سراج الدين مصطفى يكتب : نقر الأصابع ..
2فبراير2022م
عثمان خالد .. يا سلافة الفن!!
(1)
حياته كانت رحلة استغرقتها محطات من التطلع والتمرد كان متطلعاً لعالم جميل و احباب جميلين كان الشاعر عثمان خالد محبا للشعر والجمال.. الشعر عند عثمان خالد كان حالة وجدانية يرتقي بها الى الإبداع، فكان شعره مدرسة جديدة استطاعت ان تثبت وجوداً راسخاً منذ رائعته الى مسافرة التي هزت بشعرها قلاع التقليدية و قدمت انموذجا مبدعا لفكرة شعرية للحظة انسانية حوّلها عثمان خالد الى قالب شعري في نفس طويل و إيقاع منتظم و صياغة شعرية متدفقة برؤى و مفردات كانت فتحاً جديداً في حديقة الشعر الغنائي.
(2)
بجانب عدد من المطربين محمد ميرغني «سمحه الصيدة»، إبراهيم عوض «قلبك حجر»، صلاح بن البادية «رحلة عيون»، فتحي المك «الساعة ستة» وأغنية برجاك أنا للفنان محمد سلام.. الشاعر عثمان خالد يعتبر أحد شعراء الستينيات الذين تفرّدوا بأعمالهم الغنائية وبرز منهم الحلنقي والتجاني سعيد وصلاح حاج سعيد وعمر الطيب الدوش. في إطار نشاطه الأسبوعي خصص منتدى الخرطوم العائلي أمسية عن الشاعر عثمان خالد في ذكرى رحيله الخامسة عشر تحدث فيها العديد من الأدباء والشعراء، بجانب الفريق الدكتور أحمد قدور المتحدث الرئيسي بحضور الدكتور خالد عثمان خالد ابن الشاعر والمطربين حمد الريح، عبد العزيز المبارك، سيف الجامعة، إنصاف فتحي وعاطف عبد الحي.
(3)
الشاعر عثمان خالد تميّز بالسهل المُمتنع في أعماله الأدبية، وساهمت بيئة كردفان في ذلك بقدر كبير بحكم نشأته في مدينة بارا العريقة التي أنجبت عدداً من المُبدعين، الشعراء والفنانين منهم الشاعر الفذ محمد المكي إبراهيم، عبد الله الكاظم، محمد حامد آدم ومحمد مريخا الذي غنى له الفنان عبد الرحمن عبد الله أكثر من «30» أغنية بجانب رائعة مصطفى سيد أحمد «كيف أنساك وأنت الجرح النازف منو خريف العته»، اتسم عثمان خالد بالمقدمات القصيرة لدواوينه الشعرية والأبعاد الإبداعية حتى في نثره مثلاً في مقدمة ديوانه الساعة ستة يقول: إلى المغارب والغمامات التي اتكئ على أحضانها فتوهبني الصحو ودفقات العافية.. إلى مدينة بارا حناناً وتعلقاً بحب.. أما في ديوانه «أحلى البنات» فيقول: هذه أضمامة أحرف أقدمها في اعتزاز للذين يتحرك في أعماقهم الفنان.. ع. خالد هكذا كان يكتب اسمه دائماً دون إضافات أخرى.
(4)
عندما رحل الفنان الشامل عبد العزيز العميري في 4/7/1989م كتب عثمان خالد مرثية مطولة عنوانها «من الحاضر الغائب عثمان خالد إلى الغائب الحاضر عبد العزيز العميري بث فيها لوعته بهذا الرحيل المفاجيء تقول بعض مقاطعها:
دي عملتها كيف يا شقيق القلب.. مش وعدنا إنك ترثيني!
مش كان الأوقع يا مجنون.. إنو يعزوكا وتنعيني
توقيت ما كان محسوب على بال.. ولا جاني خيالو وفي سنين..
(5)
لم يأت هذا النظم صدفة فقد كانت هناك روابط جمعت بين المبدعين وفي الخاطر معاوية محمد نور، التيجاني يوسف بشير وخليل فرح، الذين رحلوا في سن مبكرة وجمعت بينهم شمولية الفنان وحب الآخرين والفكر الثاقب وعثمان خالد سكب لوعته على الورق بعد رحيل رفيقه العميري…
مظلوم فارقت مسارح الناس.. مشيت لعوالم ترضيني..
يا زول مجنون بالفن مسكون.. يا مفرح ومبكي وهاميني..
(6)
الفريق الدكتور عمر أحمد قدور، استعرض البيئة الإبداعية بالسودان منذ فجر الاستقلال واشتعال جذوة الإبداع عبر الستينيات التي شملت الشعراء المدنيين والضباط واعتبار أن عثمان خالد أحد الذين جاءوا من كردفان بثروة إبداعية قيِّمة.. فيما ذكر الشاعر كامل عبد الماجد برؤى شعرية جديدة أخرجت القصيدة من الأُطر التقليدية مع عبد العزيز جمال الدين «شاعر لو تصدق» للكابلي عبد العزيز سيد أحمد وشاعر سابق «البوباي»، بجانب الشعراء التجاني سعيد صلاح حاج سعيد والحلنقي وعمر الطيب الدوش.