الزيارة الغامضة للوفد الإسرائيلي.. ما وراءها؟!!
الخرطوم: فاطمة علي 20يناير2022م
اشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى وصول وفد إسرائيلي للعاصمة السودانية الخرطوم وحطت طائرة طراز (GLF3 نوع غلف استريم خاصة) بمطار الخرطوم، وقالت انها ذات الطائرة التي زارت يوغندا واثيوبيا الأسبوع المنصرم بحسب اعلامهم، حيث أقلعت من مطار بن غوريون قرب تل أبيب، ووصلت الخرطوم، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية “ريشت كان العبرية” من دون الإشارة إلى هوية أعضاء الوفد او طبيعة المهمة.
وأقلعت من مطار بن غورين قرب تل ابيب، وهبطت الطائرة الإسرائيلية في شرم الشيخ في سيناء في ما وصف بـ”توقف دبلوماسي” بحسب الإذاعة ، من أجل الحصول على مسار تحليقها، ومنحها اذن الطيران ومن هناك واصلت طريقها إلى الخرطوم. وأشارت “كان” أنه من المتوقع أن يعود الوفد إلى إسرائيل خلال الليلة المقبلة، وكشفت الإذاعة انه اول وفد يزور السودان بعد استقالة عبد الله حمدوك.
الملف الغامض
اكثر من جهة رسمية نفت في اتصال مع “الصيحة” معرفتها بالهدف من الزيارة، حيث افادوا بانهم ليست لديهم معلومات عن زيارة الوفد الاسرائيلي للسودان واكدوا انه حتى الان لم يجر الوفد لقاءً معهم.
واكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان في تصريحات سابقة، أن ملف العلاقة مع إسرائيل كان ضرورياً لإعادة بلاده إلى المجتمع الدولي.
وبحسب موقع “والا” الاسرائيلي، كشف أن زيارة الوفد الاسرائيلي لتكوين انطباع عن الوضع الداخلي بعد الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.
مسؤولين عسكريين
وذكر مسؤولون إسرائيليون للموقع، أن الوفد ضم ممثلين من الموساد واجتمع بشكل أساسي مع مسؤولين عسكريين في الخرطوم.
وحتى الآن لم تصدر افادات رسمية عن زيارة ولقاءات الوفد، ولم تكشف اي جهة رسمية عن تفاصيل زيارة الوفد الإسرائيلي، كما لم يتم الإعلان عن الزيارة، بيد ان تقارير صحفية قالت في الخرطوم أن الوفد التقى مدير منظومة الدفاعات الصناعية الفريق اول ميرغني ادريس.
وكان رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قد ابتدر مسار التطبيع سرًا مع دولة الاحتلال فبراير 2020، حيث التقى برئيس الوزراء الإسرائيلي حينها بنيامين نتنياهو في عنتيبي الأوغندية، حيث اتّفقا على التعاون وتطبيع العلاقات.
اتفاقيات أبراهام
ووقعت الحكومة الانتقالية 6 يناير 2021، إعلان “اتفاقيات أبراهام”، حيث مثل الجانب السوداني في مراسم التوقيع التي تمت بالعاصمة الخرطوم، وزير العدل السابق، نصر الدين عبد الباري
ويواجه التطبيع مع دولة الاحتلال، رفضًا من قطاعات من الشعب السوداني، فيما يرى آخرون أنّ إسرائيل تعمل على دعم وتثبيت قادة المجلس العسكري الانتقالي في السلطة بالسودان وتقويض الانتقال الديمقراطي في البلاد
فيما افادت مصادر إعلامية ان المجلس المركزي للحرية والتغيير سيجري لقاءات مع الوفد الإسرائيلي، بيد ان التيجاني مصطفى رئيس حزب البعث العربي الاشتراكي قال لـ(الصيحة) أنه علم بوصول وفد اسرائيلي للخرطوم، لكنه استبعد أن يلتقي بالحرية والتغيير الجسم الرئيسي، مضيفاً: واذا حدث ذلك فإن الحرية والتغيير تكون قدمت شهادة وفاتها، وأضاف بأن الوفد الاسرائيلي سيكون حريصاً على لقاء المكون العسكري ولخدمة اهداف اسرائيلية بحتة.
مشاورات غير معلومة
ولم تعقِّب السلطات السودانية رسميا على زيارة الوفد، غير أن مصدرا عسكريا أكد لـ”العين الإخبارية” وصول وفد أمني إسرائيلي إلى الخرطوم لإجراء لقاءات مع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان والقادة العسكريين.
وقال المصدر، مفضلاً عدم ذكر اسمه: “ليست لدينا معلومات حول تفاصيل عدد أفراد الوفد حتى الآن، غير أنه جاء لإجراء مشاورات مع البرهان وقادة عسكريين”.
فيما ذكرت قناة العربية أن الوفد الإسرائيلي يضم مسؤولين أمنيين، وسيلتقي أعضاؤه رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان.
وكانت المرة الأخيرة التي زارت فيها بعثة اسرائيلية السودان في شهر نوفمبر من العام الماضي، ع بعد الانقلاب العسكري، حيث أُفيد ان رئيس جهاز الموساد زار الخرطوم. وكانت اسرائيل والسودان قد بحثا توقيع اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما تحت رعاية الولايات المتحدة، إلا أن هذه المفاوضات لم تتمخض بعد عن أي اتفاق نظراً لحالة عدم الاستقرار الذي يُعانيه السودان منذ وقوع الانقلاب العسكري واندلاع الصراعات السياسية الداخلية فيه
تطبيع ثقافي
من جهته قال الخبير الامني امين اسماعيل ان العلاقات السودانية الاسرائلية حتى الان في بداياتها باعتبار اللقاء الذي تم بين البرهان ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو واضاف ل ( الصيحة ) حتى الان لم يتم تطبيع ثقافي او سياسي وهذا ما جعل كل الزيارات تتم من الجانب الاسرائيلي لانه المهتم بتحقيق بعض الرغبات وقال ان الوفود الاسرائيلية في غالبها وفود امنية عسكرية مما يدل على ان اسرائيل لها اهتمامات امنية بالسودان وبدول الجوار واعاد صدور اخبار وصول الوفود الاسرائيلية
من الجانب الاسرائيلي فقط لعدم وجود وزارات في السودان لمدة اربع اشهر وبسبب عدم وجود ناطق رسمي وتوقع امين ان تستمر العلاقات السودانية الاسرائيلية بهذا المستوى الى ان يجاز التطبيع عبر مجلس تشريعي