محمد عثمان الرضي يكتب: الشرطة تسدد فاتورة فشل السياسيين
منكم وإليكم
محمد عثمان الرضي
الشرطة تسدد فاتورة فشل السياسيين
الشرطة السودانية مدرسة عتيقة، خرّجت العلماء الأفذاذ في مختلف المجالات العلمية والأدبية والفنية ومازالت تتحمل الأوجاع والابتلاءات من أجل أمن واستقرار ورفاهية الشعب السوداني.
لم ولن تتوانى قوات الشرطة السودانية في القيام بواجبها في صون الوطن ومقدراته وحمايته من كل من تسوّل له نفسه بالعبث في أمنه واستقراره.
قوات الشرطة السودانية ظلت ومنذ تأسيسها همّها الأول والأخير بسط هيبة الدولة وإنفاذ حكم القانون، وتمارس مهامها بكل مسؤولية وتجرد ونكران ذات، دافعهم في ذلك حب الوطن والذود عنه بالنفس والنفيس.
قوات الشرطة السودانية وبحكم تكوينها قوات محايدة وليس لديها أي انتماءات سياسية، ومما يؤكد ذلك أنها عملت مع العديد من الانظمة السياسية التي حكمت البلاد منذ الاستقلال مما أكسبها ذلك احترام الجميع.
قوات الشرطة من أهم مرتكزات الدولة المدنية التي يُنادي بها الجميع، والدولة المدنية في تعريفها البسيط هي حكم سيادة القانون ولا يتأتى ذلك إلا بتقوية ودعم ومساندة الشرطة للقيام بدورها المنوط بها.
استهداف قوات الشرطة مسلك يتنافى تماماً مع شعار ثورة ديسمبر المجيدة “حرية سلام وعدالة” ويخلق حالة من العداء السافر ما بينها وبين الشعب الذي خرجت من رحمه وتعمل على حمايته.
تجريم وتشويه صورة قوات الشرطة أمام الرأي العام، مخطط خبيث ودخيل على الشعب السوداني الذي عُرف بالتسامح والقيم النبيلة.
سقوط الشهداء من مختلف الرتب في أوساط قوات الشرطة لم ولن يوقفها عن أداء مهامها، بل سيزيدها يقيناً بأنها تسير على الطريق الصحيح لأنها عُرفت بالتضحيات الجسام من صون وكرامة الوطن.
للأسف الشديد، قوات الشرطة تسدد فواتير الفشل السياسي الذريع في إدارة الدولة وذلك من خلال العجز الماثل أمام العيان وعدم مقدرة القيادة السياسية في إيجاد معالجات جذرية لأزماتنا السياسية المتلاحقة.
الشرطة تعمل في ظروف بالغة التعقيد وبيئة عمل قاهرة وطاردة وإمكانيات مالية شحيحة تصل حد العدم، ولكنها لم تلتفت لكل ذلك وشمرت عن ساعد الجد وتناست كل هذه المرارات والعقبات من أجل السودان.
قوات الشرطة لا تعرف اليأس والإحباط ولا تعرف المستحيل ولم ولن تتوانى وتتخاذل في القيام بدورها تجاه حماية المواطنين.
حديث المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول شرطة عنان حامد محمد عمر عقب مواراة جثمان الشهيد العميد علي حماد الثرى، كان حديثا حزينا ومؤلما لبشاعة وفداحة الحدث، ولكن ظل الفريق أول شرطة عنان حامد محمد عمر متماسكاً وصلباً وقوياً وعازماً على مواصلة المشوار ولو سقط كل أفراد الشرطة شهداء من أجل الوطن.
ستظل قوات الشرطة السودانية في حدقات العيون بالرغم من الهنات التي تحدث بين الحين والآخر ولم يزدها ذلك إلى قوة وبريقاً ولمعاناً.
دفاعنا عن قوات الشرطة لا يعني بأي حال من الأحوال بأنها فوق المحاسبة والمساءلة ان ارتكب منسوبوها اي أخطاء تجاه الآخرين، فالناس أمام القانون سواء وإذا ثبت بالأدلة والبراهين الدامغة ارتكاب جرائم من قبل منسوبي الشرطة فمنصات العدالة الفيصل بيننا وبينهم.
تقبل الله شهداء قوات الشرطة ونسأل الله عز وجل أن يشفي جرحاهم وأن يحفظ البلاد من الفتن ما ظهر منها وما بطن.