مُستلزمات العيد.. الأسعار نار!!
الصيحة: جمعة عبد الله – إنصاف أحمد – مروة كمال
*يأتي توفير مُستلزمات عيد الفطر هذا العام وسط ظروفٍ اقتصاديةٍ قاسيةٍ على المُواطنين، حيث تشهد الأسعار ارتفاعاً جُنونياً شمل كل شيء، خَاصّةً الملبوسات مِمّا جعلها “ليست في متناول يد الغالبية العُظمى” من المواطنين، وعانت الأسواق من الركود وضعف القوة الشرائية بسبب غياب الكاش وارتفاع الأسعار مع تَعَدُّد المُتطلبات، وسَيطَرَ الركود والغلاء وضعف القوة الشرائية على أسواق مستلزمات العيد، ويُعتبر الغلاء وارتفاع الأسعار هو القاسم المشترك بين متاجر وأسواق مُستلزمات العيد…
وفي جولةٍ قَامَت بها (الصيحة) أمس في سوق بحري، اتّفق مُعظم التُّجّار على ركود حركة البيع رغم ازدحام المحال بالزُّوّار، وبحسب ما قال تُجّار، فإنّ الزيادة في الأسعار تجاوزت 50% مُقارنةً مع أسعار العام الماضي، واتّفق مُعظم التُّجّار الذين استطلعتهم (الصيحة) على رُكُود السُّوق وعدم وجود قوة شرائية تُذكر، وتأثّر السوق سلباً باستمرار أزمة السُّيولة.
وقال عثمان القصاص وهو صاحب محل ملبوسات بسوق بحري، إنّ القوة الشرائية في أدنى مُستوياتها، موضحاً أن الازدحام الملحوظ في المحال لا يعني انتعاش البيع، وقال إنّ أغلب الجمهور يستطلعون السوق فقط وبعضهم لا تسعفه إمكانياته على شراء ما يرغب فيه، كما أن أكثر زُوّار المحال التجارية مُرافقون لبعضهم ولا يشترون جميعاً.. وأضاف أن المشكلة الأساسية التي يعاني منها التُّجّار هي سعر الصرف، مُشيراً إلى أن عدم استقرار سعر الدولار يجعل التُّجّار في مُواجهةٍ حتميةٍ ومُتكرِّرةٍ مع الخسارة أو بوار البضائع، وأكّد أنّه تحديداً يستورد بضاعته من الصين، لكن في ظل عدم ثبات سعر الصرف، اتّجه لتقليل الكميات التي يستوردها.. وشرح أزمة التُّجّار مع الدولار بقوله: إنه كمثال قام بجلب البضائع الحالية بسعر 60 جنيهاً للدولار، لكنه يكون مُضطراً لتحويل قيمة البضائع بسعرٍ مُختلفٍ لأنّ الدولار ارتفع إلى 65 جنيهاً، وزاد: في الفترة السابقة عَانَى التُّجّار خسائر كبيرة لأنّ الدولار ناهز الـ 85 جنيهاً في بعض الفترات.
وبالقرب منه يقول أشرف عبد الإله صاحب محل ملبوسات، إنّ الأسعار تتراوح ما بين “550 – 1200” جنيه للقطعة، موضحاً أن اللبسة كاملة تكلف نحو “1000 – 2500” جنيه بحسب الخامات والموديل والتشكيلة، وأبان أن الأسعار قد تكون مُرتفعة بالنسبة للمُواطنين لكنها تسعيرة السوق السائدة حسب سعر البضائع.
وتتراوح أسعار العبايات النسائية ما بين “550 – 1500” جنيه للخامات العادية، وأعلى من ذلك لبعض الخامات الفاخرة، فيما تتراوح أسعار ملبوسات الفساتين للفئات العُمرية دُون 15 عاماً ما بين “500 – 1200” جنيه، وأقل حذاء بسعر 450 جنيهاً، وترتفع حتى 1500 جنيه، أما الحقائب فأسعارها على حسب الماركة والخامة، فحقائب الجلد مرتفعة الثمن، ويصل بعضها إلى 1800 جنيه، كما تُوجد أنواع مُتوسِّطة الجودة بسعر 600 جنيه.
وقال عبد الكريم، وهو تاجر ملبوسات في سوق بحري، إنّ انخفاض الأسعار وانفراج أزمة السيولة أديا لتحريك السوق بشكلٍ طفيفٍ، موضحاً في حديث لـ (الصيحة) أنّ الطلب على السلع لا يزال ضعيفاً بالرغم من اقتراب العيد، وقال إنّ التّوقُّعات تشير لتنامي القوة الشرائية خلال الأسبوع السابق للعيد وزيادة حركة السوق، وقطع بأنّ الوضع أفضل مِمّا كَانَ مُتوقِّعاً في مثل هذا الوقت، وقال إن بعض المُواطنين وخاصةً من ذوي الدخل المحدود لا يُمكن توفير مُتطلبات العيد كَاملةً وبالتالي يعمد لشراء بعضها وتَرك البَعض الآخر من المُتطلبات.
أزمات مُتكرِّرة
وأثّرت الظُّروف الاقتصاديّة المُتردية التي تَمر بها البلاد منذ سَنواتٍ، على قدرة المُواطنين عَلَى تَلبية احتياجاتهم الحياتيّة وتَوفير المُتطلبات خَاصّةً في مواسم الأعياد والمُناسبات، وزاد الأمر سُوءاً تراجع قيمة العُملة الوطنية وتصاعد التضخُّم واستمرار أزمة السُّيولة في بلدٍ يُصنّف نسبة عالية من مُواطنيه بأنّهم تحت خط الفقر، حيث تُعتبر مُعدّلات الفقر في السُّودان عالية.
أسعار خُرافية للملبوسات
شَهِدَت أسعار المَلابس والأحذية بأسواق الخُرطوم زيادة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، حيث قفزت أسعار الملابس الأطفالي البناتي لعُمر 5 سنوات، فيما شهدت أغلبية الأسعار الأخرى استقراراً محلوظاً، وشكا التاجر بشير محمد بسوق أم درمان من ركودٍ كبيرٍ في الشراء خاصةً تُجّار الجملة، مُشيراً إلى فستان طفلة عمر 5 سنة منذ بداية رمضان بلغ ٣٥٠ بدلاً من٣٠٠ جنيه، فيما بلغ سعر البنطلون والقميص أطفالي أولاد عمر 5 سنوات الى ١٥ سنة ما بين ٦٠٠ الى ٧٥٠ جنيهاً حسب الجودة، ويتراوح سعر التشيرت والبنطلون ما بين ٥٥٠ الى ٦٠٠ جنيه، أما من عُمر ١٧ سنوات إلى عمر العشرنيات والشبابي عمر ٣٠ سنة، فيُباع القميص والبنطلون بواقع ٦٥٠ – ٧٥٠ – ٨٠٠ جنيه، ويُباع التشيرت والبنطلون أقل بفرق ٥٠ جنيهاً عند كل صنف، فيما بلغ سعر الفستان البناتي من عُمر عام إلى 5 سنوات بواقع ٣٥٠ – ٤٠٠ – ٥٠٠ جنيه، ومن عُمر ٧ – ١٥ سنة يتراوح بين ٧٠٠ – ٨٠٠ -١٢٠٠ جنيه. و700 – 800 – 1200 جنيه الفستان الواحد، فيما بلغ البنطال والتشيرت الأطفال ٥٠٠ -٦٠٠ جنيه، كذالك الطونكة والبنطال الأطفال النباتي.
وفيما يتعلق بسعر الثياب النسائي، أكد بشير عدم وجود إقبال كبير
عليها، حيث بلغ سعر الثوب الأمزون ١٢٠٠ -١٨٠٠ – ٢٠٠٠ جنيه، وبياع التوتل ما بين ٨٠٠ – 1000 جنيه، والبودرة ٧٠٠ جنيه، والمنديل ٤٠٠ جنيه، وتتراوح أسعار القمصان النسائي ما بين ٣٠٠ – ٤٠٠ جنيه، وأشار إلى أن الملايات باتت قطعاً بالمتر ومعظمها مصرية حيث يبلغ سعر الجوز في حدود ٤٠٠ – ٦٠٠ جنيه، أما الملايات الفاخرة حسب الجودة.
فيما بلغت سعر الأحذية الأطفالي في حدود ٣٠٠ – ٣٥٠ – ٤٠٠ جنيه، والنسائي ٤٠٠ – ٤٥٠ – ٥٥٠ جنيهاً، الرجالي جلد ٨٠٠ – ١٢٠٠ جنيه.
وشكا مواطنون تحدثوا لـ(الصيحة) من الارتفاع الكبير للأسعار هذا الموسم، وقالت المُواطنة منى أحمد ربة منزل أنّ السوق لم يشهد جديداً في البضاعة، وأنها نفس البضائع التي كانت في السنة الماضية.. فيما خالفتها الموظفة أحلام علي، الرأي، مؤكدة أنّ الأسعار مناسبة ولا توجد زيادة كبيرة وشكت من عدم توفُّر السيولة لتلبية احتياجاتهم.
وأبدت المواطنة تيسير محمد سخطها من الأسعار بالسوق، ووصفتها بالخرافية مقارنة مع الوضع الاقتصادي المُعقّد، وأضافت أنّ أقل سعر للبنطلون يباع بـ 650 جنيهاً مما شكّل صعوبة في الشراء، خَاصّةً وأنّ الأسرة مُكوّنة من عدد من الأطفال.
فيما قالت رحاب عبد المنعم ربة منزل، إنّ الأطفال هم من يجبرونا على الشراء، فالأسعار غالية جداً وليست في متناول الأيدي.. وأوضحت أن هنالك نوعاً من التُّجّار يتعامل مع الزبائن ويتماشى في السعر، بيد أن هنالك من يتمسّك بالسعر ولا يقبل أن يخفض فيه، وشكت من ارتفاع أسعار الأحذية حيث أدنى سعر بواقع 450 جنيهاً.
(أيِّ حاجة غالية)… عبارة ابتدرتها محامية فضّلت حجب اسمها، وقالت إنّ العباية سعرها ما بين 1500 – 2000 جنيه، حتى مُستلزمات الشَّعر باهظة الثمن، اكدت توقُّفها عن العمل بسبب الأجر غير المجزي.
زيادات في العطور
كشفت جولة (الصيحة) بأسواق الخرطوم، عن ارتفاع العُطُور بشكلٍ ملحوظٍ، وأوضح التاجر علم الدين محمد بالسوق المركزي أنّ أسعارها شهدت زيادة نسبة لارتفاع المواد الخام وذلك لاستيرادها من الخارج، مشيراً الى أن أسعار العطور التركيبة بأنواعها كافة وسعر100 مل بلغ 180 جنيهاً و50 مل بلغ 100 جنيه، فيما وصل سعر 30 مل 70 جنيهاً، لافتاً الى انّ سعر العطر نورة بلغ 600 جنيه، أما عايدة مقاس صغير بلغ 210 جنيهات، وفايزة متوسطة الحجم بلغ 630 جنيهاً، أما الحجم الكبير فبلغ 2000 جنيه والصغير منها 1000 جنيه، لافتاً الى أن العطور النسائية تشهد إقبالاً خاصة مع اقتراب العيد نسبةً لكثرة الزيجات فيه، حيث أوضح أن سعر سوارد باريس بلغ 480 جنيهاً والفلير دمور بلغ 480 جنيهاً والعلبة منه بلغت 700 جنيه، أما الصاروخ فبلغ سعر الفتيل الصغير 450 جنيهاً والكبير 700 جنيه، فيما وصل سعر اللفدور الصغير 450 جنيهاً والكبير 700 جنيه، أما علبة الصندلية الكبيرة فبلغت 2000 جنيه، وشكا من ضعف القوة الشرائية بشكلٍ عامٍ، وتوقّع أن تشهد الأيام القادمة زيادة في الإقبال على الشراء.
استقرارٌ ملحوظٌ في البوهيات
وفي سوق مواد البناء، هناك استقرارٌ ملحوظٌ، خاصة فيما يتعلق بأسعار البوماستك والبوهيات، حيث أوضح تاجر من سوق السجانة، أن أسعار الجبص للديكور والسقف المُستعار بلغ الطن منه نوعية أصلان بالكاش 5800 جنيه والشيك 6300 جنيه، مشيراً الى أن سعر الليف الصناعي (الشعر) الصناعي بلغ الكيلو منه بالكاش 200 جنيه وبالشيك 220 جنيه، لافتاً الى أن جبص الطلية الحريرية نوعية أصلان بلغ الطن منه بالكاش 10000 جنيه وبالشيك 10500 جنيه، أما جبص البياض للسقف أصلان الطن منه بالكاش 8000 جنيه وبالشيك 8500 جنيه.