الخرطوم- الصيحة
انهى نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، زيارة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا استغرقت يومين. وحظي النائب باستقبال كبير في الزهرة الجديدة حيث التقاه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد على إيقاعات الموسيقى السودانية، وأغنيات الحماسة، إلى جانب أغنيات الموسيقار محمد وردي.
وفي حديقة (يونتي بارك) الشهيرة التي تتوسط مدينة أديس أبابا أذيعت الأغنيات السودانية من مكبرات الصوت، مصحوبة بنوافير المياه في مشهد إحتفالي بمقدم نائب رئيس مجلس السيادة، يعكس تأثير الثقافة السودانية خاصة بمجال الفن على الشعب الإثيوبي.
وبحث دقلو وآبي أحمد مسار العلاقات الثنائية بين السودان وأثيوبيا وسبل دعمها وتعزيزها. وأكد نائب رئيس مجلس السيادة خلال اللقاء، الذي عقد بمقر وزارة الدفاع الإثيوبية، بحضور كل من وزير الدفاع الإثيوبي إبراهام بلاي وسفير السودان بأديس أبابا جمال الشيخ وعدد من المسؤولين من الجانبين، عمق ومتانة العلاقات التاريخية بين السودان وإثيوبيا، مشيراً إلى أنها ظلت محل إحترام متبادل، داعياً إلى ضرورة الإرتقاء بها إلى مستويات تلبي تطلعات شعبي البلدين. وتناول اللقاء عدداً من القضايا ذات الإهتمام المشترك على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.
واستقبل دقلو بمقر إقامته بالعاصمة الإثيوبية رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فكي بحضور مدير ديوان رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي محمد الحسن ولد لبات وسفير السودان بإثيوبيا جمال الشيخ. وعبر نائب رئيس مجلس السيادة، خلال اللقاء، عن تقدير السودان للدور الذي يضطلع به الإتحاد الأفريقي على مستوى القارة الأفريقية، لاسيما في السودان لتعزيز الاستقرار. وقدم سيادته شرحاً لرئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي لتطورات الأوضاع في السودان خاصة فيما يتعلق بالأزمة السياسية في البلاد، كما أطلعه على جهود الحكومة لتنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان. من جانبه أكد موسى فكي، إهتمام الإتحاد الأفريقي بالتطورات الجارية في السودان مبدياً إستعداده للمساهمة في معالجة الأزمة في إطار تعظيم الحلول الأفريقية الأفريقية.
وحظيت زيارة دقلو بإهتمام إقليمي ودولي كبيرين لما تكتنف علاقات البلدين من توتر في الآونة الأخيرة. وقال خبراء ومحللون سياسيون، إن ملفات مثل سد النهضة والحدود الملتهبة وأزمة اللاجئين ستكون حضرت في مباحثات دقلو وآبي أحمد. وأكد الخبراء أن دقلو شخصية قادرة على إذابة الخلافات وعودة المياه إلى مجاريها مع دولة تربطنا بها علاقات تاريخية. وأشار الخبراء إلى أن العالم ككل يهتم بإستقرار السودان وإثيوبيا ومنطقة القرن الأفريقي للموقع الإستراتيجي والمصالح في المنطقة.
وقال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي خالد حسن، إن علاقات السودان وإثيوبيا ممتدة وهم أقرب الشعوب للشعب السوداني. وأكد خالد أن الأزمات العارضة لن تؤثر على أزلية العلاقات بين البلدين. مشيراً إلى المرونة التي يتمتع بها دقلو في تجسير الهوة بين الأطراف المتنازعة مستدلاً بنجاحه في إدارة ملف إتفاق جوبا لسلام السودان بنجاح كبير رغم التباين الكبير في وجهات النظر آنذاك. وقال خالد إن الزيارة بلا شك ستحدث اختراقاً لافتاً في مسار علاقات البلدين في المستقبل القريب وسيجني الجميع ثمارها.