الخرطوم: الطيب محمد خير 1فبراير2022م
يبدو التناقض واضحاً في حديث رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر محمد الأمين ترك لصحيفة “الصيحة”، الذي وصف فيه عملية الإغلاق التي تتم من قبل لجان المقاومة للشوارع بالمتاريس لإسقاط الحكومة بأنه يشكل مهددا امنيا كبيرا، داعيا القوى السياسية ولجان المقاومة وكل الحادبين على مصلحة البلاد لمراجعة هذه المواقف. وفي ذات التصريحات، يظهر ترك موقفًا متناقضًا تمامًا، مهددًا بعودتهم مجددا لإغلاق الشرق في حال أن الإغلاق الذي تقوم به لجان المُقاومة في المدن أصبح عائقاً لاستمرار المحادثات التي تتم بينهم وبين الحكومة، وقال ترك مهددا (إن الشرق سيعود ثانية للإغلاق) أي إغلاق الموانئ والعقبة الذي يتفق الجميع على صعوبته لأن ضرره يلامس ملفاً أكثر أهمية وهو الوضع الاقتصادي الذي ما زال يعاني من تأثير الإغلاق السابق.
المصلحة الوطنية
ويرى مراقبون أن حديثه الذي وصف فيه الإغلاق والمتاريس في المظاهرات بأنه مهدد أمني، بعيد عن المنطق كون ان الرجل قام هو نفسه بإغلاق طريق الخرطوم – بورتسودان بالمتاريس ومنع الشاحنات من العبور. وتساءلوا كيف يتيح لنفسه الإغلاق والمتاريس ويعتبرها ثقافة ثورة ديسمبر ويعود ويعتبرها مهددا امنيا.؟
مطالب مشروعة
وقالت القيادية بمؤتمر البجا ستنا محمود لـ(الصيحة) ، إن تِرِك يبدو متناقضاً في حديثه ومواقفه، يحرم على الآخرين ما يحلله لنفسه، فهو قبل ذلك أغلق الشرق لفترة امتدت لاكثر من ثماني وأربعين يوماً وأضر بالاقتصاد الوطني وكان جزءا أساسيا في الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد، والآن من الغرابة والتناقض أن يعيب على الآخرين ذات الفعل الذي ينهي عنه ويدعو الآخرين لتغليب مصلحة البلاد، فإن كان يقصد الإغلاق الذي تم لشريان الشمال، فهؤلاء المواطنون لهم قضايا ومطالب، فأين المشكلة انهم تبعوا ذات السنة التي سنها ترك لتحقيق مطالبه، وكان واحداً من اسباب تعقيد مسيرة الحكومة الانتقالية، أما حديثه عن الأضرار التي ستلحق بالتفاوض بينه وبين الحكومة بسبب تتريس لجان المقاومة في المدن، لا أرى اي علاقة أو ضرر يمكن ان يلحق بترك والتفاوض معه، فهذه مسببات غير منطقية، لأن يعود ترك لإغلاق الشرق الذي ضرره في المرة الماضية كان أكبر ولا يزال الاقتصاد يعاني منه، ثم ان لجان المقاومة تترس لأجل حماية نفسها ولا تتضرر منه حركة المرور، وهذا اغلاق مؤقت لا يستمر لأكثر من ساعات نهارية ويزول، لكن اغلاق الميناء وطريق الخرطوم – بورتسودان كان ضرره اكبر، والسؤال حتى إن اُغلق الشرق مَن المعني بهذا الاغلاق؟ وفي رأيي قضية الشرق التي يحركها ترك اصبحت غير ذات فائدة.
إدارات أهلية
وأضافت ستنا: إن اللجان التي تعمل الآن في الشرق ليست لجاناً سياسية خاصة بقضية شرق السودان التي تم حولها التفاوض في جوبا، وبسبب الاعتراض على الاتفاق أغلق ترك شرق السودان، وانما هي لجان إدارات أهلية تعمل في القلد والمُصالحات لجبر الضرر للصراع الذي في شرق السودان.
تناقض ترك
يرى المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية بكلية المشرق د. عبد اللطيف محمد سعيد ان ترك متناقضٌ للغاية في حديثه هذا، وهو يحرمه على الآخرين ما أباحه لنفسه بإغلاق شرق السودان ما يقارب الشهرين وأحدث خللا كبيرا أضر بالاقتصاد، وأضاف د. عبد اللطيف في حديثه لـ(الصيحة)، كان يمكن حسم ترك لكن نسبة لتخوف الدولة السودانية من ردة فعل المجتمع الدولي، جعل ترك يتصرف كأنه دولة داخل دولة، رغم انه يفتقر لكاريزما القيادة في الشرق الذي فيه كثيرون معترضون على تعامل الدولة معه باعتبار انه قيادي مؤثر ويمثل الشرق.
واقعي ومعتدل
وأشار عبد اللطيف الى ان ترك بدا مرتبكا ومتناقضا في حديثه، وهذا التهديد الذي لوّح به ليس في مصلحته الآن ولا في مصلحة قضية الشرق التي يقول إنه يتبناها، وعلى ترك ان يكون واقعياً ومعتدلاً في التعاطي مع القضايا، وعليه ألا يحرم ما يحله لنفسه، وفوق هذا ترك غير مجمع عليه كقيادة في شرق السودان، ورجح عبد اللطيف أن يعود ترك للتتريس بذريعة أنهم تضرّروا من تتريس العاصمة والمدن الأخرى وهذا واضحٌ من ربط استمرار تفاوض الحكومة معه بتتريس العاصمة، رغم أن ما يتم هي عبارة عن لجان مصالحات تقودها الادارات الاهلية.