مجلس الشيوخ الأمريكي والوضع المُتأزِّم في السُّودان
تقرير: صلاح مختار 2فبراير2022م
تعقد لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، جلسة استماع لمناقشة الوضع المتأزم في السودان، وبحسب وسائل اعلام ان اللجنة ستستمع إلى إفادة كل من مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي فيي، ونائبة مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إيزوبيل كولمان.
ويتوقّع مراقبون أن تكون الجلسة التي تُعقد بعنوان (العملية الانتقالية المهددة في السودان والسياسة الأمريكية بعد إجراءات 25 من أكتوبر) حامية ستُواجه مولي فيي، انتقادات أعضاء الكونغرس المنقسم حول سياسة الادارة الامريكية حول السودان، بالتالي جلسة الكونغرس هل تنجح في حل ازمة الحكم في السودان, ام تزيد الامر تعقيداً؟
خط الأزمة
تتزامن جلسة الكونغرس الامريكي مع تحركات افريقية تقوم بها الهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (إيقاد)، التي دخلت على خط الأزمة من أجل إيجاد مخرج ازمة السودان وطرحت “إيقاد” من قبل، مبادرة “لتسهيل الحوار بين كافة الأطراف لإيجاد حل جذري للأزمة السودانية”.
ووفق بيان مجلس السيادة الانتقالي، فإن “عضو مجلس السيادة بالسودان، سلمى عبد الجبار، اطلعت على مبادرة المنظمة للمساهمة في تجاوز الراهن السياسي بالبلاد، واتجاه السكرتير العام للمنظمة (ورقني جبيهو) لتبني مفاوضات مع أطراف العملية السياسية”.
وبحسب البيان، أكدت عبد الجبار، ترحيبها بالمبادرة، وثمنت دور المنظمة في ترسيخ دعائم الاستقرار والتنمية بدول الإيقاد، دون تفاصيل عن البنود التفصيلية للمبادرة.
وتأتي مبادرة إيقاد عقب إعلان رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال في السودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، بدء مشاورات منفردة مع الأطراف السودانية كافة، تمهيداً لمشاورات (لم يحدد موعدها)، يشارك فيها أصحاب المصلحة الرئيسيين من المدنيين والعسكريين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان صحفي، إن سكرتير (إيقاد) أكد حرص الدول الأعضاء في المنظمة على دعم الفرقاء لإكمال عملية الانتقال الديمقراطي، بالعمل مع الاتحاد الأفريقي والشركاء الآخرين لتحقيق هذه الغاية.
أمرٌ مختلفٌ
ويرى السفير السابق الطريفي كرمنو، ان التحركات الأمريكية بشأن الوضع الراهن مرتبط بالوضع في أوكرانيا وازمة البحر الأحمر التي أصبحت بحيرة أمريكية إسرائيلية، ولا ترغب في وجود روسيا أو الصين في المنطقة.
وقال لـ(الصيحة) اي تحركات لمصر او السعودية أو الإمارات مرتبطة بأمن البحر الأحمر, ورأي ان الوضع في السودان لدى الأمريكيين مهمٌ, وانهم جادون في حل الازمة, ولكن نقاش الكونغرس الامريكي امر مختلف, باعتبار ان امريكا قبل ذلك لوّحت بعقوبات على مسؤولين عسكريين ولم تفعل, بيد انه قال أي عقوبات سوف تؤزم الموقف بالداخل, وأضاف: لا اتوقع حصول اي شيء، لجهة ان الامر مرتبط بالسودان والوضع الداخلي، ووجود الأحزاب والمناورات الكثيرة في ظل وضع انتقالي، وبالتالي لا بد للاحزاب الخروج من هذا الوضع الانتقالي بشكل كامل, واسناد الحكومة الى حكماء لإدارتها في الفترة الانتقالية, مثل ما كانت في عهد سوار الذهب, لذلك لا بد من ابعاد الاحزاب من المشهد الانتقالي كي تتفرّغ للانتخابات، واضاف: امريكا لن تحل ازمة السودان ولا تساعد على حلها وانما الحل في الداخل, وتساءل: امريكا لم تحل ازمة السودان سابقاً فكيف تعمل على حلها الآن, مبيناً أن الأزمة الاقتصادية حال فرضها لن يتأثر بها البرهان, وانما الشعب السوداني البسيط، ولذلك لا بد للأمريكيين من رأي صريح وواضح بشأن الوضع في السودان، وقال: ولا بد من دعم الجماهير والحكومة الانتقالية، وعلى الاحزاب ان تجهز نفسها للانتخابات, وتبتعد عن الانتقالية، ومضى يقول: لهذا لا أرى اي حل للمشكلة لا من الامريكان او من المبعوث الاممي فولكر او اي طرف اقليمي او دولي، وانما الحل يكمن في الداخل وإبعاد الاحزاب عن التدخل في الفترة الانتقالية.
إيجاد مخرج
بعض المراقبين يرون ان التحركات الأمريكية تجاه السودان في مضمونها انها تريد ايجاد مخرج آمن للعسكريين في السودان, جراء احداث القتل التي شهدتها تظاهرات الخرطوم, واكدوا ان الادارة الامريكية تنظر الى حماية مصالحها من خلال الأطراف السياسية في السودان واكثر اللاعبين الذين يمكن لها ضمان ذلك, بالتالي لا يمكن ان تجازف الولايات المتحدة بدعم طرف على الآخر من شأنه الإضرار بتلك المصالح.
وقال المحلل السياسي إبراهيم آدم لـ(الصيحة): “السياسة الخارجية الامريكية مبنية للحفاظ على امنها القومي ومصالحها الاستراتيجية، ولذلك من المهم عند تفسير العلاقات الخارجية الأمريكية النظر الى ما بعد القرار وهي المصالح في السودان وفي القارة الافريقية، ولكن من الطبيعي ان تختلف وجهات النظر داخل الكونغرس، في النهاية الحديث عند الادارة الامريكية التي تسعى لإبعاد شبح التدخل الروسي – الصيني في السودان. ولذلك تسعى للمحافظة على وجودها المكثف في السودان، وترى ان الحفاظ على استقرار السودان مُهمٌ لأمنها القومي ولن تفرط في تقديري بأي حال من الأحوال في ذلك”.
دعم المبادرة
وكانت الولايات المتحدة، أعلنت، استعدادها التام للعمل مع بعثة “يونيتامس” ودول الترويكا والمُحيط الإقليمي لتجاوز الأزمة الحالية بالسودان، ووفق القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالخرطوم براين شوكان قوله، إن بلاده “تدعم المبادرة الأممية (الأخيرة بشأن السودان)، وهي مستعدة للعمل عبرها بالتنسيق مع بعثة يونيتامس ودول الترويكا (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج) والمحيط الإقليمي لدعم جهود السودانيين لتجاوز الأزمة الحالية”.