الخرطوم: أفراح الطيب 26يناير2022م
أكد القيادي بحزب الامة القومي، مهندس أمام الحلو، بأنه لا مجال لأي تسوية سياسية للأزمة الراهنة مع العسكر في ظل استخدام العنف والقتل وإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وقال الحلو إنّ اللاءات الثلاثة ليست مجازية وإنما تعبير حقيقي.
وقال الحلو خلال ندوة نظمها مركز نبض السودان حول (الحراك الشبابي بين الرؤية الوطنية والتدخلات الأجنبية)، إن هذه الثورة لن تنطفئ جذوتها وستحقق أهدافها طالما أنّ الشباب مُتمسِّكٌ بالسليمة والتكاتف والتضامن في كل مدن السودان، وأشار الحلو إلى ان الثورة شعبية والشباب كان وقودها وأمنها بسلميته ووعيه من الانحراف.
نضال تراكمي
وأكد الحلو أن الثورة كانت تراكمية، وعندما تفجرت كانت عبارة عن مواصلة لثورات متعددة، متنوعة، شارك فيها حتى الأطفال في “الترس”، وتسلّحت بالسلمية، وأثبت الشباب أنّ سلاح السلمية هو أمضى، وأضاف “هذا يعكس مستوى الوعي الذي فيه الثوار”. وقال الحلو إنّ هذه الثورة تختلف عن ثورات الربيع العربي، التي تحوّلت إلى آثار مدمرة، وحروب أهلية دول “الربيع”، وجزم الحلو أن السبب الأساسي للتدخُّل الأجنبي في الشأن السوداني هو الانقلاب العسكري الذي حدث في 25 أكتوبر، وأضاف “صحيحٌ كانت هناك مصائب وتحديات في طريق المرحلة الانتقالية، ولكن المكون العسكري اتخذ هذه الخطوة بإنهاء الشراكة”.
عنف السلطة
فيما هدّد صدقي كبلو القيادي بالحزب الشيوعي، ما أسماها السلطة الانقلابية، باستمرار المقاومة والثورة، ونصح البرهان بالمُغادرة، وزاد “من أراد المغادرة فإن مطار الخرطوم مفتوحٌ”، وقال كبلو ان العنف هو عنف السلطة وليس عنف الشباب، لأن السلطة هي التي تطلق النار وقنابل الغاز، وهي المسؤولة قانونًا عن أي شخص يحمل السلاح، وزاد “يجب ان لا تدعي أن هناك جهة ثالثة، لأن ذلك تهرب من المسؤولية” وأشار كبلو إلى ان القيادة الآن للجان المقاومة وليس لأي قيادات سياسية، وأضاف “القيادة السياسة وقتها انتهى”، وقال صدقي إن البعض يتساءل عن هل الثورة سلمية وسودانية وهناك مشاركة من بعض الأجانب وإن مواطناً من جنوب السودان توفي في المظاهرات؟ واكد كبلو أن الانقلاب الحالي هو تكرار لمقولة “اذهب إلى القصر رئيساً وانا إلى السجن حبيسًا”، وامتداد لانقلاب 30 يونيو 89، ومحاولة لتغيير جلد الحركة الإسلامية، عبر التخلُّص من البشير وتسليم السلطة لقيادات عسكرية أخرى.
دول داعمة
ودلل كبلو بتعيين مدير لجهاز المخابرات إسلامي، وكذا تعيين الكثير من الكودار الإسلامية، على رأسهم الأمين العام لمجلس الصحافة في مفاصل الدولة، ووجّه كبلو رسالة إلى الدول الداعمة (الإمارات والسعودية) وقال: “لا تدعما الانقلاب وتقعا في الخديعة، لأن هذا انقلاب إسلامي، لأنه ستعود الحركة الإسلامية والتطرف”، وقال كبلو إن الدول الداعمة على رأسها أمريكا وأوروبا إذا ارادت ان تدعم الشعب السوداني، عليها ان تضيّق الخناق على الانقلاب وفرض العقوبات عليه.
ورفض كبلو أي حوار مع الانقلابيين ، وزاد “نتحاور من أجل البلاد ولكن لن نتحاور مع الانقلابيين ولن نمنحهم شرعية”. ووجه رسالة إلى البرهان قائلاً: من يريد ان يرحل مطار الخرطوم فاتح.
محاكمة المجرمين
من جهته، قال نور الدائم طه مساعد رئيس حركة تحرير السودان قيادة مناوي، إن أطراف السلام مستعدة للترتيبات الأمنية حال توصلت القوى السياسية إلى توافق، وحذر من ان نزع السلاح لا يتم إلا بحدوث ترتيبات أمنية.
وأقر أن ما حدث في 25 اكتوبر انقلاب وأبريل 2019 انقلاب، وما قبلهما انقلاب وما بعدهما انقلاب، وزاد “البلاد في حالة انقلاب واي شخص يطلق التوصيفات حسب موقعه من السلطة”. ونادى نور الدائم بمحاكمة كل المجرمين سواء كانوا في السلطة أو غيرها، وأكد أن السودان لن تحكمه جهة محددة او فئة، وعلق قائلاً لا حزب ولا شباب ولا الجيش يمكن ان يحكم السودان، وأضاف “الشعب السوداني هو الذي يحدد مَن يحكم وليس عسكرية او مدنية او غيرها، لأن السودان فيه اكثر من 500 قبيلة و180 لغة”.
وذكر أن انفصال الجنوب كان جريمة يتحمّلها النظام البائد، واوضح ان حل الازمة الحالية يكون في الحوار والوصول الى توافق، محذراً من انفصال الشرق والجنوب وجبال النوبة في حال استمرار الأزمة.