القيادي بالحزب الاتحادي الأصل الخليفة علي نايل لــ(الصيحة)
شكك القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الخليفة علي نايل، في القرارات والتوجيهات التي تأتي من القاهرة باسم مولانا والخاصة بالحزب، وقال خلال حوار مع “الصيحة” إنها صادرة من مجموعة من الأشخاص الذين هم حول مولانا المرغني، والذي قال إنه لا يزال بكامل وعيه لكن حالته الصحية (تعبانة) جعلته يعيش في غرفة لا يخرج منها إلا لمقابلة ضيوفه، ومغيباً تماماً عما يجرى في الداخل.
واعترف نايل بأن الحزب الاتحادي الآن يعيش واقعاً وصفه بالمؤسف، بسبب مشاركته في نظام الإنقاذ، غير أنه بدا متفائلاً بخروجه من هذه العقبة أكثر قوة بجهد ومواقف جماهيره التي شكلت حضوراً كبيراً وفاعلاً في الحراك الذي أطاح بالإنقاذ، لأنها كانت رافضة لمشاركة حزبها فيها، مؤكداً أنهم يسعون لوحدة شاملة لكيانات الحزب يعزل فيها كل من رضع مع المؤتمر الوطني من ثدي الدولة، وأكل المال الحرام على حد تعبيره…
حوار: روضة الحلاوي
*ما قراءتك للواقع الذي يعيشه الحزب الاتحادي الآن؟
أعترف بأن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يعيش واقعاً مؤسفاً ومحزناً بسبب مشاركته في نظام الإنقاذ البائد، فهو حزب له تاريخه وماضيه الذي لا يستطيع أحد إنكاره، فهو حزب السودان الأول.
*هل الحزب الآن خرج من دائرة الحراك والمشاركة فيه؟
المشاركة خطأ لم تحسب حساباتها بدقة، لكن لا أعتقد أنها تقف حائلاً دون أن يسترد حزب الحركة الوطنية عافيته، ويُعيد مجده وتاريخه التليد بالرغم من ما أصابه ولحق به من أضرار هذه المشاركة، لأن النظام البائد تضرّر منه كل أهل السودان، وما يجعلنا متفائلين ذات الروح الجماهيرية التي صنعت الاستقلال ما زالت موجودة ومتمسكة بالمبادئ، والآن الشباب المعتصم بساحة القيادة من أجل حرية وكرامة الشعب 80% منهم هم شباب الحزب وقياداته بشهادة أهل الاختصاص، فهؤلاء هم من يعيد مجد الحزب وسنتجاوز بهم أي إشكال سياسي.
*لكن المشاركة طُرحت للنقاش وأقرتها قيادة الحزب في اجتماع الجنينة الشهير وبعدها دخل الحزب بثقله فيها؟
الجميع يعلم أن 99% من جماهير حزب الحركة الوطنية كانت ضد مشاركته ونبذتها، وأعلنت رفضها صراحة المشاركة في نظام الإنقاذ لكنها فُرضت عليها.
*لكنكم كقيادات بصمتُم على هذا القرار ولم تعترضوا عليه؟
لا يستطيع أحد أن ينكر أن الجميع شارك في هذه الخطوة الخطأ.
*إذن ما دام أنت معترف بأنه إجراء خطأ ما المقاومة التي أبديتها له؟
أنا أول من خرج من اجتماع الهيئة العليا الذي دعا له مولانا المرغني عام 2010، وعندما سألتني الجموع المحتشدة وقتها بساحة الجنينة الخارجية (قلت لهم الجماعة الجوه ديل رقدوا سلطة)، وصدرت الصحف في اليوم التالي تحمل خبر مغادرتي للاجتماع، فما كان من مولانا إلا أن استدعاني، وقال لي (أعلم أنك خرجت غاضباً ولكن أريدك أن تعلم أن مواقفتنا على المشاركة من أجل السودان، ولا شيء غير ذلك، وحديث مولانا كانت له أسبابه ومدلولاته بخلاف رؤية الآخرين، ولا أستطيع أو أجرؤ أن أقول إنه أخطأ لعلمي بأنه ليس في حاجة للسلطة.
*بروز صراع أبناء المرغني جعفر والحسن على قيادة الحزب للعلن من أكبر المشكلات التي ستواجه الحزب في المرحلة القادمة؟
الصراع بين نجلي المرغني الحسن وجعفر على قيادة الحزب نسمع به ولا نراه، ونحن نرفضه بشدة وندين من يؤيده، لأنه من المؤسف نحن الآن في حالة لم الشمل وتوحيد الصفوف الاتحادية وفصائلها، وبكل مسمياتها، أن ينقسم الحزب لمجموعتين، تؤيد الحسن وأخرى تعارض جعفر، وليس من الحكمة والعقل أن نقف مع أحدهما دون الآخر وهما شقيقان، والآن نجد خلف كل منهما قيادات تريد أن تظهر على حسابهما، فالحسن تُحيط به مجموعة ليست لها علاقة بالحزب وتاريخه، فقط هم أصحاب مصالح شخصية يريدون أن يظهروا ببريق ومكانة أولاد المرغني فقط، وأي شخص يقدم على ذلك ليفرق بينهما ويدفع بهما لهذا المنزلق فهو صاحب مصلحة خاصة، ولا يراعى مصلحة الحزب هدفه (أن يستوزر).
*هناك من يرى أن تبدأ وحدة الحزب بتوحيد أبناء المرغني؟
الوحدة التي ننشدها ليس توحيد أبناء المرغني فقط، وأنا متأكد هم متفقون في رؤيتهم لقيادة الحزب بوحدة شاملة لا تستثني إلا من رضعوا ثدي الدولة، وأكلوا المال الحرام مع المؤتمر الوطنى، وكانوا خداماً له (يطبلون) له ويصححون الخطأ وهؤلاء للعلم قلة.
*أليس أبناء المرغني هم من قاد الحزب خلال المشاركة؟
مشاركة أبناء المرغني كانت تنفيذاً لراي ورغبة والدهما وليس حباً فى الوظيفة أو المال.
يعني مشاركة أبناء المرغني إنفاذًا لرغبة والدهما. *يبقى السؤال، ما غرض مولانا المرغني بإصراره على المشاركة؟
غرض مولانا المرغني من المشاركة كما ذكره لي بعد انسحابي من اجتماع المشاركة الشهير وطني بحت، من أجل السودان وجمع أهله على كلمة سواء، وليس حباً في السلطة، من هذا المنطلق أجبر أبناءه عليها، وإذا رجعنا لمشاركة جعفر والحسن التي كنا نتابعها بدقة، فقط كانت مجرد تنفيذ لتعليمات والدهما، بل لم نسمع أو نرى أحداً منهماً مُستمتعاً بوجوده في الحكومة، فجعفر غادر المنصب على عجل، وخرج من القصر ولم يعُد والحسن يكفي ما قال عنه البشير (لو كان معي في الوطني لفصلته).
من هذا المنطلق الوطني الذي أملى المشاركة يجب أن لا يُحاسب الاتحادي بهذه المشاركة التي كانت أصلاً مرفوضة من غالبية قياداته وجماهيره.
*هل ستجدون العذر أيضا للقيادات التي كانت في السلطة ومؤثرة في الحزب لكنها سقطت أمام المد الجماهيري مع الإنقاذ؟
إن كنتِ تعنين مصير من كانوا في سلطة الإنقاذ وسقطوا معها، أمثال أحمد سعد عمر، وحاتم السر، فأحمد سعد رجل طيب قد عفونا عنه احتراماً لكهولته، رغم أنه كان السبب في جرجرة الحزب إلى ما نحن فيه الآن، ونطالبه بأن يغادر ساحة السياسة، وعدم التحدث باسم الحزب، ونقول له إن المرحلة الحالية مرحلة شباب فقط..
*ماذا عن حاتم، وهو من الشخصيات القيادية التي كانت تمثل ثقلاً في الحزب وسقط مع الإنقاذ؟
حاتم السر كان ختمياً لا يخالف مولانا المرغني، ولكنه أخطأ في حق نفسه عندما قال (لن تروا الصفوف بعد الآن إلا في الصلاة)، وشرب مقلب البشير الذي دفعه للحديث في الساحة الخضراء عندما اتصل به، وقال له من المفروض أن يتحدث أحمد سعد باسم الاتحاديين، ولكن نريدك أن تتحدث أنت، ولم يستطيع مخالفة تعليمات البشير، لكن هو رجل له عطاؤه ونضاله، وأقول قد يغفر الاتحاديون لحاتم كبوته.
*ما موقفكم من الذين يمثلون الحزب ويتحدثون باسمه داخل تحالف الحرية والتغيير وغالبيتهم من مجموعة أم دوم؟
موقف المجموعة المتحدثة باسمه داخل تحالف قوى التغير نؤيدها ونحترم جهدها وهو موقف مشرف لا ننكره .
*كيف يستطيع الحزب تجاوز عقبة سقوطه مع الإنقاذ ليخوض الانتخابات الديمقراطية القادمة؟
نحن مطمئنون على مقدرة الحزب لخوض الانتخابات القادمة، وأقول بكل ثقة موقف الحزب بوعي جماهيره مطمئن للغاية، إذا توحدت الصفوف الآن، الذى يقود معركة الانتخابات هي الجماهير، واطمئن الجميع عندما تأتي الانتخابات سيكون الحزب في الساحة.
*ما موقفكم من الميثاق الذي وقعته بعض قيادات الحزب مع وزير العمل السابق أبو قردة؟
أنا ضده، الاتفاق مع أبو قردة مؤسف، لأن أبو قردة وأمثاله هم من آذوا هذا البلد، وهؤلاء الموقعون معه لا يمثلوننا وليسوا اتحاديين.
*انعقاد المؤتمر العام للحزب يواجه عقبات حوّلته لحلم يراود جماهيره؟
انعقاد المؤتمر العام للحزب لم تعطله عن الانعقاد إلا تلك الانقلابات العسكرية التي سيطرت على الساحة السياسية في البلاد، المؤتمر الوطنى حكم البلد 30 عاماً، وقبله نميري وعبود، فهذه ظروف استثنائية عاشتها البلاد والحزب، حالت دون انعقاد مؤتمرات الحزب، وفي ذلك نجد العذر لتأخره.
*ما الداعي للجنة التسيير التي كونها جعفر المرغني برئاسة الخليفة مرغني بركات ومرغني عبد الرحمن؟
لجنة التسيير هذه لا أعرف عنها شيئاً، ولا أعتقد أن هناك اتحاديين يديرون الحزب الآن غير الذين هم في ساحة الاعتصام.
*هل نتوقع أن يعيد المؤتمر العام إنتاج ذات القيادات القديمة في ظل ثورة الشباب؟
صراحة قيادات الحزب القديمة (تعبانة جداً) بل في ظل غياب المرغني أقول ما عندنا أي قيادات. اما سؤالك عن البقيادة التي ستقود الحزب مستقبلاً تحت مظلة عهد الحرية والديمقراطية ستكون من خلال المؤتمر العام الذي سيأتي بالقيادات التي تؤيدها.
*من الواضح أن الحزب لا زال في قبضة مولانا بدليل إدارته عبر رسائله وتوجيهاته من القاهرة؟
أشك في أن يكون الحزب في قبضة مولانا.
*برأيك هل لا يزال مولانا المرغني قادراً على إدارة الحزب بعد أن تقدمت به السن؟
مولانا المرغني الآن في كامل وعيه، إلا أنه تعبان صحياً، هو موجود في غرفة لا يخرج منها إلا لمقابلة الضيوف والزوار، لأنه لا يستطيع أن يجلس لفترة طويلة، أو يتحدث لفترة بالرغم من أن عقليته ممتازة، لكنه مغيب تماماً عن ما يدور في داخل السودان، لذلك أعتقد وأشك في كل ما يأتى من القاهرة من توجيهات صادرة من مولانا المرغني، وإنما تأتي من الذين حوله، وهم أناس كثيرون، يخلقون هذه الأجواء والأخطاء يعني (جاية) من غيره، فهو لا يملك رأياً.
*كيف تقرأ المشهد السياسي الآن في ظل الشد والجذب والتقارب والتباعد بين العسكريين وقوى الحرية والتغيير؟
قراءتي للمشهد السياسي الأن، كل الشواهد تؤكد أن الثورة ثورة شبابية حقيقية، كنا ننتظرها من أعوام، ونسأل الله أن يوفقهم بالرغم من أن البيان الأول للمجلس العسكري جاء مخيباً للآمال، ولا يتناسب مع حماس الثوار الشباب، وقد انتابنا خوف أن تكون هناك اختراقات عندما تأخرت تلاوة البيان الأول، ولكن موقف الشباب المعتصم أمام القيادة الآن بدّد المخاوف، وحتى الآن مصير الثورة لم ينجل بعد رغم صدق القوات المسلحة وموقفها تجاه المعتصمين، ورغم إصرار الشباب على مواصلة الاعتصام، نحس بأن هناك الكثير والكثير المثير للقلق والمخاوف، نسأل الله أن تنجلي ولا يطول زمانها.