قائد قطاع الدعم السريع بولاية كسلا العقيد يحيى محمد آدم لــ (الصيحة): سياسيون يستهدفون قواتنا
بابنا مفتوح لكل أهالي كسلا، ومستعدون لتقديم أي خدمة يطلبونها
الإشكاليات السياسية الحالية من التحديات التي تواجهنا
نحتاج إلى أجهزة متطورة لمكافحة ظاهرة الإتجار بالبشر
الحدود مع إريتريا مُؤمّنة وقواتنا منتشرة على الشريط الحدودي
ما يقال عن قواتنا غير صحيح
اعتبر قائد قطاع الدعم السريع بولاية كسلا العقيد يحيى محمد آدم، استهداف قوات الدعم السريع بأنه مسألة سياسية، وقال “قليل من السياسيين يستهدفون الدعم السريع ويسعون لـ(فرتقة) قواته وخلق حساسية بين الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، “وهذا الأمر نحن (فاهمنو) تماماً وكلامهم ما (حيهمنا لأنو المجتمع ده أهلنا ولازم نخدمهم ودي بلدنا لازم نخدمها مهما كان”،) وأضاف “الاستهداف لن يؤثر فينا وسنستمر في خدمة الوطن وأهلنا”.
وكشف يحيى في حوار مع (الصيحة)، عن قيام قوات الدعم السريع بكسلا بعمل كبير في مكافحة ظاهرة الإتجار بالبشر من خلال ضبطيات أنجزتها القوات خلال الفترة الماضية، وأكد حاجتهم إلى مُساعدات من قيادة الدولة أو المجتمع الدولي لمحاربة ظاهرة الإتجار بالبشر، وقال “نحتاج لأجهزة متطورة ومعدات كثيرة لمحاربة الظاهرة”.
حوار: محمد البشاري 1فبراير2022م
دعنا نبدأ بماهية أدوار وجهود قوات الدعم السريع بكسلا؟
أدوار قوات الدعم السريع كثيرة وكبيرة جداً وتتمثل في رعاية مكافحة الحميات النزفية مع وزارة الصحة، ورعاية مبادرة التعليم في مراكز الامتحانات والمدارس، وقدمنا كثيرا من المساعدات لمواطني كسلا المتضررين من السيول والفيضانات، كما قدمنا مساعدات لأبنائنا وبناتنا الأيتام و الأسر الضعيفة والأدوار كثيرة في هذا الاتجاه.
وما هي مهام الدعم السريع بالولاية؟
مهامنا، تأمين الولاية بشكل عام أو بشكل خاص وتأمين الحدود، والولاية تحدها دولتا إريتريا وإثيوبيا وكذلك نقوم بتأمين الحدود مع الولايات المجاورة، بالإضافة إلى التأمين الداخلي مع القوات النظامية الأخرى وهذا دورنا الأساسي في الولاية.
وكيف هي الأوضاع في الحدود وهل هي مُغلقة؟
الحدود مغلقة وقواتنا منتشرة حالياً في الحدود وتقوم بتمشيط على طول الحدود مع إريتريا وحتى حدودنا مع إثيوبيا، لكن الحدود واسعة وكبيرة جداً ورغم أن القوات الموجودة تقوم بعمليات تمشيط، لكن (الناس) بيستغلوا بعض الطرق التي يعرفونها لأنو الشخص من أبناء المنطقة سواء من اريتريا أو السودان يعرف الطريق “البطلع بيهو”.
مقاطعة.. مَن تقصد بـ”الناس ديل”؟
أقصد المهربين سواء كان تهريب بشر أو تهريب مواد غذائية أو خلافه، وهؤلاء من يعرفون الطرق ونحن مجتهدون نعرف الطرق التي يسلكونها حسب المعلومات التي تصلنا من استخبارات الدعم السريع أو حتى المواطنين بنتحصل على معلومات بالطريق الذي سيسلكونه، والتمشيط قلل من التهريب في الفترة الماضية والحمد لله الوضع حالياً مستقر أكثر من قبل.
انتشار القوات هل يعني أن الحدود مُؤمّنة؟
الحمد لله الحدود مُؤمّنة تماماً.
الحديث عن المهربين يقودنا إلى ملف الإتجار بالبشر، ما الإجراءات التي اتخذتموها للحد من الظاهرة؟
الإتجار بالبشر من الأشياء التي تهمنا ومن صميم مسؤوليتنا بأن نحارب هذه الظاهرة “وشغالين شغل كبير وكثير جداً، وألقينا القبض خلال الفترة الماضية على عدد من المهربين والذين تم تهريبهم من النساء والرجال وقمنا بتسليمهم إلى الجهات المختصة وهذه المسألة تهمنا جداً وشغالين فيها”.
عفواً ولكن ما الإجراءات التي اتخذتموها للحد من الظاهرة وهل لديكم خطوات استباقية للمكافحة أم تكتفون فقط بانتشار القوات على الحدود؟
لدينا خطوات استباقية بالإضافة للمعلومات التي تصلنا من المصادر ومن استخبارات قوات الدعم السريع، ونحن جاهزون ومُستعدون متى ما وصلتنا معلومة ستجدنا في موقع الحدث.
صحيح شعارنا (جاهزية.. سرعة.. حسم)، لكن رغم ذلك نحتاج من قيادة الدولة والمجتمع الدولي مساعدات كثيرة جداً ، وبالنسبة لمحاربة الإتجار بالبشر نحتاج إلى أجهزة متطورة ومسائل كثيرة تخص هذا الاتجاه.
وماذا بشأن إحصائيات التهريب خلال 2021؟
ضبطنا كمية من الدقيق، مثلاً ضبطنا (3500) جوال دقيق مهرب إلى إحدى دول الجوار، كما ضبطنا (560) جوال دقيق معد للتهريب إلى الخارج، كما ضبطنا كمية من الأسلحة بمختلف أنواعها والذخائر والألغام، وأيضاً بالاشتراك مع الشرطة ضبطنا مواد غذائية ومواد بناء، وضبطنا أيضاً خمورا مستوردة تقدر بنحو (40) مليار جنيه.
وماذا بشأن احصائيات تهريب البشر؟
هي (4) ضبطيات، الأولى أوقفنا (6) أشخاص، والثانية أوقفنا (9) أشخاص وهم 6 نساء و3 رجال، والثالثة أوقفنا (15) شخصاً من النساء والرجال.
المجتمع الدولي لم يوفِ بدعم مكافحة الإتجار بالبشر، كيف تنظر لهذا الأمر؟
هناك قصورٌ من المجتمع الدولي، ولولا انتشار قواتنا ومُطاردتها للمهربين وتوقيفهم “كان المجتمع الدولي حيتعب ويتأثّر بالناس الماشين ليهم ونحن حالياً نعمل بمجهودنا المحلي وحسب إمكانياتنا المحلية”، والمجتمع الدولي لديه الامكانية بأن يوفر لنا الأشياء التي تجعلنا نسيطر على الظاهرة، “ولو عندنا أجهزة ومعدات أو تم توفيرها لنا كقوات دعم سريع حيرتاحوا وما بنخلي زول يمشي عليهم”، وما نقوم به كله مجهودات خاصة.
وما دوركم في وقف تسرب اللاجئين من المعسكرات؟
نحن بنشتغل حسب المعلومات التي تصل إلينا، ونحن نرصد هذا الأمر ونعلم أن اللاجئين الذين يصلون من إثيوبيا “يتداخلوا مع المواطنين ويتسربوا عبر التهريب إلى الخارج ونقوم بالقبض عليهم وعدم السماح بتهريبهم وتسليمهم إلى الشرطة، ولدينا أشخاص داخل المعسكرات يقومون بمدنا بالمعلومات، ومتى ما علمنا بتسرب لاجئين “لن نتركهم .
كسلا ولاية حدودية وهذا يقودنا إلى سؤال هل ضبطتم إرهابيين أو أشخاصاً على صلة بجماعات إرهابية تسللوا إلى الولاية؟
من نقوم بضبطهم على جزئين، هنالك جزء نقوم بتسليمه لاستخبارات الدعم السريع ونقوم بإرساله إلى قيادتنا في الخرطوم، أما الجزء الآخر فيخص الشرطة، وقمنا بإلقاء القبض على أشخاص لا يتحدثون باللغة العربية وإنما يتحدثوا الإنجليزية وهؤلاء نقوم بتسليمهم إلى الشرطة، وهناك أشخاصٌ نقوم بالقبض عليهم وبحوزتهم أسلحة مثلاً “وبعد ذلك” حسب التوجيهات “يقولوا لينا سلموهم الشرطة بنسلمهم، يقولوا لينا جيبوهم لينا بنجيبهم”، وعقب التحري معهم يتم التعرف عليهم سواء كانوا إرهابيين أو غيره، نحن عملنا هو القبض وتسليمهم سواء إلى الشرطة أو جهتنا المسؤولة.
وماذا عن جهودكم في فض النزاعات بالولاية؟
نحن كقوات دعم سريع عند وصولنا إلى كسلا التقينا بالإدارة الأهلية، لأن لدينا تجارب في دارفور فيما يتعلق بالنزاعات القبلية وكنا نتوقع “كلام زي ده يحصل في كسلا”، وأولى علاقاتنا كانت مع الإدارات الأهلية ثم انتقلنا إلى المصالح الحكومية، وفعلاً حدثت إشكاليات في كسلا وكان لنا دور كبير جداً في احتوائها بحسب علاقتنا مع الإدارة الأهلية، واستطعنا الدخول في المجتمع واستطعنا إجراء مصالحات كثيرة، ولدينا عضوٌ مع الإدارة الأهلية وهو شخص معروف ومن أبناء المنطقة ولديه الباع الكبير والواسع في مسألة المصالحات، وبالتالي لدينا دورٌ كبيرٌ جداً في المصالحات والقلد، وقوات الدعم السريع مقبولة لدى المجتمع في كسلا حسب علاقتنا بهم وتداخلنا معهم، وحالياً لو حدثت إشكالية قبلية لا قدّر الله فنستطيع حلها لأننا مقبولون لدى المجتمع، ولنا تأثير كبير في المصالحات ورتق النسيج و الوضع أصبح مستقرا تماماً وحالياً ليست هنالك مشكلة قبلية وإنما المشاكل السياسية المعروفة والمظاهرات.
ما هي التحديات التي تُواجه الدعم السريع بالولاية؟
التحديات التي تواجهنا هي المشاكل السياسية الحادثة الآن.
هناك اتهامات للدعم السريع يتم تداولها باستمرار، ما تعليقك عليها؟
“الما بدورك في الظلام يحدر ليك”، “وكل الشائعات التي تقال هي مغرضة تماماً”، قواتنا الآن دخلت في المجتمعات والبيوت ولدينا أفراد من قواتنا تزاوجوا من كسلا، وما كان يقال في السابق عن الدعم السريع، انتهى الان وحتى المجتمع تأكد أن ما يقال عن قواتنا غير صحيح، وحضر إلينا عدد من أهالي كسلا وأبلغونا بأنهم كانوا يسمعون اتهامات بحق قوات الدعم السريع، لكن الآن ثبت لنا أن هذا الحديث غير صحيح وثبت لنا العكس تماماً، ونحن في كسلا هذه الاتهامات أزلناها تماماً وتصاهر وتزاوج منسوبونا مع مجتمع كسلا.
ولماذا الدعم السريع مُستهدف؟
أنا اعتبر أن هذه المسألة قد تكون مسألة سياسية، قليل من السياسيين بيستهدفوا الدعم السريع ويرغبون في “فرتقته” وعمل حساسية بين قواتنا وبين القوات النظامية الأخرى وخلق إشكالات، لكننا “فاهمنها” تماماً، ومن يقولون هذا الحديث لا يريدون الاقتناع رغم أننا نعمل وحديثهم لن “يهمنا” ولن يقف في طريقنا ولن يؤثر علينا على الإطلاق، “نحن المجتمع ده أهلنا وأسرنا لازم نخدمهم ودي بلدنا لازم نخدمها مهما كان”، والشعب السوداني كله موجود في قواتنا، صحيح هناك أشخاص ما زالوا يصرون على اتهاماتهم لكن “ما حنشتغل بحديثهم” وسنستمر في عملنا في خدمة الوطن وأهلنا.
بابنا مفتوح لكل أهالي كسلا، ومستعدون لتقديم أي خدمة يطلبونها منا.