(دو)
كردفان الغرة لم يقتصر خيرها على محاصيلها فقط، بل قدمت المبدعين الكبار الذين لا يمكن حصرهم في هذه المساحة الضيقة جداً .. وكما يقول الأستاذ صديق جوهر (وإذا أردت أن تتعرّف على شعبٍ أو أمةٍ فتأمل فنونها، فهناك ألحان وإيقاعات ومفردات تعبر عن قيم وتراث وثقافة أهلنا في كردفان).
(ري)
الفنان الرائع خليل إسماعيل الذي جاء من حاضرة كردفان عروس الرمال يتأبط موهبته الفذة في اللحن والغناء لينضم الى كوكبة المغردين عبر الإذاعة السودانية وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الماضي حوالي عام 1957، حيث شكّل ثنائية رائعة مع الشاعر الغنائي الكبير محمد علي أبو قطاطي الذي أبرزه في اجمل اغنيات ذلك الزمان في مسيرك يا الهبيب ـ الأماني العذبة ـ بسحروك ـ شوية شوية.
(مي)
كما تغنى خليل اسماعيل الذي كان يمتلك ملكة فريدة في التلحين حيث لحن معظم اغنياته بنفسه للشاعر محمد بشير عتيق وكان رحمه الله يكتب الشعر الغنائي لماما، فكتب اغنية جبل مرة التي لحنها .. كان خليل إسماعيل، الذي صقل موهبته بالدراسة الأكاديمية في معهد الموسيقى، ينتقي درر ألحانه التي تتسق بعناية وتتماهى مع النصوص الغنائية، وكأنه يصوغها ليسكبها في قالب محكم.