تضج ليالي الخرطوم بالعديد من المنتديات الثقافية، وهي كثيفة ومنتشرة، وهي ملمات لها حضورها ومرتادوها وجمهورها الذي يواظب على حضورها.. وتتفاوت نسب قبول تلك المنتديات وهناك بعض الملاحظات عليها.. ولعل (منتديات مكي الثقافية) هي واحدةٌ من الفعاليات الثقافية التي تُحاول أن تُحرِّك بركة الراهن والواقع الثقافي.. (الحوش الوسيع) مع الأستاذ (مكي إبراهيم) صاحب المنتدى الشهير الذي يُقام أسبوعياً جلسنا إليه وخرجنا بالعديد من الإفادات المهمة.
حوار: محمد البحاري 2فبراير2022م
أولاً نتعرف على تفاصيل بطاقتك الشخصية؟
أولاً أشكر كل القائمين على أمر الصحيفة وأخي الإعلامي محمد البحاري على هذه المساحة .. أنا مكي إبراهيم مكي عبد الرحيم من أبناء أم درمان عاصمة التراث والثقافة، متزوج وأب لأربعة من الأبناء.. المراحل التعليمية أساس الأولى شرق والمتوسطة تدريب المعلمين والثانوي الأهلية الثانوية والجامعة البيان علوم حاسوب وجامعة النيلين إدارة أعمال درجة البكالوريوس.
مدينة أم درمان شهدت ميلادك ماذا أضافت لك وانت واحد من المبدعين في المجال الفني؟
أم درمان تاريخ وإرث وتربية دينية صوفية بها جميع أنواع النشاطات الثقافية والأدبية والدرامية، وهي العاصمة الوطنية، فمن الطبيعي أن تكون بذرة التكوين متشربة بالفن والقيم والإبداع..
عملك مع فرق المديح النبوي كيف كان تأثيره على أدائك الموسيقي؟
المديح غذاء روحي وزيادة في حب سيدنا النبي (صلى الله عليه وسلم) وتوسعة إدراك للذات الإلهية، أجمل أيام حياتي كانت مع المديح وما زلت أعشق المديح والعمل مع فرق المديح النبوي.. ولعلها كانت تجربة مثمرة اضافت لي الكثير على المستوى المهني ورفعت من مهاراتي العزفية وأُدين لتلك التجربة بالكثير.
متى وأين كان ميلاد منتديات مكي الثقافية؟
بداية النشاط الثقافي كان في العمارات شارع ٢٥ لمدة عام نشاط، بدأ بمساعدة الأصدقاء والزملاء والأقربين ومن ثم الإعلام عن البرامج، ووجدنا حضورا غير عادي وقبولاً كبيراً مما أعطانا دافعاً إلى الأمام.. والحضور المتزايد للمنتدى في كل مرة يصعب علينا المهمة ويجعلنا أكثر دقة في اختيار موضوعات المنتدى كما نكون أكثر حرصاً على التجويد في كل مرة.. حيث نراجع السلبيات بكل وضوح وندعم النواحي الإيجابية، لذلك المنتدى يمضي بخطوات ثابتة وحثيثة.
دار الخرطوم جنوب وإسهاماتها في حركتك الفنية ومُساهماتها في منتديات مكي؟
دار الخرطوم جنوب مرجعٌ فنيٌّ أدبيٌّ ثقافيٌّ لكل مبدع وفنان وباحث، وساهمت في نشر الثقافة والفن وقدمت كثيرا من المبدعين وهي بمثابة الأب الروحي لمنتديات مكي الثقافية مع إسهامات الزميل الإعلامي الأخ محمد البحاري والإخوة العازفين والفنانين والفنانات وشعراء وصحفيين لهم منا كل التقدير.
هل يمكن أن تكون المنتديات منابر للفنانين الشباب والواعدين؟
أساس الفكرة هي توعوية وفيها كل متطلبات الحياة من تنمية بشرية وفنية وعلمية .. تقدم عن طريق فقرات . وهذه سانحة جيدة لنشكر الدكتور سامر محجوب من خلال هذا الحوار، فهو يقدم إضافة نوعية ثرة من خلال الكبسولات التوعوية في المجال الصحي، لا سيما وهو صيدلي ماهر مُمسك بأدوات مهمته جيداً .. وهذا المنتدى بتقديري يمثل نقطة انطلاق حقيقية لكل مبدع، وطريق المبدعين دائماً أخضر.
استطعت ان تغير مفهوم المنتديات الكثيرة المنتشرة الى انتاج منتدى حقيقي، كيف كان ذلك؟
المنتديات في مفهومها الصحيح هي منبرٌ للتفاكر والإبداع وإظهار الموهب . وتقديم روشتات علاجية بشرية وشعر وأدب. وهو منتدى قصدنا أن يكون مختلفاً عن الليالي الغنائية الربحية.. ونحن نحاول التواصل من أجل هدف ثقافي وتوعوي لأن المنتديات ليس مكانا (للونسة)، بل هي نشاط ثقافي عميق يناقش مشاكل الحياة ويطردها.
كيف يمكن أن نقرأ أسباب النجاح لهذا المنتدى الذي أصبح في قمة المنتديات الثقافية؟
التوفيق دائما وابدا من رب العالمين. ومن ثم الشورى والرأي السديد والمكتب التنفيذي للمنتدى الأخ بحاري ودكتور سامر لهما جزيل الشكر والتقدير والاحترام.. وأنا لا أعمل وحدي.. فهناك فريق متكامل يدير المنتدى بكل حنكة وبراعة، واستطعنا من خلال تلك الروحية الجماعية والاجتماعية أن نقود المنتدى في ظل ظروف يعلمها الكافة وهي ظروف معيقة لتقديم الإبداع ولكننا نتجاوزها بالمحبة والتفكير المتجاوز.
ما هي خططك المستقبلية من ناحية المنتدى؟
نحاول في إنتاج ليال مصورة واضافة الدراما. المسرح ابو الفنون وأسرع وسيلة توعوية.. وللحق أقول إننا في حالة نقاش دائم حول تطوير المنتدى والهم الأول أن يكون فاعلاً ومتصلاً ومواصلاً ومُتجاوزاً لكل الصعاب الراهنة .. ولكن بتقديري أن الأمور تمضي بشكل جيد.
كلمة أخيرة؟
اتمنى ان تنعم بلادي بالامن والرخاء والحب والاخاء .. ونسأل الله تعالى أن تعود بلادنا لحالة الاستقرار الذي نريد وأن يتوافق الجميع على كلمة سواء تحقن الدماء وتحفظ الوطن من شر التمزُّق والتحزب.. وهي دعوة صادقة نقدمها للجميع أن يجلسوا من أجل هذا الوطن الذي يحتاجنا جميعاً.