قمع المُتظاهرين.. هل سيُوقف تمدُّد الثورة أم يزيد اشتعالاً؟!!
تقرير: عوضية سليمان 19يناير2022م
مع استمرار سقوط الشهداء وقمع المتظاهرين من خلال المسيرات المستمرة بالخرطوم والولايات، حيث وصل عدد الشهداء لأكثر من 72 شخصاً، معظمهم من الشباب طرح عدد من الخبراء تساؤلات بشأن مدى استمرار الثورة في ظل القمع العنيف من قبل الأجهزة الامنية للمحتجين، حيث شكك البعض في استمرارها بنفس العنفوان، ولكن البعض الآخر جزم بانها سوف تتصاعد ولن توقفها عمليات القتل او التخويف بل ستزيدها اشتعالاً.
تعقيد الوضع
ويرى مراقبون بأن القمع المفرط ضد الثورة من شأنه تعقيد الوضع اكثر مما هو عليه، وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير إن اللحظات الحالية في السودان هي من لحظات التوحش في التاريخ الانساني، ولكنها في نفس الوقت لحظات يتكثف فيها تاريخ مقاومة الاستبداد والطغيان يتقطر دماً احمر. واضاف في صفحة المؤتمر السوداني على الفيس بوك “فلتعلم السلطة الحالية ان العنف السلطوي لن يخمد النهوض الجماهيري المقاوم للانقلاب، ولن يزيد الثوار إلا عنفواناً في سلميتهم وإصراراً على تحقيق هدفهم وهو هزيمة الانقلاب واستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي”.
نضج شعبي
وفي ذات الاتجاه، يقول الناطق الرسمي باسم حزب البعث عادل خلف الله عقب مليونية (30) ديسمبر، هنالك نضج شعبي واستعدادات وتضحيات للشارع للمشاركة في التظاهر لإسقاط حكومة العسكر، وسيكون هنالك توافق في اللحظة الحاسمة لإعلان إضراب سياسي وعصيان مدني في حالة عدم قبول العسكر لرغبة الشارع.
تهدئة الشارع
وفي ذات الاتجاه، يرى الخبير السياسي عبد الرحمن أبو خريس ان ما تقوم به السلطات الامنية من قمع وضرب واعتقالات وموت على الشارع السوداني وعلى الثوار لا يفيد بشئ ولا يحل قضية ولا يقلل من حدة المظاهرات والاحتجاجات، بل يزيدها قوه وتمسكاً برأيها، ورغبتها للتغيير الذي تنادي به لإسقاط النظام البائد، وقال ابو خريس لـ(الصيحة) ان الحل ليس فيما يقومون به الآن، بل الحل في التغيير السياسي، ولابد من الاتفاق في الحل السياسي واذا توافق الحل السياسي سوف يهدأ الشارع، واضاف ما يحدث الآن في الشارع السوداني وتحديداً في تظاهرات 17 يناير هو سُمعة سيئة للحكومة في الخارج ويقلل من شأنها لعدم تحاورها للحل السياسي، وقال لذلك الشارع السوداني عنيد جداً ولن يغير من رأيه إلا بالتحاور السياسي المطلوب، واضاف : فاذا لم يتم التحاور المنشود الذي يلبي رغبة الشارع، فإنني أتوقع عناداً اكبر وقمعاً اكثر مما هو عليه. لذلك على الحكومة ايجاد الحل لتهدئة الشارع, مشيراً لعدم وجود شئ يخيف الشارع لا اعتقال ولا موت ولا ضرب ولا بمبان وسوف تكون الثورة مستمرة والقمع مستمراً. وقال إنّ استمرار القمع والموت وصل كل البيوت السودانية وليس هنالك منزل لم يدخله شهيد او جريح او معتقل، وتحديداً داخل العاصمة الخرطوم 13 مليون نسمة، وتساءل هل من الممكن قتل كل هذا العدد؟
طريق الدولة المدنية
من المؤكد ان تنتقل البلاد الى عصيان مدني شامل وان الشارع سوف يستمر في مطالبه الاحتجاجية الى ان يصل الى التغيير المطلوب، هذا ما جاء به عضو اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي كمال كرار، وقال ان ما يقوم به الشارع عمل سلمي وله مطالب واضحة منذ إسقاط النظام وسوف تستمر المطالب والاحتجاجات الى حين إسقاط النظام، واضاف كرار لـ(الصيحة) ان الثورة، ثورة شهداء وستكون مستمرة بكافه قوتها التي عُرفت بها، لان التظاهر هو الطريق الوحيد للوصول الى الدولة المدنية وإسقاط حكومة الانقلاب، وقال ان اطلاق الرصاص الحي أثناء سير المواكب السلمية بهدف القتل يزيدنا قوةً، وأضاف ان القمع المتزايد وصل الى مراحل متقدمة بعد 25 اكتوبر وان الرصاص لا يحمي المناصب.