ياسر زين العابدين المحامي يكتب : إلى أين؟؟؟
1فبراير2022م
الثورة تقف بمنعطف تاريخي فاصل…
فإما أن تتقدم بنقاء الفكرة ونبلها…
وإما أن تختطف سمبلة…
فكرة العبور ترسمها العقول وترفضها جهات عدة…
واندفاع نحو صفوف الثورة لتوجيه حركتها…
لحرف مسارها عن ثوابتها…
لتحقيق أغراض وأهداف وإشباع رغبات وأهواء….
مشاركة ما بعد الثورة كانت خديعة…
تشابكت خيوط وانكشفت وقائع…
والشعب بين ما تلتقطه العيون وما سكن بالقلب… وبين…
عاطفة مشبوبة بحلم بعيد المنال…
حلّ الشك محلّ اليقين…
الخطى الحثيثة تنظر هناك…
والإقصاء كان عنواناً أبرز وبتمكين
لا يشبه…
السلوك ما اتسق ومبادئ الثورة…
بتضخم ذواتهم وحفر أياديهم…
تعقد المشهد والأزمة بوجه مختلف… والنتيجة…
الثوار بالشارع لأجل تنفيذ مطالبهم…
وقتلة الشهداء يمشون الهويني…
والفاسدون ما حوكموا على رؤوس الأشهاد…
واللصوص الجدد زادت تخمتهم…
واللجان بنهاية ميقاتها بلا نتيجة…
اليأس ضرب بأطنابه بعميق…
هزمت فكرة والمبدأ وضحك الظلام
بريبة وبلا عنوان…
ما تحررت الأحلام من طوقها… توجس من مجهول ومن غدٍ آت…
جهات تخطط بروح المؤامرة…
وبكل وقاحة…
يديرونها ويغذونها ويشعلون عودها…
تبدو منفصلة عن بعضها…
بحساب السياسة هي سلسلة واحدة…
وقلوب شتى ولهاث وحشي…
رسموا خارطتها برؤية مُريبة…
بغياب شباب ضحى بالروح والدم…
وكلما عبرت ثورة نسأل لأين نمضي…
أصبنا بخيبة أمل فلا نعرف الأسوأ…
ولا المصير الذي يتجهمنا…
ومن يبيع ومن يشتري ومن..
ومن على الجادة ومن ضل…
الشعب يأمل بتغيير حقيقي…
يرفض إحلال مستبد أو جلاد بجلاد جديد…
الآن استوت الثورة على الجودي…
فلا مكان لمن لعب بالبيضة والحجر…
الأوراق الجافة المعلقة بساق الشجرة
ستسقط بيوم قريب…
فخلف كل شهيد.. شهيد يرفض خطف الثورة كما سبق…
ولا مكان لأبطال النهاية…
ولا مكان للأبطال الوهم…
فالثورة مقاييسها دقيقة…
تلفظ الحلاف المشاء بنميم…
من قفز في السلطة وهتف بشعارات
كاذبة ومضلة…
وانتظر العبور ليحجز مقعده ويملأه…
في تشكيلة الوطن الغياب…