جولة المبعوث الأمريكي .. هل ستدفع “مشاورات” فولكر الى الامام ؟!
الخرطوم: صلاح مختار 27يناير2022م
قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد سيزور كينيا ومصر والإمارات وتركيا وإسرائيل هذا الأسبوع لمناقشة السلام في السودان والمنطقة، وأضافت في بيان أن ساترفيلد سيلتقي بمسؤولين من الحكومات المعنية في الفترة من 24 يناير إلى الرابع من فبراير “لتعزيز الحكم المدني الديمقراطي في السودان ودعم السلام والازدهار في القرن الأفريقي” يتزامن هذا الحديث مع وصول وفد «سيسا» الى الخرطوم، حيث أشاد رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بمواقف منظمة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية «سيسا»، الداعمة للسودان وحرصها على متابعة الأحداث والتطورات السياسية التي تشهدها البلاد. وأكد خلال لقائه وفد منظمة «سيسا»، ضرورة إطلاع القادة الأفارقة على حقيقة الأوضاع في السودان، وجذور الأزمة الراهنة، مرحباً بتضامن «سيسا» ووقفتها مع الشعب السوداني لتحقيق آماله وتطلعاته.
من جانبها، أوضحت زينب علي كوتو السكرتير التنفيذي للمنظمة، أن رئيس مجلس السيادة اطلع الوفد على مجمل الأوضاع بالسودان، معربة عن أملها في الخروج الآمن والسريع من هذه الأزمة، وشددت على ضرورة إحاطة القادة الأفارقة بحقيقة الوضع في السودان.
تلك التحركات تنسجم مع ما يقوم به مبعوث الأمم المتحدة فولكر بالداخل وطرح مبادرة لجمع الفرقاء السودانيين على طاولة واحدة، بالتالي تلك ادوار تتكامل في اطار حل الازمة السودانية, اذن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستفلح جولات المبعوث الامريكي للقرن الأفريقي ديفيد ساترفيلد في ما فشل فيه مبعوث الامم المتحدة فولكر ام هي ادوار بالداخل والخارج تتكامل لحل الأزمة السياسية؟
حشد الإصلاح
ولان طبيعة الوضع في السودان تختلف عن عما سواه من الدول، فان السفير السابق الطريفي كرمنو استبعد ان ينجح المبعوث الامريكي للقرن الافريقي في مسعاه في جمع الحشد لإصلاح الوضع في السودان، وقال لـ(الصيحة) هؤلاء لا يفهمون ما يدور في السودان، واستشهد بالتاريخ السياسي، حيث قال (المشهد في زمن الرئيس عبود هو نفس المشهد الآن). ولفت بان مبعوث الامم المتحدة فولكر لم يفعل شيئا, كما لن يفعل المبعوث الامريكي للسودان شيئا.
أمن البحر الأحمر
ورأي كرمنو ان التفكير الامريكي يتجه نحو امن البحر الاحمر، وامريكا متخوفة في ظل التربص الروسي والصيني بالبحر الاحمر، مبينا ان الاحداث في أوكرانيا لها تأثيراتها في المواقف الامريكية, وقال بالنسبة لهم ان الوضع في البحر الأحمر يسبب لهم مشكلة، ولذلك لا يرغبون في وجود الروس بالمنطقة, وقال ان انفلات الوضع في السودان سيؤثر على امن البحر الاحمر، وبالتالي يؤثر على امن السعودية واثيوبيا، ويمتد الى المنطقة غربا وشرقا الى جنوب السودان وليبيا, واعتبر ان المشكلة في السودان خطيرة, وقال ان مصالح امريكا مرتبطة بذلك، ورأي ان الولايات المتحدة الامريكية ليس لديها كبير غرض بما يدور في السودان بقدر ما لديها مصالح تحافظ عليها, وقال نتمنى ان تهدأ الامور داخلياً، مشيرا الى اختلاف الرؤى السياسية بين مختلف القوى السياسية، واضاف رغم المليونيات الا انها تفتقد الى القيادة، وتساءل من يقود التظاهرات وزاد قائلاً (ما في زول يقول للبرهان أدينا السلطة).. وقال كرمنو لا اعتقد ان مبعوث الامم المتحدة والمبعوث الامريكي للقرن الافريقي سيتوصلان لحل في مشكلات السودان. مبيناً ان التصريحات الامريكية بشأن القيادات العسكرية يزيد (الطين بله) ولا يقود الى الحل، داعيا الى ضرورة توحيد الرأي والحوار بشأن حل الازمة.
المسار الطبيعي
ويرى المحلل د. ابراهيم آدم ان القضية ليست في الجولات الأفريقية للمبعوث الامريكي بقدر ما هي مواقف تلك الدول تجاه السودان, ولفت الى ان الاتحاد الأفريقي كان له موقف سلبي تجاه السلطة الحاكمة الآن في السودان بعد اجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر من العام الماضي، وبالتالي الجولات التي يقوم بها المبعوث الامريكي لتوضيح مواقفها تجاه الوضع الداخلي في السودان، وقال لـ(الصيحة) ان الوضع في السودان مُعقّدٌ بدرجة كبيرة وهنالك ضرورة ان تضغط القوى الدولية على القوى السياسية والقيادات العسكرية لوقف العنف والعودة الى المسار الطبيعي للعملية السياسية، وأكد إبراهيم أن المبعوث الأمريكي يعمل بتنسيق بالضرورة مع الأمم المتحدة، باعتبار ان السياسات الخارجية تراعي المصالح الدولية للولايات المتحدة الامريكية، واضاف: ولكن في ظل الانقسام الواضح وسط القوى السياسية ستكون الرؤية ضبابية بشأن ما تنتجه تلك المبادرات، ولذلك يعمل مبعوث الامم المتحدة في اتجاه الضغط الداخلي، في وقت يسعى المبعوث الأمريكي الى ضبط الإيقاع الخارجي والإطار الإقليمي للسودان من اجل التوصل الى حل للأزمة.
تجسير الخلافات
وقال آدم: من المهم النظر الى ما يقوم به مبعوث الأمم المتحدة فولكر في السودان وسرعة نجاحه والتعاطي مع الاوضاع الداخلية في السودانية وقدرته على تجسير الخلافات بين القيادات المدنية والعسكرية, وأضاف ان السودان لا يختلف كثيراً عما يجري في دول الجوار او في القرن الافريقي, وبالتالي جولات المبعوث الامريكي تصب في اتجاه تهدئة المنطقة، وقال ان انفلات الوضع في السودان سيضر بالمصالح الامريكية في المنطقة ويصبح خطراً على الأمن والسلم الدوليين، وبالتالي المسعى الداخلي الذي يقوم به مبعوث الأمم المتحدة للسودان فولكر يُمكن أن يُكتب له النجاح إذا تمكّن من تهدئة الوضع الداخلي والتوافق بين المكونات الداخلية والعودة إلى طريقة الانتقالية وصولاً الى انتخابات ديمقراطية يُشارك فيها الجميع.