4 فبراير 2022م
قوات الشرطة السودانية مدرسة عتيقة خرّجت العلماء الأفذاذ في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية والإبداعية، ومازالت تقدم النفس والنفيس من أجل حماية الوطن والذود عن حرماته.
قوات الشرطة السودانية بطبيعة تركيبتها، قوات محايدة ومستقلة ليست لديها أي انتماءات سياسية ويتمثل مهامها في إنفاذ حكم القانون وإظهار هيبة الدولة.
وظلت قوات الشرطة السودانية تتعرّض لحملات إعلامية عدائية ممنهجة ومنظمة من جهات معلومة، هدفها كسر شوكتها وإظهارها بمظهر المُجرم والقاتل من أجل زعزعة الثقة ما بينها وبين المواطن ودق إسفين الكراهية والعداء لها.
ستظل قوات الشرطة السودانية في حدقات العيون، بالرغم من الهنّات التي تحدث بين الحين والآخر ولم يزدها ذلك إلى قوة وبريقاً ولمعاناً وأكثر ثباتاً وتصميماً على وصول الأهداف.
المشكلة الأساسية التي تعاني منها الشرطة في هذا التوقيت الحساس والحرج يتمثل في ضعف الإعلام الشرطي والذي يتمثل دوره في التصدي لهذه الحملات العدائية السافرة التي ظلت تتعرض لها طيلة الفترة الماضية.
الناطق الرسمي لقوات الشرطة السابق العميد شرطة د. ادريس عبد الله ليمان استطاع من خلال فترته القصيرة في الموقع والتي امتدت لمدة خمسة اشهر أن يحدث اختراقا ملحوظا، وذلك من خلال تواصله المميز مع كافة الإعلاميين من دون تكبر ولا عنجهية ولا غرور، وظلّ هاتفه الجوال مفتوحاً على طول من أجل الرد على أسئلة الصحفيين حول ما يدور من أحداث.
مدير الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة لقوات الشرطة والناطق الرسمي باسم قوات الشرطة العميد شرطة د. حسن التجاني أحمد، نتمنى أن يكون خير خلف لخير سلف، وأن يسير في نفس خطى الناطق الرسمي السابق العميد شرطة د. إدريس عبد الله ليمان، وان يتحلى د. حسن بالتواضع وحُسن إدارة الملف الحسّاس والمهم جداً في هذا التوقيت، وقطعاً د. حسن التجاني أمام تحدٍ كبير وخطير يتطلّب منه جهدا خرافيا لخلق علاقة متميزة بينه وبين قادة الرأي العام، لغة الإعلام لغة مختلفة لا يفهمها كل الناس.
رئيس هيئة التوجيه والخدمات بقوات الشرطة الفريق شرطة حسين الجعلي يؤمن إيماناً قاطعاً بدور الإعلام، ولديه الرغبة الأكيدة في إحداث اختراق في هذا الملف، وهذا ما لمسته منه من خلال لقائي القصير جداً بمكتبه بالأمس ،وما يميزه عن اقرانه مستمع جيد جداً، وصاحب مبادرات سترى النور قريباً إذا ساعده المدير العام لقوات الشرطة في مهامه.
الإعلام سلاح العصر، ومن أراد أن ينجح في مهامه، لا بد أن يولي الإعلام اهتمامه الخاص ويضعه في أعلى سُلّم الأولويات، ويضع له الإمكانات المالية اللازمة والإعلام صناعة مكلفة جداً، ولكنها مثمرة وفعّالة جداً وتؤتى أكلها إذا تمت إدارتها بصورة صحيحة.
بالرغم من المساعي الجادة والحثيثة التي بذلتها من أجل مقابلة المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة عنان حامد محمد عمر، إلا أنها باءت بالفشل وذلك لعدم رغبته في التوصُّل مع الصحفيين، وقطعاً هذا المسلك لا يُليق بشخصية قيادية عليا في قامة المدير العام لقوات الشرطة، أنا أقدر جداً جسامة وعظم المسؤولية وكثرة المشغوليات، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يغلق المدير العام لقوات الشرطة الباب أمام الإعلاميين.
عدم الاستقرار السياسي أثّر وبصورة واضحة ورمي بظلاله السالبة على قوات الشرطة وذلك من خلال حالة التخبط والتسرع في شغل منصب المدير العام لقوات الشرطة وفي خلال 3 سنوات تم تعيين 6 مديرين عامين لقوات الشرطة وهذا لم يحدث من قبل!
تزايُدٌ مُستمرٌ ومزعجٌ لتساقط أفراد قوات الشرطة ورفضهم للمواصلة في العمل، وذلك للعديد من الأسباب المالية والنفسية والظروف الاقتصادية القاهرة، حيث لا يوفر راتب الجندي في قوات الشرطة مصاريف يوم واحد.
التصريح الذي أدلى به نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو باستقالة 11000 ألف شرطي كان بمثابة تشريد لكفاءات وخبرات تراكمية صرفت عليهم الدولة مليارات الجنيهات من دم وعرق دافع الضرائب المواطن السوداني المغلوب على أمره.
الشرطة تحتاج إلى وقفات قوية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال تحسين أوضاعهم المالية والنفسية، من خلال رفع روحهم المعنوية بشتى الوسائل، وقطعاً سينعكس ذلك إيجاباً على أدائهم.
مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة يوسف الحسن يمتاز بروح وطنية عالية، ويعمل بصمت وبدون ضوضاء، ويؤمن بقاعدة الرئيس الراحل إبراهيم عبود أحكموا علينا بأعمالنا.
البيانات التي تصدر من المكتب الصحفي للشرطة، لا بد أن تكون متوازنة ومهنية، وأن تنتقي لها أفضل وأجمل الألفاظ، وأن تبتعد من السياسة وتذكر الحقائق المجردة من دون زيادة أو نقصان وذلك من شأنه أن يسهم في كسب ثقة المواطن.