* خرجت مساجد الخرطوم الجمعة الماضية لتعلن رفضها كل المحاولات و(الاتفاقيات) التي تعد للإجهاز على كل مظاهر الإسلام في المجتمع السوداني المحافظ.
*خرجت جماهير الخرطوم رغم الصيام وهجير الشمس من مساجد (جبرة والكلاكلات والجريف والحاج يوسف والخرطوم) وغيرها من المساجد، لا لشيء غير الإعلان الصريح رفضها المساس بشريعة الإسلام ولتعبر عن حبها الصادق لنبيها الكريم صاحب الرسالة الخالدة والصالحة لكل زمان ومكان .
*خرجوا ليرفضوا دعاوى الانحراف والانجراف بالوطن والمواطن من قبل أصحاب الاتجاهات المادية التي (سقطت) في دولة المنشأ المادية.
*وحتى لا يربط (المغالون) من أصحاب الغرض السياسي، فإن عشرات الآلاف ممن خرجوا أمس الأول وتجمعوا مساء أمس أمام القصر الجمهوري لم تخرجهم الحسرة على ذهاب نظام الإنقاذ (السياسي) (وإن كان ذلك حق لهم) ولم تخرجهم كذلك المطالبة بعودة النظام السابق..
*إن الذي أخرج هؤلاء هو غيرتهم على الشريعة الإسلامية… فخرجوا ليوقفوا كل محاولات (اليسار) لخنقها وإبعادها عن هذا الشعب الذي يدرك أن الشريعة تظل إحدى خصائصه وخياراته التي تشكل وجدانه وهويته وتفرده .
*الخروج الذي حدث لهؤلاء يؤكد قدرة التيار الإسلامي العريض بكل مكوناته على الاحتشاد والاصطفاف ضد العلمانية ودعاتها ممن يسعون حثيثاً لجعلها واقعاً يمشي على قدمين في الدولة السودانية، ولكن (أنى) لهم ذلك، وأمثال هؤلاء يمشون بينهم؟
*دعاة العلمانية نشطوا في الآونة الأخيرة في السخرية من الإسلام السياسي، وهي ظاهرة قديمة، لكنها تعاظمت وتكاثفت بعد نجاح ثورة الشباب التي أسقطت نظام الإنقاذ (الإسلامي).
* قرائن الأحوال تقول إنهم سيفعلون كل ما بوسعهم في سبيل طمس كل ما يمت للإسلام بصلة في دستور الدولة وقوانينها وتشهد على ذلك (وثيقة الحرية والتغيير) الانتقالية والتي تنذر بشر كبير آت على المجتمع السوداني المسلم المحافظ.
* إذا كان دعاة الديمقراطية والحرية والعدالة يخشون كل مظهر للدين في الدولة القادمة بدعوى أنهم يريدونها دولة مدنية (علمانية)، بـ(دعاوى زائفة)، و(مزايدات سياسية)، و(قِصر فكري)، فكيف بربكم يتمشدقون بقيم الحرية والعدالة والديمقراطية ونحو ذلك..؟!!
* لماذا الخوف من الإسلام؟ أو ليس لأنه الحل.. وأنه صالح لكل زمان ومكان.. متى ما طُبِّق على الوجه الذي جاء به؟!!
*ينعون المشروع الإسلامي.. ويبشِّرون بزواله.. ويجرأون الآن على طرح البديل (الممقوت) علانية، ولم يعد لهم ماء حياء يخشون إراقته بعد نجاح ثورة الشباب التي امتطوها وأصبحوا (ساداتها) فقد سقطت ورقة تُوْتَهم، فرآهم الشعب على هيئتهم التي يريدونها له إن ذهب الإسلام عن الدولة ودستورها !!!
* ولكن أنَّى لهم ذلك.. وقد هب التيار الإسلامي العريض ليذكرهم ويزجرهم بأنه ما دامت له عين تطرف فلن يؤتى الإسلام من قبله.
*فخرج دكتور عبد الحي يوسف وخرج الشيخ محمد عبد الكريم وخرج دكتور محمد علي الجزولي، وخرج الشيخ الشين، وخرج شيخ مدثر، وخرج الناجي عبد الله، وغيرهم من قيادات التيار الإسلامي يقودون الآلاف ليرفضوا كل اتفاق يمنح هؤلاء(الأقلية) الغلبة في تحديد مصير الشريعة الإسلامية لدولة لم تغب الشريعة يوماً أو غيبت عن مصادر تشريعه .
*الآن حصحص الحق .. وخرج المارد من (قمقمه) ليُرِي أعداءه منه قوة… وليلفت انتباه كل من خدعه (سارقو الثورة) بأنهم لا يمثلون من الشعب إلا قليلاً.