محمد النوراني يكتب : مُشاورات فولكر الملغومة
18يناير2022م
تابعنا الأسبوع الماضي، المؤتمر الصحفي لممثل الأمين العام للأمم المتحدة فولكر بيرتس رئيس بعثة يونيتامس بالسودان، الذي تحدث فيه عن المشاورات التي تعتزم القيام بها بعثة الأمم المتحدة حول عملية سياسية شاملة بين السودانيين، حيث أكد بأنه ليست لديه مبادرة، وإنما مشاورات أولية مع أصحاب المصلحة بما في ذلك الحكومة والجهات السياسية الفاعلة وشركاء السلام والحركات المُسلّحة والمُجتمع المدني ولجان المقاومة والمجموعات النسائية والشباب.
الأمم المتحدة تُسلِّط سهامها دائماً على دول قارة أفريقيا وتُنفِّذ أهداف وأجندة الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتّحاد الأوروبي طمعاً في الموارد الكبيرة التي تتمتّع بها دول القارة الأفريقية، وتتلوّن بدعاوى مُختلفة، منها انتهاكات حقوق الإنسان والإبادة الجماعية وجرائم الحرب وأخيراً في حالة السودان دعم التحوُّل الديمقراطي.
مبادرة أو مُشاورات فولكر سمِّها كما شئت هي تبنٍ لمواقف (أربعة طويلة) التي عاثت في السودان فساداً وإفساداً للأخلاق والشباب والمرأة السودانية على وجه الخُصُوص والمُعتقدات الدينية خَاصّةً الإسلامية، وتُريد أن تتصدّر المشهد من جديد عبر بوابة موظف الأمم المتحدة فولكر الذي فشل في سوريا وأُوتي به الى السودان لتنفيذ ما فشل في تنفيذه هنالك.
الأمم المتحدة ما دخلت بلداً، إلا أفسدته تماماً إخلاقياً وسياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهنالك شواهد كثيرة نذكر منها على سبيل المثال بعثة حفظ الأمن في جمهورية الكنغو الديمقراطية التي دخلت قوات الامم المتحدة إليها في العام 1968م.. هل استطاعت فرض الأمن والأمان للكنغوليين؟ الإجابة قطعاً لا.. ولكنهم يريدهم أن تكون الدولة في حالة اللا حرب واللا سلم لكي تتمكّن شركاتهم من نهب ثروات وخيرات الكنغو الديمقراطية (الذهب – اليورانيوم – الماس …الخ) وغيرها من المعادن النفيسة بدون رقيب أو حسيب وعائد للدولة، وكذلك العراق – سوريا – اليمن – ليبيا وأخيراً السودان.
قيادة الدولة السودانية متمثلة في مجلس السيادة الانتقالي الذي رحب بهذه المبادرة او المشاروات، بل طلب مشاركة الاتحاد الأفريقي، كان ينبغي عليه أن يقبل هذه المشاورات مع تثبيت بعض النقاط.. أن تكون مشاورات فقط ويكون الحوار “سوداني – سوداني” دون تدخل من الأمم المتحدة أو غيرها من المنظمات الإقليمية والدولية والدول الأجنبية، خصوصاً وأن هنالك دولاً سمعنا أنها وافقت على هذه الخطوة وهي غير مؤهلة لذلك، باعتبارها دولاً غير ديمقراطية وتحكم بنظم ديكتاتورية (ملك – شيخ).. أيضاً عدم التراجع عن القرارات التصحيحية التي صدرت في 25/10/2021م وتكون ثوابت وأرضية ترتكز عليها المُشاورات.
هنالك أحزاب سياسية بادرت بالقبول بالمبادرة أو المُشاورات دون شروط مثل المؤتمر الشعبي وحركات من أطراف العملية السلمية (مني أركو مناوي – د. الهادي إدريس)، ومن قبلها بشروط مثل حركة العدل والمساواة التي اشترطت أن تكون المشاورات سودانية سودانية، وهنالك أحزابٌ أعلنت رفضها لها مثل الحزب الشيوعي السوداني وحزب المؤتمر الوطني المحلول وأحجمت أحزاب أخرى عن التعليق.
رؤية أكثر بُعداً
على ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الاستعمارية فولكر بيرتس أن لا يتجاوز التفويض الممنوح لبعثته التي أتت بطلب من رئيس الوزراء المستقيل د. عبد الله حمدوك لفرض استعمار جديد على السودان وشعبه.
الشعب السوداني عصيُّ على الاستعمار بكل أشكاله وألوانه التي يتلون بها، وهنا لا بد أن نذكر عندما أتى الإنجليز بكتشنر وغردون باشا لتأديب السودانيين حسب زعمهم ماذا حدث لهما؟ والتاريخ لا يتغيّر والشعب السوداني أيضاً لا يتغيّر.. (جدودنا زمان وصونا على الوطن على التراب الغالي الما ليه تمن).
ولنا لقاء،،،