تقرير: عبد الوهاب أزرق 28يناير2022م
محلية قدير التاريخ، حيث المهدي انطلق من هنا، محلية تقع في مثلث الموارد “تالودي ، الليري وقدير” عاصمتها مدينة كالوقي، زاخرة بالموارد الطبيعية من غابات ، تعدين ، ثروة حيوانية والمساحات الزراعية، فضلاً عن الموروثات والعادات والتقاليد ، وسماحة الإنسان وطيب المعشر ، وتمتاز بالانصهار المجتمعي ، والسلام الاجتماعي وعراقة التاريخ.
في انتظار الصلح
عاشت محلية قدير في السنتين الأخيرتين، صراعات ونزاعات قبيلة متجددة بين الفترة والأخرى بين المكونات المجتمعية الكواهلة ، كنانة ، اللوقان ، والحوازمة خلّف العديد من القتلى والجرحى بين الطرفين ، وخلق موجة نزوح من القرى الى داخل المدن ، وأرجع المتابعون الصراع نتيجة الخلاف حول الموارد ، متمثلة في الأراضي والتعدين ، قدمت الكثير من المبادرات والآراء حول طي الخلاف ، وينتظر الجميع توقيع صلح شامل بين المكونات المجتمعية يُنهي ترسبات حالة العداء السائد، ويطرد روح الشيطان التي أجّجت الصراع بين الأهل.
استقرار وآمن
بعد توقف الصراع عادت الاحوال إلى طبيعتها، تم تعيين الاستاذ عصام الدين السيد انقلوا مديراً تنفيذياً جديداً للمحلية ، وذلك ضخاً للدماء الجديدة في العمل التنفيذي والإداري ، ومواكبة للتطورات على الأرض . وعمل انقلوا بجد وفاعلية لتحقيق الاستقرار والأمن والهدوء ، وقال إن ذلك بفضل القوات والأجهزة الأمنية ممثلة في لجنة أمن الولاية ، ولجنة أمن المحلية . كما تم تسليم الوالي التقرير الخاص بأحداث المحلية ، عبر اللجنة التي كوّنها الوالي لهذا الأمر.
ديناميكية وفاعلية
شهدت المحلية نشاطاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة، حيث استقبلت الوفود من داخل وخارج المحلية ، عطفاً على انخراط انقلوا في سلسلة زيارات ولقاءات ، واجتماعات يومية لترتيب العمل التنفيذي والإداري والمجتمعي ، واحتفلت وحدة ام دحليب الأساسية بذكرى عيد الاستقلال المجيد ، وتم افتتاح نادي الشروق الحفنة ، حيث يوجد بالمحلية شباب فاعل ونشط ومشارك في جميع الأنشطة ، ومبادر في تقديم الخدمات.
إنتاجٌ وفيرٌ
مدير القطاع الزراعي بمحلية قدير المهندس يس حسن بابو، كشف أن بالمحلية 500 ألف فدان داخل التخطيط تتبع لإدارة الزراعة المطرية بمدينة الدلنج ، كما يوجد 60 ألف فدان للقطاع المطري ، وقال: تتنوع التربة بين الطينية والرملية مِمّا ساعد على تنوع زراعة المحاصيل ، واصفاً المساحات المزروعة هذا العام بالمعتبرة ، ووصف الموسم الزراعي بالجيد رغم بعض الإشكالات الأمنية .
وكشف مدير محلج كالوقي المهندس شارف عيسى آدم أن انتاج القطن هذا العام جيدٌ ، وأضاف ان متوسط الفدان ينتج 10 قناطير ، متوقعاً زيادة الانتاج الموسم المقبل ، وتابع: بدراسة لأحد المزارعين ، زرع 22 فداناً ، حتى الآن انتج 35 بالة قطن ، لافتاً أن متوسط وزن البالة 300 – 350 قنطاراً، ما يساوي 285 قنطاراً لزراعة 22 فداناً . وقارن ذلك بمحصول الذرة ووصف انتاجية ان الفدان لا تتعدى بين 7 – 10 جوالات.
إشكالات الزراعية
أجمع كل من المدير التنفيذي للمحلية انقلوا، ومدير الزراعة المطرية ، ومدير محلج قدير أن عدم وجود فرع للبنك الزراعي بالمحلية من أكبر مشاكل المزارعين، لجهة عدم وجود التمويل الزراعي ، مطالباً بعمل محفظة تمويلية تساعد المزارعين في زيادة المساحات المزروعة ، ولفت انقلوا ان الدراسة تم إعدادها ورفعها منذ العام 2016م.
محلج كالوقي
مدير الزراعة المطرية أوضح ان المحلج بدأ العمل منذ اسبوع تقريباً ، ويعمل بمكبس ، والعمالة منتظمة . فيما سرد مدير المحلج شارف آدم، الخطوات التي يمر بها القطن وهي تحريك القطن بالشفاطة الى داخل الماكينات ، لفصل الشعر عن البذرة ، ثم يُحوّل الى المكبس بعمل متواصل ، كاشفاً أنه في كل عشر دقائق يتم استخراج خمس بالات قطن.
عودة الحياة
عادت الحياة الى طبيعتها لمحلية قدير ، ودوران عجلة الإنتاج في المناجم، والمزارع، والمحالج تؤكد قدرة الإنسان على حُب السلام والتعايش السلمي، فالبلاد تنهض بالتنمية والإنتاج والسلام، لا بالعصبية والبغضاء والدماء.