بأرض الواقع…
وإلا انفرط العقد وتكرّر ذات السيناريو القديم…
فيتعطّل مشروع الوطن والمواطن…
ويستمر الهدم ووقتها لا ينفع الندم…
مَن يخرج بلا رؤية لن تتحقّق غاياته..
ومن تأبط بالوطن شراً سيمضي إلى الجحيم..
فما كل مظاهرة مبرأة من الغرض…
ولا الشارع يملك الحقيقة وحده…
وما يعرف أحياناً لا يقال فالأمر جد
مختلف…
وعندما يسقط شهيد يذرفون الدمع بنفاق…
وبانفضاض المظاهرة يُضاف اسمه
إلى القائمة بلا مشاعر…
ولا قصاص ولن يقتص من أحد لكن
سيتدافع السياسيون الحافر بالحافر ببوهيمية طاغية…
لتقسيم المقسم ولالتهام كيكة السلطة
وهم يحتسون القهوة الباردة…