29يناير2022م
نقش أول:
واقف براك
والهم عصف
ريحاً كسح زهرة صباك
ليلاً فتح.. شرفة وجع
قمراً رحل فارق سماك
…
مطر الحزن عاود هطل
جدد عذاب الأرصفة
ضي المصابيح البعيد
أتعب عيونك.. وانطفأ
لمتين مواعيدك .. سراب
والريد شقا.. حرقة.. وجفا
…
صاحب (ألوان) حسين خوجلي, لا يختلف الناس حول أنه كاتب بديع وصاحب مخزون ثر من خرائد الأدب والشعر والموروث الشعبي, غير أنه رجل ساخر وحكواتي على نحو مميز.
أول صدور لصحيفة (ألوان) كان إبان الديمقراطية الثالثة ونالت وقتذاك شهرة واسعة.
في (ألوان) يومئذ, قام أحد الصحفيين بها بالاحتجاج سراً على ضعف المرتبات ليبلغ الأمر صاحب (الامتياز) حسين خوجلي والذي بدوره عقد اجتماعاً مطولاً استفاض بالحديث حول تجربة الصحيفة وذيوعها بين القراء وما حققه بعض المحررين بها من شهرة لامعة, مضيفاً :- (.. بل إن البعض منهم وببطاقة ألوان دي قام حب بيها في العمارات.. واللاّ ما كدي يا كمال).
منتصف التسعينات, يقوم صديقنا كمال علي الصحفي المرموق وريحانة المجالس, يدعونا إلى عشاء كارب نتحلق حول شريط كاسيت (وصتني وصيته) آخر إنتاج شركة “حصاد” للفنان سيف الجامعة والذي ضم عدداً من أغنيات الشاعر مدني النخلي.
مدني النخلي بجمال مفردته الشعرية يحضنا على الشعر وعلى الحب والريد.
نلتقي وقتها صديقنا الشاعر مدني النخلي يعود من مهجره نحتفي به ونبثه الصدق بأننا “حبينا” بأغنياته في العمارات والخرطوم تلاتة وحي الزهور وفي الديوم الشرقية, غير أن الحب المروم هذا لم يبلغ غاياته, بل كانت كلفته باهظة, وخلف جراحات وندوباً غائرات لنثوب منه إلى محطة واقف براك والهم عصف.
صديقنا النخلي.. التحيات النواضر.
نقش ثانٍ:
مهما فيك طولت صابر
يا سنين عمري الشقية
ومهما طال فيك حظي عاثر
وذوبت عمري الأسية
ما بقول أنا راح أواني
عارفو ببسم لي أماني
وسعدي برجع ليا تاني
فبالأماني السندسية
بكرة بصبح ذكريات
حالي داك الكنت فيهو
تملا آمالي العراض
كل درباً اقتفيهو
بكرة تجمعني الصلات
بي عزيزاً اصطفيهو
ترجع ايامي النضيرة
بي لياليها الهنية
وسعدي برجع ليا تاني
بالأماني السندسية
أصلي من فيض العواطف
ديمة أسراني المحنة
وكل مناي ترتاح حروفي
وفي الفؤاد طاوياهو أنة
لا فؤادي يشوف عداوة
لا شقاوة ولا مظنة
اصلي يا روحي الصفية
لسة حافظ للوصية
وسعدي برجع ليا تاني
بالأماني السندسية
يعتبر الدكتور يوسف الموصلي من الموسيقيين المعدودين الذين كان لإسهامهم بصمة واضحة في خارطة الموسيقى السودانية وجهود تطويرها بدراساته المتخصصة ومشاركاته العديدة في المهرجانات الإقليمية والدولية, ففي صحيفته قيادته أوركسترا الفرقة الماسية مع المصري أحمد فؤاد حسن ومشاركاته الغناء مع ألمع الفنانين العرب مثل إيمان الطوخي وزينب يونس وآخرين, هذا فضلاً عن مؤلفاته الموسيقية وألحانه التي أثرى بها وجدان السودانيين مع وردي وكابلي والجابري وابن البادية وعركي وزيدان وود اللمين.
الموسيقار يوسف الموصلي ظل طوال مسيرته, داعماً لتجارب الشباب بتوجيهاته وألحانه وتوزيعه لأعمالهم, يؤكد أهمية تواصل الأجيال وتلامح التجارب في مجال الغناء والموسيقى.
يوسف الموصلي باحث موثوق ومؤلف نابغ وشاعر يكتب لأجل الوطن والحرية والسلام.
يوسف الموصلي.. سلامات يا جميل.