18يناير2022م
لجنة الضمير بمُتحف الهولوكوست أكّدت الإبادة الجماعية بدارفور…
قالت: أعمال القتل حصدت ما بين
(50) الى (100) ألف شخص…
ذات اللجنة تحفّظت على استخدام هكذا مصطلح….
لاحقاً توصلت لقناعة أن ذلك حدث…
قُتل الأطفال الرضع والنساء والشيوخ.. هُلك الحرث والنسل…
لم يخرج أحدٌ ليطالب بدم الشهيد…
فلا دمه دمهم ولا أمه أمهم…
صَمتٌ مُريبٌ مُخزٍ حد الموت…
اليهود وقتها صرخوا أوقفوا المحرقة
وفي الآذان وقرٌ…
حل اليوم العالمي للإبادة الجماعية بدارفور…
بزمان المخلوع البشير…
أبناء دارفور وحدهم نظّموا وقفة أمام وزارة العدل….
هتافهم طالب بالقصاص…
لكنهم مارسوا الصمت بأغرب صوره….
استمر القتل يتماً وثكلاً ووأداً وحرقاً وتشريداً…
إحصاءات تحدثت عن قتل 350 ألف دارفوري…
ولا يسمعون.. لا يرون.. لا يتكلمون….
جُثث ملقاة بالشوارع.. اغتصابات.. حرق وسحل وكل الوجع…
بشاعة رآها العالم بساحة الاعتصام بالقيادة إبان فضه….
لا توازي قدراً ضئيلاً لما حدث بدارفور…
أحد المعتصمين قال سمعت بما حدث بدارفور لكنني لأول مرة أرى بشاعة المناظر بساحة الاعتصام…
أخرى قالت لم أسمع بمجازر دارفور…
إنها كارثة أن تعقد مقارنة فلا مقارنة..
لم تخرج مسيرات.. تظاهرات.. مواكب تطالب بدم الشهيد..
لم يشاطر الآخرون أم الشهيد الآلام والأحزان…لا مبالاة…
مُورست سياسة مبنية على المصالح وغض الطرف…
على عدم الاكتراث…
فالجرائم ضد إنسان الهامش…
الأمم المتحدة اعترفت بالكارثة….
النظام استبعد التقييم الدولي.. وصفه بعدم الموضوعية…
الإعلام زيّف الوقائع والحقائق…
وزارة العدل نفت كل شئ…
فالأمر لا يعنيهم…
دمار منهجي متعمد قام على أسس عرقية…
عام (1944) صاغ رافائيل ليمكين مصطلح الإبادة الجماعية..
جرائم مرتكبة ضد مجموعة معينة من البشر بقصد تدميرها كلياً أو جزئياً…
طابقت الصياغة ما حدث هناك…
المصطلح يعني بالوقائع وليس الاصطلاح القانوني…
توافرت الوقائع والأدلة والشهود…
وكذبوها ونفوها ورائحة الموت بكل الأمكنة…
إنها سياسة الكيل بمكيالين…
المعايير مُختلة لا لبس في ذلك…
أقيمت مسيرات ثم تظاهرات لشهداء ثورة ديسمبر والاعتصام…
وأُبيد أبناء دارفور ولم يخرج أحدٌ…
لم تذرف الخرطوم الدموع…
وحدهم أبناء دارفور عانوا ويلات الحُزن المُخيّم…
تحمّلوا وعثاء درب المحرقة والدم والدموع…
وحدهم مَن دَفَع الثمن…
فهُناك من تقاعس وآخرون أشاحوا بوجوهم…
يا لها من مُفارقة ومن مُقاربةٍ جائرةٍ…
(الله غالب)