الخرطوم سارة إبراهيم عباس 31يناير2022م
يعد تغيُّر المناخ أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم، والمقصود به التغيُّر الحاصل في العوامل والظروف المناخية الناتج بصورة مباشرة عن الأنشطة البشرية التي تقوم بطرح كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الغازي للأرض كنتيجة للثورة الصناعية، وارتفاع معدلات النمو في العديد من البلدان المتقدمة والنامية بفعل العديد من الاستخدامات المضرة بالبيئة، خصوصاً استخدام الوقود الأحفوري (النفط – الغاز – الفحم) في توليد الطاقة.
تختلف آثار تغيُّر المناخ بين الأجيال والمناطق والطبقات وفئات الدخل المختلفة والعُمر والجنس. ومع ذلك، فإن لها آثارًا ضارة يمكن الشعور بها على المدى القصير من خلال الكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات والانهيارات الأرضية والأعاصير، وعلى المدى الطويل من خلال التدهور التدريجي للنظام البيئي. من المتوقع أن يتفاقم بشكل ملحوظ في هذا الاتجاه إقامة وزارة التنمية الاجتماعية “ورشة العمل حول التغير المناخي والتكيف البيئي وأثره على تحقيق المساواة بين الجنسين” وذلك في إطار اجتماع لجنة المرأة العربية الدورة 41 التي تأتي متزامنة مع الدورة 66 بنيويورك التي بداية فعالياتها في التاسع والعشرين وتستمر إلى نهاية الشهر الجاري.
** إنقاذ السياسات
اكدت عضو مجلس السيادة الانتقالي د. سلمى عبد الجبار المبارك، حرص الحكومة على انفاذ كافة السياسات التي من شأنها توفر للمرأة حقوقها بما يمكنها من تحقيق الادوار المنوط بها. داعية بضرورة ان تنظر الورشة إلى خيارات المرأة وما تريده المرأة في الريف والحضر بدعم وإسناد احتجاجاتها، فضلاً عن توفير الدعم المادي والمعنوي، وأقرت بالتأثيرات المناخية على حياة المرأة من خلال تحمل المسؤولية تجاه اسرتها. وأشادت د. سلمى بمشاركات المرأة السودانية المتميزة على المستوى الإقليمي والدولي في ظل الوضع السياسي الراهن الذي يمر به السودان. وشددت على اهمية ابراز انجازاتها على كافة المستويات. وجددت بضرورة توحيد الجهود في هذه الورشة لتجد المخرجات طريقها لجامعة الدول العربية واجتماعات الأمم المتحدة للنظر فيها.
**خفض الفقر
وفي سياق متصل، أكد وزير التنمية الاجتماعية احمد بخيت آدم، بذل السودان جهوداً مقدرة في تنمية قدرات المرأة، مشيراً للخطة الوطنية التي أجازها مجلس الوزراء لتعزيز دور المرأة في الأمن والسلام للوصول الى حماية المدنيين، بجانب تعزيز السودان بكافة مؤسساته العمل على تمكين المرأة وخفض الفقر ووضع الاستراتيجيات الاجتماعية والاقتصادية وتعزيز الشراكات في هذا الصدد، ولفت لجملة تحديات تواجه المرأة متمثلة في الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، بجانب تداعيات تغير المناخ، مشددا على ضرورة وضع منهج شامل ومشروع وطني لدرء آثار المناخ والحد من تأثيراتها على النساء لجعل المجتمعات اكثر استقراراً. وتطرق الوزير لمعاناة المرأة النازحة. مطالباً منظمات المجتمع المحلي والدولي تقديم الدعم اللازم لتمكين المرأة النازحة للانخراط في مسيرة المجمع اقتصادياً واجتماعياً.
** وضعٌ معقدٌ
قال كيل وزارة التنمية الاجتماعية النيل عبد الله، إن المؤتمر جاء متزامنا مع اجتماعات الدورة 66 في نيويورك رغم الأزمات التي تواجهنا، واضاف ان التغير المناخي اكثر تعقيداً في اقاليم السودان خاصةً دارفور نتيجة الصراعات حول الموارد، علاوةً على تعقيدات الأزمات السياسية، وبالتالي خلقت وضعاً سياسياً معقداً في ظل ميزانية معقدة. مطالباً المجتمع الدولي الوقوف مع السودان بما يسهم المعالجة الجذرية للتعقيدات المناخية. متمنياً خروج الورشة بتوصيات تجد طريقها للتنفيذ. وهذا يؤكد ان السودان له خصوصية صعبة ومعقدة.
** أجندة التنمية المستدامة
أكد ممثل وزارة الخارجية عصام الدين عبدالرحمن محمد، الاهتمام الإقليمي والدولي لتغير المناخ وتأثيره على النساء. وعبر عن امتنانه لاختيار السودان عاصمة للمرأة العربية. واصفا خطوة تكريم للسودان والمرأة السودانية بما يسهم في تفعيل العمل العربي المشترك. مقراً بدور المرأة في تنفيذ اجندة التنمية المُستدامة عبر إرساء المعرفة ونشر العلوم بما يسهم في تنمية وتطوير مُجتمعاتها. وتعهّد التزام وزارته بتنسيق الجهود والعمل المشترك لدعم وإسناد المرأة السودانية. ورهن الخطوة بدعم فعاليات الدورة 66 بنيوريورك والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
** تحديد القضايا
ومن جهتها، وجّهت مدير الإدارة العامة للمرأة بوزارة التنمية الاجتماعية سعاد ديشون محمد، منظمات المجتمع المحلي والدولي للوقوف على الصعوبات التي تواجهها المرأة النازحة في ولايات دارفور وتقديم الدعم والمساعدات لها، مُشيدةً بدور المرأة السودانية في نهضة المجتمعات وقُدرتها على التغيير الإيجابي. واستعرضت دور الآلية الوطنية في الإدارة العامة للمرأة من خلال التحضير لهذا الاجتماع وإعداد التقارير الوطنية والدولية وتحديد القضايا ذات الأولوية.