غلاء الأسواق.. تبدُّلٌ في الحياة المعيشية!!! .. معلمة: رغم راتبي أجد نفسي تحت جبال من الديون!!
صاحب ورشة: أسرتي اضطرت لشرب الشاي مرة واحدة في اليوم
استطلاع: هبة القاسم 29يناير2022م
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها الأسر السودانية بسبب عدم الاستقرار السياسي وإغلاق الطرق والكباري وصعوبة ايجاد العمل، دخلت الأسر السودانية في اوضاع قاسية، حيث قلت دخولها المادية مقابل ارتفاع اسعار السلع يوميا مما ادى الى تبدُّل في حياتها المعيشية.
ولقد اكد كثير من الاسر التي استطلعتها “الصيحة”، انها اصبحت تعتمد على وجبة واحدة في اليوم تكون ما بين الغداء والعشاء وتركوا نهائياً شاي الصباح نتيجة لارتفاع اسعار الألبان، بينما رأى آخرون انهم يأكلون وجبتين في اليوم ويشترون رطل لبن واحد وزيادته بالماء ليكفي باقي الأسرة.
فيا ترى ما هي التكاليف اليومية التي تصرفها الأسرة السودانية وهل هم قادرون على تحملها..؟
جبال ديون
الاستاذة فاطمة عوض الكريم تعمل معلمة في مدرسة ثانوية قالت لـ(الصيحة) ، ان وجبة الغداء في اليوم تكلف ما بين ألفين الى الفين وخمسمائة جنيه لإعداد (حلة ملاح) فقط، وذكرت ان الافطار عادة ما يكلف بين 500 الى الف جنيه اذا اكتفت الاسرة فقط بالفول او العدس أبسط الوجبات المتوفرة هذه الايام، بالاضافة للرغيف الذي قد يصل الى 2 ألف جنيه في اليوم للاسرة الصغيرة دون اضافة اطباق اخرى من سلطة او غيرها.
واشارت الى ان الراتب الذي تأخذه بالكاد يكفي لنصف الشهر وانه وبمجرد انتهاء الشهر تجد نفسها تحت جبال من الديون!!
أثر ارتفاع الكهرباء:
فيما أبان صلاح موظف بشركة خاصة وذو دخل متوسط وعائل لأسرة متوسطة الافراد، ان المصاريف المدرسية احياناً تشكل عبئاً كبيراً عليه، اذ يأخذ عادة ابناؤه الطلاب في ايام الدراسة مبلغا يتراوح ما بين 100 الى 300 جنيه في اليوم للاساس بالاضافة للساندوتش، نظراً لعدم توفر الخبز او غلائه في كافتيريا المدرسة مما قد يدفعه لتوفير المزيد من الخبز لإشباع اطفاله، اما طلبة الجامعات فقال انهم يحتاجون الى مبلغ قد يصل الى 3 آلاف جنيه في اليوم لتغطية المواصلات والمستلزمات.
كما اشتكى من مصاريف الكهرباء التي قال انها عبء جديد وصعب بعد زيادة اسعارها مؤخراً، وتحدث كذلك عن مصروفات الإيجار عند بعض الأسر.
إلغاء وجبات!
بعض العائلات تخلت عن فكرة اضافة اللحوم للطبيخ بسبب الأسعار الغالية على المواطن العادي وتكتفي فقط بطبخ الأكلات التي لا تستوجب وجود اللحوم فيها!
ويرى الاستاذ احمد الطيب علي، صاحب ورشة احمد الطيب واولاده لصيانة المكيفات اثناء حديثه “للصيحة” انه بسبب الضغوط المتكالبة، اضطرت اسرته الى تقليل عدد مرات شرب الشاي وغيره من المكيفات من ثلاث مرات في اليوم الى مرة واحدة صباحاً، وقال ان المصاريف اللازمة لشراء المستلزمات الأساسية للبيت احياناً قد تصل الى 7 آلاف جنيه يوميا.
وذكر ان اسرته اضطرت للتخلي عن وجبة العشاء بسبب عدم قدرتهم على تغطيتها، وأضاف: إما نؤخر الغداء إلى وقت العشاء أو تعويضه بتناول شاي الحليب.
وابدى احمد الطيب، استياءه الكبير من الاوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد من تذبذب في الأسعار وغيرها من احداث!
استدانة
وقال لواء معاش فضّل حجب اسمه لـ(الصيحة)، إن عدم استقرار الاوضاع السياسية والاقتصادية حالياً وتذبذب الاسعار ادى الى عدم وضوح المنصرفات اليومية، موضحاً انه بالرغم من وجود عمل إضافي له بالاضافة الى معاشه، الا ان كل هذا بالكاد يكفي لتغطية شهره مما قد يضطره احيانا للاستدانة لتغطية الاحتياجات اليومية لأسرته!
مصاريف يومية
فيما ذكرت سامية تعمل بائعة شاي لتعيل اسرتها بعد ان هجرها زوجها، انها لا تستطيع تغطية مصاريف اسرتها اليومية، وقالت لـ(الصيحة) ان مصاريفها اليومية قد تصل الى 3 الاف جنيه او اكثر رغم قلة العمل وعزوف الزبائن عن القدوم لشرب الشاي!
كفاف
وقال التجاني خاطب صاحب مكتبه، انه اضطر وترك والديه في النهود بسبب ظروفه والأوضاع الصعبة وحضر للخرطوم لتوفير سبُل المعيشة له ولوالديه, واوضح في حديثه لـ(الصيحة) أنه بسبب اضطراب البلاد بالكاد يستطيع تقديم الكفاف لأسرته.
نسبة الشراء
وأبان النور قاسم صاحب بقالة الكوثر، ان هناك حالة ركود في الأسواق ونسبة الشراء قلت بنسبة 70%, وكشف لـ(الصيحة) ان الناس لم تعد تشتري كما في السابق، وعلّق قائلاً: كان الزبون يشتري في العادة كيسين او ثلاثة من العدس او الارز وغيرهما، الا انهم اصبحوا يكتفون بشراء كيس واحد, مبيناً ان قلة الشراء اثرت في دخله ولم يعد بإمكانه القيام بالكثير من مستلزمات الحياة اليومية.
وتوقع أن يشهد الأسبوع القادم زيادة في اسعار المنتجات المُصنعة مثل المشروبات الغازية والصابون والزيوت وخصوصاً المُنتجات المحلية.!!!