عبدالله مسار يكتب : الفريق بريمة شهيد الشرطة
17يناير2022م
الشرطة السُّودانية هي مُؤسّسة عسكرية وطنية، مُهمّتها حفظ أمن وسلامة المواطن، ومنع وإيقاف الجريمة، وهي تصنف على أساس قوات عسكرية شبه مدنية تختص بالأمن الداخلي، وهي في السودان تعمل بمهنية عالية رغم ضعف الإمكانيات، وكذلك ضباطها وجنودها مُدرّبون تدريباً عالياً جداً للقيام بالمهام المُوكّلة إليهم، وهم يؤدون واجباتهم في كل الأحوال وعند كل الظروف، بل يصبرون على الأذى أكثر مما يتخيّل الشخص العادي، وهم يتواجدون في أعقد المشاكل وأحلك الظروف، ولذلك يتعرّضون إلى خطر المواقف، وحتى التي تؤدي الى الموت.
في ظل هذه الظروف، عاش العميد شرطة بريمة والذي تمّت ترقيته إلى الفريق عقب استشهاده وعُومل وفق قانون الشرطة.
هذا الرجل عُرف عنه الأخلاق الفاضلة والأعمال الحميدة، بل عُرف عنه حُبه للوطن، كما عُرف عنه أنه قائد شرطيٌّ مطبوعٌ بهَم هذا الوطن الذي اضطرب في اللحظات الأخيرة وتدخّلت فيه أيدي مخابرات الدول الغربية وبصفة خاصة دول الاستعمار الجديد أمريكا ودول الترويكا، بل عَبَث به أيادي وأقلام السفارات، حتى تدخّل كل من فولكر وسفير بريطانيا في أمر السيادة السودانية في هذا الجو غير اللا وطني!
استشهد البطل الفريق بريمة، والسبب أن شباباً غُرر بهم وعُبئواً تعبئة خطيرة وزادوهم حقداً على القوات النظامية وبصفة خاصة الشرطة!
إن المظاهرات التي تخرج الآن ليست مظاهرات طبيعية تخرج للتعبير عن قضايا وطنية، ولكنها مظاهرات تخرج لتخدم أجندات قوى خارجية وتلبس لباساً وطنياً! إن الذي يجري في السودان تآمرٌ كبيرٌ مُخطّط له على درجة عالية من التخطيط، ودرب لهذا الغرض عدد مهول من شبابنا، وهو مخطط الربيع العربي الذي أطاح بالقذافي وبن علي وحتى صدام حسين.
إنّ العمل الخارجي الخبيث ضد السودان بدأ منذ الاستقلال، حيث أُقيمت في ١٩٥٥م الحرب بين الجنوب والشمال كانت الداعمة لها هي الدول الغربية، التي ترى أن السودان مارد خطير لو خرج من القمقم وانداح أرضاً وشعباً وإمكانيات، بل موقعاً مميزاً وشعباً قوياً، لكان اسماً ورقماً في العالم!
إذن، الفريق شرطة بريمة قتلته المخابرات الخارجية مشروعاً، وقُتل من داخل المتظاهرين تنفيذاً!
إن المظاهرات كان شعارها سلمياً في أولها، ولكنها تحوّلت الى دموية لخلق الفوضى المطلوبة ليتّسع الفتق على الراتق، خاصة وأن العملية تمت طعناً بالسكين!
إن الفريق شرطة بريمة كان غير مُسلّح، لأنه كان وإخوته من الشرطة يظنون أن المظاهرات سلمية ومن أبناء السودان، ولكن اتّضح أنها عكس ذلك، وإن السلمية قد تغيّرت الى دموية لتتحوّل الدولة السودانية إلى دولة فاشلة ليسهل تفتيتها عبر استعمال هذه الفوضى ويذهب بريحها!
إن الشباب الذي يود التغيير هو شبابٌ وطنيٌّ مُستقلٌ، يود أن يري السودان في الثريا ويحلم بوطن قومي حدّادي ومدّادي، يعيش فيه عيشاً كريماً، ولكن هنالك شبابٌ تشغلهم الأيدي الأجنبية وتستغلهم أحزاب، بل هُنالك مُتآمرون!
إذن مَن قتل بريمة هُم كُثرٌ، وعلى رأسهم الشباب المُتظاهرون الذين يعملون لصالح بعض الأحزاب اليسارية، وكذلك لصالح الدوائر الخارجية، بعد أن وفّروا لهم كل وسائل تغييب العقول من مُسكّرات ومُخدّرات وتبرُّج وفجور ورقص وإباحية وحتى الحقد!
إن مقتل الشهيد بريمة يجب أن يكون له ما بعده، وذلك بعمل ضوابط تُمكِّن القوات التي تعمل في تفريق المتظاهرين لحفظ نفسها والدفاع عنها، بل لتحمي المتظاهرين أنفسهم، وكذلك المُمتلكات العامة والخاصة، بل يجب وضع ضوابط للمظاهرات السلمية، ويجب أن تحصل كل مظاهرة على تصديق مُسبق لقيامها ومَن المسؤول عنها.
إن الفوضى التي خُلقت طيلة السنوات الثلاث الماضية والتي تتطلّب الحسم، لأنها كما قلنا ليست مظاهرات طبيعية سامية، غرضها فقط الحكم المدني الديمقراطي، الذي أصلاً المكان إليه يمر بصندوق الانتخابات.
إن الذي يتم الآن هو عملٌ استخباريٌّ كبيرٌ، القصد منه تقويض وتفتيت السودان وتفكيك القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، ولن يتوقّف هذا العبث إلا بقيام حكومة تكنوقراط عاجلة، وإيقاف نشاط بعض الأحزاب الضالعة في ذلك!!
لقد مات بريمة، ولكن نبّه للخطر القادم، بل نبّه لأهمية الضوابط لقيام أيِّ مظاهرات مُستقبلاً، بقي فقط من البرهان “ملء القاش” وطرد الأجانب والسفراء والبعثات الدبلوماسية والعاملين في السفارات! بل يجب ضبط الشارع بتفعيل قانون الطوارئ والخدمة الوطنية، وأي قانون يحد من هذا النشاط الهدّام.
رحم الله الفقيد بريمة وأسكنه فسيح جناته.. وتعازينا لأسرته وذويه والشرطة وللشعب السوداني.