سيف الجامعة:
أتوقف باحترام كبير عند تجربة الفنان الكبير سيف الجامعة .. فهو يمثل بالنسبة نموذجا حقيقيا لماهية الفنان المدرك والواعي برسالته الغنائية .. فهو واحدٌ من أصحاب المشاريع الفنية الناضجة التي ترتكز على ذاكرة معرفية ضخمة أتاحت له أن يكرس لنمط غنائي مختلف من حيث الشكل والمضمون والفكرة .. ولعل التأهيل الأكاديمي لسيف فتح له مغاليق الأبواب.
ناجي القدسي:
في مرة سألت الموسيقار الراحل ناجي القدسي وقلت له هل أنت نادم على هجرتك من السودان؟ فقال لي الرجل والدمع كاد أن يطفر من عينيه (أنا في حالة ندم تام وحزن كبير على كل الوقت الذي أهدرته في اليمن، لأنني فقدت الغذاء الروحي ولم استطع أن أقدم أعمالاً غنائية جديدة للبلد الذي غنيت له أجمل أغنياتي وأفنيت فيه زهرة شبابي وعمري).
عبد القادر سالم:
أكن تقديراً خاصاً للدكتور عبد القادر سالم .. لأنه شخصية في غاية التهذيب والأدب.. فنان حمل هموم الموسيقى السودانية على ظهره وجاب بها العالم .. فأصبح واحدا من العلامات التي لا يمكن أبداً أن تخطئها العين إلاّ من عمى .. وهو رقم يصعب تجاوزه .. وهو من شدة جماله أطلقت عليه ذات يوم (سفير الإنسانية في الوسط الفني).
عماد أحمد الطيب:
الكثيرون يقفون ضد فكرة التوريث .. باعتبار أن (الفن لا يورث) .. ولكن هذه القاعدة الظالمة أحياناً يمكن تكسيرها في حالة عماد أحمد الطيب .. فهو بتقديري تشرب الفن وورثه من والده الفنان الراحل (أحمد الطيب) .. وعماد أصبح وريثا وامتدادا لجمالية غناء والده وإن اختلفت المشارب والطرق بعد ذلك فأصبح عماد فنانا صاحب شخصية فنية سطعت منذ أن تغنى بأغنية (جنوبية) و(الغريب).
الفنان محمد جبارة:
أغنية (بحر المودة) والتي اشتهرت باسم (يمة) والتي كتبها ولحنها الشاعر السر عثمان الطيب .. هذه الأغنية وجدت حظها من القبول والانتشار لأسبابٍ عديدةٍ، يأتي في أولها بساطة وحميمة المفردة واللحن المُختلف، ثم الأداء المُبهر للفنان محمد جبارة والذي يُعتبر من أكثر الأصوات التي تحتشد (بالحِنِيّة) وله مقدرات خاصة في توصيل الأغاني ونقلها من العادية لمربع الدّهشة.