تقرير: عوضية سليمان 24يناير2022م
تشهد ولاية الجزيرة ود مدني، حالة من التوتر وانتشارا واسعا للقوات الأمنية، نتيجة لاحتجاجات ومظاهرات أعقبت وفاة الشهيد محمد فيصل (شعيرية) الذي أصيب برصاصة في عنقه ابان مواكب (17) يناير الجاري ونقله لمستشفى الطوارئ بود مدني ليفارق الحياة ويتم تشييعه في موكب غير مسبوق من قبل المواطنين ولجان المقاومة.
حيث أصيب خلال موكب التشييع (12) شخصا بحسب لجنة اطباء السودان، الامر الذي دفع لجان المقاومة الى ردة فعل عنيفة، حيث قامت بتتريس الشوارع الرئيسية بما فيها كوبري حنتوب الرئيسي بالحجارة وإشعال الإطارات، الامر الذي دفع الشرطة لتفريق المتظاهرين باطلاق الغاز المسيل للدموع، هذه الاحداث العنيفة والمتسارعة دفعت ولاية الجزيرة أمانة الحكومة لتعليق الدراسة في جميع المراحل التعليمية لاجل غير مسمى.
تقديم استقالة
تصاعدت وتيرة الأحداث والاحتجاجات بالولاية، احتجاجا وغضباً على مقتل الثائر محمد فيصل الذي استشهد متأثرا بطلق ناري يوم الجمعة، الامر الذي دفع والي الجزيرة المكلف عبد الهادي عبد الله بتقديم استقالته من منصبه، وقال الهادي في خطاب استقالته الموجه الى وزير الحكم الاتحادي المكلف ان الامور تمضي بشكل متسارع في اتجاه لا يمكنه من اداء مهامه على الوجه الاكمل، واوضح في متن الاستقالة ايضا انه لم تتم استشارته عند تكليفه لكنه قبل بالمهمة استجابةً لنداء الوطن، كما وصف المرحلة الحالية بالحرجة، واضاف الوالي في تصريحات صحفية ان الوضع الحالي في الولاية لا يُحتمل، كاشفا عن فتح بلاغ في مقتل الشهيد محمد فيصل .
سنمضي في وصيته
ومن داخل مواكب الاحتجاج بود مدني قالت والدة الشهيد (شعيرية ) ماريا أبو بكر حجازي، إن الشهيد (شعيرية ) لم يكن فقدا لاهله وأسرته، إنما ابن الكل في مدني، وأضافت تجد (شعيرية) موجودا في سياسة الجامعة وفي الشارع ومع اصحابه وفي تروس بري والصحافة كان موجودا يترس ويحرق ويهتف وينادي بالتغيير، وأضافت ان محمد شعيرية له تواصل مع كل ثوار الولايات “كوستي وكسلا وبورتسودان وعطبرة والخرطوم وولايات دارفور” فيما يختص بتحريك المواكب، وكشفت ماريا حب الجميع لابنها شعيرية وله معزة معروفة من طبعه وطيبة قلبه ومن يبكي عليه الآن من خارج مدني يبكي لحبه له، وروت ماريا لحظات دخولها مع ابنها يوم ( 19 ) للقصر، وقالت ان ابنها شهيد، ونادت (يا برهان ان شعيرية حي عند ربه وشهيد في وطنه) ، وأضافت: بعد وفاة شعيرية سوف أضحي بنفسي من أجل السودان وسوف أواصل في وصية شعيرية، وكشفت ان هتاف الثوار كله (يا أم محمد كلنا محمد) ، وقالت نعم اولادي واخوان محمد وسوف ينتصرون بإذن الله تعالى، وقالت ان الشباب هم شباب الثورة، وان الرسول عليه الصلاة والسلام اصطفى الشباب.
وأوصت بأن يجلس البرهان مع الشباب ليتحاور وتحل المشكلة، وقالت إن ابنها في السنة الرابعة بجامعة الأهلية بود مدني، وان والده ينتظر تخرجه في مايو المقبل ليتم تسفيره الى المملكة العربية السعودية لانه في سن المعاش.
احتسبته عند الله تعالى
وفي ذات الاتجاه، قال والد الشهيد فيصل خلف الله (للصيحة) ، إن ابنه ظل محبوبا وأخلاقه عالية وسط أهله وأصدقائه الثوار، وأوضح أن الشهيد أكبر ابنائه وفي سنة التخرج قسم المحاسبة، وقال تقبلت خبر استشهاده منذ مساء الخميس، كان في غيبوبة كاملة وقتها وبعد صلاة الجمعة مباشرة اخبرني الدكتور محمد ابراهيم اخصائي الصدر ان قلب الشهيد ما زال يعمل بينما توقف التنفس، بجانب ان الدم فصل من الرأس (وفاته سريرية) ، واردف تقبلت الأمر لأن الله اراد وكان الاطباء ينتظرون توقف القلب لنزع الاجهزة عن الشهيد الذي احتسبته عند الله تعالى، وان والدته صبرت، وكشف ان والدته اصيبت في ذات المكان الذي اصيب فيه ابنها الشهيد خلال تشييعه بواسطة (دبشك) من القوات النظامية .
جريمة ضد الانسانية
قال القيادي بقوى الحرية والتغيير والخبير القانوني المعز حضرة ان ما يحدث في الجزيرة ليس أحداثا، بل هي مجزرة بالتعبير الأدق، وقال في حديثه لـ(الصيحة) إن ما حدث في ولاية الجزيرة يحدث في الجنينة ونيالا وما يحدث في الغرب والخرطوم، وأضاف ان العقلية التي تدير عمل الاحتجاجات بطريقة القتل خارج القانون ومناف لكل القوانين الموجودة في السودان، هذه عقلية ليست لها دراية بالعمل، واردف: ليست له خلفية أيضاً بان ما يقوم به هو انتهاك، وإن ما يحدث الآن في ود مدني جريمة ضد الإنسانية، وأشار يبدو انه ( نفس الزول) كما يقول الشباب ونفس الذي يمارس القتل في العاصمة يمارسه في ود مدني ومناطق السودان المختلفة، ومن يقومون بهذا الفعل الشنيع لا يقرأون التاريخ بمعنى انه مهما طال ليل الظلم ومهما تجبر الجبروت سوف تنتصر الثورة ويأتي الصبح قطعاً، ومن يقومون بالقتل من القوات النظامية مسؤولون جزائياً مهما طال الزمن أو قصر وليس لوحدهم يشمل من أعطاهم سلطة القتل وأصدر لهم المواثيق ومنحهم الحصانات.. جميعهم مسؤولون في القانون وسوف تأتي العدالة.