قال إن الكمان هي روح الموسيقى وقلبها النابض .. الساحر عثمان محيي الدين: لو وجدنا الفرصة سندهش العالم بموسيقانا وتراثنا
عثمان محيي الدين.. أنا أفضِّل أن أسميه الساحر، لأن ما يفعله بآلة الكمان هو السحر بعينه، يتعامل معها باحترافية ومهارة مدهشة حتى أصبحت وكأنها جزء حميم منه.. لذلك من البديهي أن يصبح العازف الأبرز الآن في الساحة الفنية، حيث تتعالى مهارته في التكنيك والعزف.. جلست مع عثمان على أطراف نغمة تنساب في الدواخل بكل جمال.
التقاه: سراج الدين مصطفى 22يناير2022م
لا بأس في العودة قليلاً إلى هناك .. كوستي .. المكان وذكريات الطفولة والأصدقاء وبدايات التكوين الأولى؟
بعد ميلادي بأيام انتقلنا من كوستي الى ملكال لسنوات، وعدنا الى كوستي وانا في السنة الثالثة من الابتدائي في حي المرابيع ذلك الحي الذي يتوسط عدة أحياء تختلف فيها الخلفيات الثقافية والعرقية، وتتمازج كلها لتخرج هذا الخليط العجيب الذي يكوّن تآلفاً إنسانياً واجتماعياً رائعاً يحمل طعمه ولونه وشكله الذي يميزه, فكان أن بدأت العزف لأول مرة على آلة الهارمونيكا والتي كان يجيد عزفها ابن عمي الذي يقطن معنا بالمنزل وتعلّمتها منه.
وبمن تأثّرت موسيقياً؟
تأثرت بحب الموسيقى من خلال أخي الكبير هشام والذي كان موسيقياً بالفرقة الموسيقية بجامعة القاهرة الفرع. واذكر انني كنت وعدد من الإخوة الزملاء – على سبيل المثال – محمد عثمان أحمد عبد الكريم (ود راوة) وهو شقيق الفريق أول شرطة إبراهيم أحمد عبد الكريم ومحمد عثمان إدريس ومنير يحيى ومحمد الأمين علي الأمين وماهر تاج السر الجوبعي وآخرون لا أذكرهم الآن, نمثل النشاط الثقافي في المدرسة.
كلية الموسيقى.. الدراسة وشكل الإضافة؟
معهد الموسيقى كان حلمي الذي عانيت كي أحققه وقتها, وأذكر ان الكوريين وقتها كانوا موجودين فيه وفي المعاينة تم اختياري لدراسة آلة الفيولا وهي الآلة الأكبر حجماً بقليل من الكمان والأغلظ قليلاً, وقد قال لي مستر يو وقتها: (انت مافي كمنجة انت في فيولا لانو انت في معيد في معهد) واذكر ان البروفيسور الفاتح الطاهر وقتها قد بارك لي قبولي في المعهد من داخل المعاينة.
تجربتك مع محمد الأمين كيف تنظر؟
كانت نقطة تحول موسيقية كبيرة بالنسبة لي، وقد كان للإخوة اسامة بابكر (أسامة بيكلو) والأخ ماهر تاج السر (رد الله غربته) الدور الكبير في انضمامي لمجموعة محمد الأمين بعد أن رشحوني وطلبوا مني الحضور للبروفات. وعملت مع – الباشكاتب – ثلاث سنوات هاجرت بعدها الى السعودية.
الموسيقى في السودان.. هل من الممكن أن تكون مهنة بشكل احترافي؟
نعم, إن استطاع الموسيقى أن يفهم واجباته وان يضع منهجه ويسمو بفكره، بل وأن يمول انتاجه بشكل فردي أو من خلال جهات اخرى لتوصيل إبداعه. وإن استطاعت الدولة ممثلة في مؤسساتها المعنية بالثقافة والفنون ان تلعب الدور المنوط بها لنشر الفن ورسالته باحترافية دونما مزاجية وتعصب لأيديولوجية تخدم فئة محددة.
برأيك هل السلم الخماسي هو السبب الذي يحد من انتشارها عالمياً؟
السلم الخماسي موجودٌ في كل مناطق العالم تقريباً. المشكلة ليست فنية يا أخي، المشكلة فيما ذكرت بعاليه وهو الآلية التي نقدم بها منتوجنا الثقافي.
كيف يختار عثمان محيي الدين الأغنية ليحولها الى موسيقى بحتة وما هي المطلوبات حتى تختارها؟
الغناء بالآلة يعد من اصعب الاشياء وهنالك بعض الالحان الدائرية والتي لا يوجد فيها لوحات موسيقية متعددة, ولكن إذا توفرت في المؤلف – بفتح اللام – الموسيقى التنوع والشجن المطلوبين، وقبل ذلك إحساسي بالعمل نفسه، فإنني اتدرب عليها لأدخل عليها رؤيتي كموسيقي.
ختاماً.. ماذا تود أن تقول من خلال مشروعك الفني؟
هي رسالة للكل.. أنا تجرأت بهذا المشروع لإيماني الشديد بدور الفنان تجاه ثقافته ونشرها, وبالتأكيد فإن العملية الابداعية لا يوجد لها معيار قاطع ومحدد ودائماً ما تكون هناك بعض الملاحظات وبالتأكيد ولأنه لم تسبقني تجربة مشابهة, فسأحتاج لأن استفيد من كل ما أنتج لتقليل (الملاحظات) وصولاً للشكل الأمثل لما أطرحه من إنتاج. آملاً في نقد موضوعي يساهم في دفع هذه التجربة.
ولي أن أشكرك أخي سراج الدين مصطفى لهذا اللقاء ودمت