صلاح صديق بشير محمد يكتب : في الذكرى الثالثة لديسمبر المجيدة
15 يناير 2022م
في هذه الذكرى نترحّم على شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، سائلين الله تعالى أن يتقبلهم أجمعين ويتغمدهم برحمته ويُصبِّر آلهم على فقدانهم ويقوي ساعدهم.
نقطة بداية الشرارة:
اندلعت في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، أولى شرارات الثورة، وكان ذلك في 19 ديسمبر، ومدينة بورتسودان ولاية البحر الأحمر الى أن عمت كل ربوع الوطن، حيث شهدت العاصمة الخرطوم مواكب مهولة، حدث فيها كر وفر بين الثوار والأجهزة الأمنية الموالية للنظام البائد، وسرعان ما انتشرت التظاهرات في كل ولايات البلاد من كل اتجاه وتفجّرت الشوارع بالحشود والهتافات المُندِّدة بتردي الأوضاع المعيشية بسبب سياسات النظام البائد.
كرٌ وفرٌ
استخدمت الأجهزة الأمنية الموالية للنظام البائد، كل أنواع وأساليب القمع لردع الثوار وإسكات هتافاتهم حتى أُزهقت أرواح شهدائنا الكرام نسأل الله تعالى أن يرحمهم جميعاً، وكانت الهتافات التي تعلو (حرية.. سلام وعدالة).
مواكب هادرة
شهدت الخرطوم، مواكب مليونية وكانت وجهاتها القصر الجمهوري لتسليم مذكرة بها عدد من المطالب حسب الروايات، وكانت هذه المطالب في بداية الأمر الإصلاح الاقتصادي، ولكن سرعان ما تحوّل الى مطلب سياسي، ألا وهو تنحي البشير ونظامه عن الحكومة.
عرقلة مواكب ديسمبر
تحرّكت مواكب ضخمة في هذا اليوم المشهود تجاه القصر الجمهوري في بعض الروايات، وسرعان ما واجهتها اعتراضات بعض كتائب الظل الحامية لنظام البشير, حيث تم إغلاق كل الطرق المؤدية للقصر، فتوجهت الى الأمام في اتجاه القيادة العامة، ولم يدرك نظام البشير أن المواكب مُتّجهة نحو القيادة العامة وكان هدفها الى أن وصلت محيط القيادة.
نقطة التقاء المواكب
التقت عدة مواكب في مُحيط القيادة العامة في تزامن (راسمةً لوحة التقاء جميلة جداً)، فقد كانت هنالك مواكب قادمة من مدينة بحري عبر جسر النيل الأزرق دخلت القيادة العامة، وكانت بعض المواكب قادمة من بري وأخرى من بحري عبر جسر كوبر، وبحسب الروايات كانت وجهتها القصر الجمهوري، ولكن شاءت الأقدار وتوغّلت في محيط القيادة العامة، ولكن لاقت بعض العراقيل من قبل كتائب الظل والأجهزة الموالية لنظام البشير الى أن تصدّى لهم (الجيش السوداني) وأعلن عن انحيازه لثورة ديسمبر المجيدة، وهتف الثوار (جيش واحد … شعب واحد)، وكانت لوحة فنية باهية رسمت وطنية وبسالة (الجيش السوداني).
جيش واحد … شعب واحد
الثوار والجيش ضد نظام حكم السودان تلاثين عاماً، وبعدها قطع الثوار وعداً بأن لا رجعة بعد إسقاط البشير وحاشيته، وفي آخر المطاف تحقق وعد الثوار المنشود ولم يرجعوا الى منازلهم إلا بعد سقط البشير وحكمه في أبريل.