من بين طيات السحاب وعلى ارتفاع نحو “2400” قدم من سطح الأرض وبداخل الطائرة التي كان تقل بعثة منتخبنا الوطني الأول في طريقها للعودة إلى العاصمة الخرطوم، عقب الفراغ من المشوار الطيب الذي خاضه (صقور الجديان) بنهائيات أمم أفريقيا الجارية حالياً بالكاميرون، تحدث قائد الكتيبة الوطنية التي تم استدعاؤها من قبل الطاقم الفني للمنتخب الأول بقيادة الخبير برهان تيه، للمشاركة الأخيرة، الكابتن صلاح نمر، كاشفاً الكثير من الأسرار التي جعلتهم يظهرون بشكل مشرف خلال المباريات التي أدوها أمام منتخبات غينيا بيساو ونيجيريا ومصر توالياً، في المجموعة الرابعة من البطولة القارية الكبرى، فكان الحوار التالي…
كابتن صلاح نمر في البداية نريد الاطمئنان على حالتك الآن بعد الإصابة الأخيرة؟
الحمد لله، أنا بخير واطمئن الجميع على صحتي بأن الإصابة لا تدعو للقلق، وسأكمل العلاج منها خلال الأيام المقبلة بقطر، ومن هنا أشكر مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم، على الاهتمام بي والدعم المعنوي الكبير الذي قدموه لي ولزملائي في المنتخب، وبفضل هذا الاهتمام كان الثمار هو الظهور المشرف، وبالنسبة للإصابة فهي قضاء وقدر وبطبيعة الحال “المؤمن مصاب”، ولكنني تحسرت كثيراً على عدم المشاركة في المباراة الأخيرة أمام مصر لأنني كنت أود المساهمة مع الزملاء في تحقيق انتصار يؤهلنا، والذين خاضوا المباراة لم يقصروا واستطاعوا أن يجتازوا هذا التحدي فقد كانوا على قدر الثقة وحُسن الظن بهم.
حدثنا عن المشاركة وظهور المنتخب في البطولة بشكل عام؟
بكل وضوح وصراحة، أراها مشاركة طيبة وجيدة بالنسبة لهذا المنتخب الذي تم تكوينه وتجميعه قبل فترة قليلة من البطولة، وللأمانة الجميع كان على قدر المسؤولية التي حملها على عاتقه، وقد ساعدتنا دوافعنا كلاعبين في أن نظهر بهذا الشكل الذي نال رضاء الجمهور السوداني وجميع المتابعين، وهذا في حد ذاته اعتبره أمرا إيجابيا يمكن أن يكون فأل خير لما هو قادم، قبل البطولة تعاهدنا كلاعبين على ضرورة الاجتهاد واللعب بعزيمة وإصرار من أجل الوطن أولاً ولظهور مشرف لنا كفريق يدافع عن سمعة البلد، بالإضافة إلى تأكيد أن السودان لا يزال بخير ويمكن النهوض كروياً، وما كانت مشاركة بطولة العرب إلا كبوة جواد، ولم نكن نستحق الخروج من الدور الأول لأننا كنا نستحق الوصول إلى المراحل الإقصائية على أقل تقدير، علاوة على المستويات التي قدمناها، وتفوق المنتخبان النيجيري والمصري بفارق الخبرات والإمكانيات، لكننا استطعنا مُجاراتهما.
ماذا أنت قائلٌ عن ظهور بعض الوجوه الجديدة بصفوف المنتخب؟
هؤلاء يستحقون الإشادة والتقدير للمجهود والمردود القوي التي بذلوه خلال المباريات ويكفي أنهم لم يتهيبوا التجربة التي كانت ثقيلة عليهم ولكنها بلا شك قدمت لهم فائدة كبرى ستعينهم وتدعمهم كثيراً في مسيرتهم، وقد برهن الشباب أنهم قادرون على حمل لواء الكرة السودانية، بفضل تلك المستويات، واستطاعوا أن يكسبوا رهان الجهاز الفني بقيادة الخبير برهان تيه الذي قام بالتعويل عليهم بعد استدعائهم لخوض غمار البطولة، وسيكون لهم مستقبل باهر في مقبل المواعيد، فبمزيد من المشاركات سيكون للسودان منتخب يُشار إليه بالبنان.
وكيف كان شعورك وأنت ترتدي شارة القيادة؟
شعور عظيم ويدعو للفخر والاعتزاز لكونك تحمل شارة الكابتنية لمنتخب بلدك، وقد كان مسؤولية كبيرة عليّ لكن بفضل معاونة الزملاء الحمد لله استطعت اجتياز هذا الاختبار، وأنا سعيد للغاية بهذا الأمر وتزداد سعادتي لأنني قُدت المنتخب في بطولة كبيرة مثل أمم أفريقيا ولأول مرة منذ “10” أعوام سابقة.
ما الدور الذي قام به الجهاز الفني لكي يظهر “صقور الجديان” بهذه الصورة المشرفة؟
أولاً، أريد أن أوجه لجميع الطاقم الفني بقيادة الخبير برهان تيه والكابتن محسن سيد والكابتن محمد أحمد بشة وكابتن أحمد النور وكل القائمين على أمر المنتخب، صوت شكر لما بذلوه من جهود في سبيل تجهيزنا لخوض البطولة، فقد كانوا جميعهم يستشعرونا بالروح الوطنية وأهمية القتال لتشريف السودان، خاصة وأن الجماهير كانت تنتظر الفرحة من تحت أقدامنا، ولكن برهان تيه كان له دور مؤثر بتدريباته وتوجيهاته المستمرة لنا، إضافة إلى بثّه الحماس في دواخلنا.
تطلعاتكم وطموحاتكم لما هو قادم؟
لا غاية سوى رفع علم السودان عالياً في كل المشاركات وبمزيد من الاهتمام سنعود إلى حيثما كنا في طليعة المنتخبات بالقارة الأفريقية.
كلمة أخيرة لجماهير السودان؟
أشكرهم على دعمهم لنا من على البُعد، وتشجيعهم لنا بقلوبهم ودعواتهم التي كان لها دورٌ كبيرٌ في أن نظهر بهذه الصورة الطيبة، واعتذر لهم على عدم إكمالنا المشوار والخروج من الدور الأول، لكنني أعدهم بأن القادم سيكون أفضل وأجمل بإذن الله تعالى