عرض: أم بله النور
تعتبر منطقة نيفاشا جنوب غرب سوق ليبيا من المناطق حديثة التخطيط، حيث تم تسليم تلك المساحة لسكان الحلة الجديدة بعد أن تم نقلهم الى منطقة نيفاشا مربع 65 في العام 2018م في عهد النظام السابق، ورغم مرور أكثر من أربع سنوات على تسليمهم القطع السكنية، وبنائها والسكن بها، إلا أن سكان المنطقة يعانون من انعدام المؤسسات التعليمية بقطاعيها الحكومي والخاص، فالأخير، إمكانيات الأهالي لا تحتمل نفقة التعليم الخاص نسبةً لارتفاع معدل الفقر وانخفاض مستوى الدخل الفردي، الأمر الذي يجعل الاستثمار التعليمي فاشلاً ولا يدخل فيه أصحاب المؤسسات التعليمية الخاصة، بنفس القدر فشلت حكومة الفتره الانتقالية في توفير مدارس اساسية وثانوية بالمنطقة، التي تعيش حالةً من الكثافة السكانية في ظل غياب تام للتعليم الحكومي، وبحسب مشاهدات “الصيحة” فان هناك مدرسة أساسية واحدة بالمربع وتتكوّن من ثلاثة فصول فقط، وهي عبارة عن فصلين مُشيّدين من الخيام البلاستيكية (مشمعات) والثالث فصلٌ من الزنك والطوب اللبن.
وبحسب حديث أولياء الامور، يتم تدريس الاطفال على دوامين من الصف الأول وحتى الثالث دوام صباح، ومن الرابع وحتى السادس مسائي، وأضاف أولياء الأمور الطلاب، إنهم يعانون في فصلي الشتاء والخريف من عدم قدرة الأطفال على تحمل انخفاض درجات الحرارة خاصة وان الفصول تقع وسط مساحة كبيرة غير مُشيّدة، الى جانب برودة الخيام شتاءً وارتفاع حرارتها صيفاً، فضلا عن دخول مياه الامطار لها في فصل الخريف، وفي ذات الصعيد ايضاً يعاني طلاب المرحلة الثانوية الذين يقطعون مئات الكيلو مترات للوصول الى المدرسة الوحيدة بالمنطقة المجاورة، وعبر “الصيحة” يُناشدون الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في تشييد فصول دراسية تُمكِّنهم من الدراسة في كافة الظروف.
من ناحية أخرى، تفتقر تلك المناطق حديثة التخطيط وهي أحياء نيفاشا والتي تضم عدداً من المربعات من انعدام تام لخدمة الكهرباء، ولا سيما مربعي 65 و63 حيث لا يمتلك الأهالي حتى المولدات الكهربائية ويقومون بشحن هواتفهم بمحلات مخصصة للشحن بسوق الحلة الجديدة أو سوق ليبيا، حيث يعمل معظم الأهالي بذلك السوق الكبير، وترسل ربات المنازل هواتفهم التي تحتفظ بالطاقة لأكثر من ثلاثة أيام، او يعتمدون على الشحن بالشاحن الخلوي الذي يعمل بنظام الطاقة الشمسية، الى جانب تلكم المعاناة، فهناك معاناة ثالثة وهي نقص الإمداد المائي حيث يعتمدون على جلب المياه بعربات “الكارو”، ويصل سعر برميل المياه الى ألف جنيه في اليوم مما يفوق قدرة المواطن الذي لا يملك قُوت يومه، وكان قد وصل إليهم فاعل خير وقام بإنشاء بئر مياه ليحصل المواطن على المياه بمبلغ 100 جنيه فقط للبرميل، إلا أن ثمة خلافات نشبت بين افراد لجان الخدمات بالحي حول مَن يُديرها، فتوقّفت البئر وتوقّفت معها نبضات حياتهم التي يخففون بها عن كاهلهم.!