تقرير- أبو بكر الصندلي 2فبراير2022م
جريمة اغتيال العمدة “محمود الصديق” الذي يعتبر من القيادات البارزة التي تعمل من أجل تعزيز السلام بين جمهوريتي السودان وجنوب السودان، تحديداً في المناطق الحدودية، وعمل في حلحلة العديد من المشاكل التي تقع في الجنوب، الأمر اهّله لأن يتم اعتماده رئيساً للجنة السلام بين الرزيقات ودينكا ملول، تلك الجريمة تركت علامة استفهام حول الوضع الأمني بالولاية. ولعله بحكمته وفطنته تجاوز الرجل كثيراً من المشكلات والأزمات التي نشبت بالمنطقة حتى أصبح سفيراً لكل الناس، وظل الرجل يعمل بصمت وتفانٍ وتجرد الى أن غادر الفانية بمنطقة الرقيبات وهو في طريقه لسداد ديات تخص قتلى جنوبيين، حيث كان على رأس وفد عالي المستوى من لجنة السلام التي يتزعمها.
عشق الصديق السلام، ومات من أجل صناعة السلام، حيث اغتالته مجموعة مسلحة ترتدي زياً عسكرياً بمنطقه الرقيبات الحدودية التابعة لبحر العرب، تلك المجموعة المسلحة أمطرت الوفد بوابل من الرصاص، اُستشهد على إثره رئيس لجنة السلام.
وروى شهود عيان أن المجموعة سألتهم عن هويتهم وبعد تعرفهم عليهم – انهالت عليهم بوابل من الأعيرة النارية، توفي على إثرها العمدة محمود الصديق. يُذكر أن الراحل وبمعيته أعضاء لجنة السلام تحرّكوا من منطقة بحر العرب متجهين الى محافظة قوك مشار بدولة جنوب السودان بهدف تسليم الديات للجنوبيين هناك . وقالت المصادر إن الحادث وقع قبل انعقاد مؤتمر التعايش السلمي بين الرزيقات َودينكا ملول الذي ظل يعقد سنوياً بدولة جنوب السودان في يناير من كل عام ، ويلعب الفقيد دوراً بارزاً في حل النزاعات ما بين الرزيقات ودينكا ملول. وبعد الحادث بذلت لجنة بحر العرب جهودا مضنية حتى تكللت المساعي بالنجاح وألقت القوة الأمنية المُشكّلة من كافة الأجهزة الأمنية بالولاية القبض على “27” من المتهمين في اغتيال العمدة.
واشاد والي شرق دارفور المكلف مولانا محمد آدم عبد الرحمن بجهود لجنة أمن بحر العرب وجهودها الرامية لبسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون . في ذات الأثناء، أشاد بشكل خاص بالقوة التي ألقت القبض على المتهمين وقدم لهم دعما معنويا، واشاد بهم على هذا الإنجاز الكبير.
في ذات الوقت، اكد مدير شرطة شرق دارفور اللواء شرطة عبد المحمود العوض ان الاجهزة الامنية تعمل بانسجام وتناغم من أجل امن ورفاهية المواطن، وقال ان الاجراءات القانونية والتحريات مُتواصلة مع المتهمين الذي تم القبض عليهم بخصوص مقتل العمدة محمود الصديق احد رجالات الإدارات الأهلية، مشيداً بالقوات النظامية المشتركة على هذا الإنجاز الكبير الذي ينعكس على أمن وسلامة المواطنين بالولاية.
وقال وكيل ناظر عموم الرزيقات الفاضل سعيد، إن الإدارة الأهلية فقدت علماً من أعلامها وركيزتها الأساسية في خدمة قضايا السلام والتعايش السلمي، وحيا الأجهزة الأمنية على نجاحهم في القبض على المتهمين بمنطقة الرقيبات.