(دو)
مازال وسيظل يدهشني الأستاذ عبد الكريم الكابلي وهو الذي قدم الفنان بطريقة جديدة ومغايرة.. ولعله انتهج في حياته مسلكاً مختلفاً لم يسبقه عليه أحد.. ومنذ أن سمعته لأول مرة وأنا صبي غرير وأنا في حالة جذب لشخصية الكابلي ولغنائيته التي اتّسمت بالهدوء والرقة وابتعدت عن الصخب.. وأصبح عندي نموذجٌ للفنان الحقيقي.. وتلك هي الصورة الذهنية التي رسمتها للفنان.. لأنّ الفنان يجب أن يكون فنانا في كل تفاصيله.
(ري)
من المؤكد أن الأستاذ عبد الكريم الكابلي قد سعى سعيا حثيثا ليصل وضعية الفنان المثقف.. من خلال الاطلاع المكثف والبحث في بطون الكتب.. لأنه يدرك ان الفنان هو حامل مشعل الاستنارة.. وهو قائد ونجم مجتمعي يجب أن يتسلح بالثقافة.. ليقود ويؤثر في الحياة والناس.. حتى يكون محترماً ويستحق كلمة (أستاذ) التي قاتل لأجلها عميد الفن أحمد المصطفى.
(مي)
حينما استصحب نموذج عبد الكريم واسقط تجربته على الاجيال الجديدة من الفنانين سيكون البون شاسعاً وواسعاً.. والميزان غير معتدل.. لأن المقارنة معدومة تماماً.. حيث معظم أو كل فناني اليوم يعانون من انيميا حادة في الثقافة.. كلهم تقريباً عبارة عن مظهر بلا جوهر.. تجدهم يقتنون اغلى البدل وربطات العنق ولكنهم لا يجيدون حتى الحديث.. يفتقدون لابسط مقومات الفنان الحقيقي المؤهل لأن يقدم تجربة مختلفة.. والمتابع للبرامج الغنائية يدرك حجم الكارثة الثقافية والفنية التي نعاني منها الآن ومن المؤكد بأننا سنعاني منها مستقبلاً.