فولكر: الأمم المتحدة ليست منظمة ثورية والعملية السياسية قد لا تنتهي بحلول مثالية
الخرطوم- فرح أمبدة
طلب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، رئيس بعثة (يونيتامس) فولكر بيرتس، من السودانيين، تفهّم طبيعة عمل البعثة التي يترأسها والمشاورات التي يجريها مع الشركاء “السودانيين والدوليين” حول العملية السياسية التي تتولى بعثته تيسيرها.
ونبه إلى أن الأمم المتحدة ليست منظمة ثورية “مثل الثوار الذين يخرجون في الاحتجاجات في الشوارع” وإنما تعمل مع كل أصحاب المصلحة “بما في ذلك الذين يرفضون بعضهم بعضاً”، وأن العملية السياسية التي أطلقها الاسبوع الماضي ليس بالضرورة أن تصل إلى “حلول مثالية كما يريد بعض الناس” لجهة أن هناك “موازين قوة موجودة يجب أن تؤخذ في الحسبان تستدعي التوصل إلى حلول مشتركة”.
وتأتي تصريحات المبعوث الأممي، التي أطلقها لتفزيون الأمم المتحدة أمس، عشية كشفه عن نقاط تبين فحوى المشاورات التي أطلقتها (يونيتامس) “يمكن أن تؤدّي إلى توافق حول السبيل نحو انتقال ديمقراطي كامل بقيادة مدنيّة، تتمثل هذه النقاط في معالجة الجمود السياسي، العمل مع جميع الجهات الفاعلة، وأن بعثته ليست لديها أيّ موقف حيال نتيجة هذه العملية التي ستهتدي بآراء السودانيين أنفسهم”.
ومن بين النقاط التى كشفها فولكر بعد تقديمه إحاطة لأعضاء مجلس الأمن، أنّ الأمم المتحدة ملتزمة بدعم “حكومة قيادتها مدنيّة كهدف نهائي للمرحلة الانتقالية”، فضلاً عن أن العملية التشاورية، تحتاج لتهيئة المناخ الملائم “يشمل ذلك الإنهاء الفوري لاستخدام العنف ضدّ المتظاهرين السلميين ومحاسبة مرتكبي هذا العنف والحفاظ على حقوق الشعب السوداني الإنسانية وحمايتها”.
وبالعودة إلى حديثه لتلفزيون الأمم المتحدة، قال فولكر إن مشاوراته تهدف للبحث عن حلول مشتركة بين الفرقاء “ليس بالضرورة أن تكون حلولاً مثالية” لكنه ركز في حديثه على أن السودان يجب أن يصبح بلداً ديمقراطياً بصورة كاملة، ويتمتع شعبه بكامل الحريات، وأن تتوفر فيه العدالة لكل الناس.
وأشار إلى أن طريقة عمل بعثته تتسم بالشفافية والوضوح لذلك قد تثير غضب بعض الجهات “من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف، أحياناً نختلف مع الجنرالات، وقد نختلف مع الثوار في الشارع لكن هذه هي طريقة عملنا وهذا أسلوبنا في العمل”.
واختتم حديثه التلفزيوني بالقول إنه متفائل بأن الشعب السوداني سيصل إلى هدفه بإقامة دولة مدنية ديمقراطية “إذا لم أكن متفائلاً لكان من الخطأ أن أكون في السودان”، وفسر حديثه بالقول “أرى أن السودان بلد شاب، 65% من السودانيين تحت سن الـ15، هذا الجيل حتى ولو ولد تحت نظام شمولي ديكتاتوري إلا أنه جيل واعٍ يعرف ماذا يريد”، وأضاف “معظم هؤلاء لا يفكرون في قبائلهم ولا إثنياتهم وانما يفكرون في مستقبل لكل السودانيين”.