13يناير2022م
- في الآونة الأخيرة بعد زوال حكم الرئيس البشير، غرق السودان في دوامة جهنمية من التردي الاقتصادي، السياسي، الامني، وربما الاخلاقي بسبب اداء ضعيف ومضطرب لحكومة انتقالية، بلا لون وبلا طعم، ولكنها برائحة الخلافات وعدم التوافق، وغياب الرؤية، مضافاً اليها هشاشة عظام مفاصل جعلتها في خانة الكسيحة عديمة الحركة.!!
- وربما كان تواضع اداء شخصية دكتور حمدوك في موقع الرئاسة، مضافاً اليها ارتباك ملحوظ في حضور المكون العسكري قد شكلا محفزاً لمزيد من التدهور والاضطراب في العلاقة بين مكونات هذه الحكومة التي غرقت في فنجان مويه، على خلفية جهل مكوناتها الرئيسة بفنون السباحة والتجديف في مياه السودان متلاطمة الامواج، فكان الاداء التراكمي للانتقالية سالباً دون الصفر بلغة الرياضيات والتحليل الإحصائي.!!
- واخيرا جدا اقتنعت كافة الاطراف الداخلية والخارجية بعدم قدرة دكتور حمدوك على تسيير شؤون الحكومة، التي قبعت في مستنقع سلسلة من الخلافات بين العسكر والمدنيين، بسبب عدم القدرة على ادارة برنامج متفق عليه لادارة شؤون الدولة. واتضح جليا ان التدخلات الخارجية وخاصة الضغوط الاقليمية (نيابة عن الدولية) كانت عاملا مؤثرا في عرقلة مسار الحكومة الانتقالية، التي شاخت وتساقطت اسنانها قبل الاوان، فما كان لها الا ان ترتمي في احضان هستيريا الهتاف ومظاهرات التخريب.!!
- عطفا على ما سبق ذكره فقدت الحكومة الانتقالية بقيادة دكتور حمدوك مناعة مقاومة امراض الضعف والهزال. فتدهورت صحتها لدرجة الاشفاق عليها من الاصدقاء، والشماتة من الاعداء. ومع كل يوم يمر كانت تشتد معاناة المواطنين الذين دفعوا الثمن باهظا جراء ارتفاع غير مسبوق لمعدلات الفقر والمعاناة بسبب تدهور الاقتصاد والامن واضطراب الحياة السياسية، والاخطر من ذلك طوفان غير مسبوق لفساد الذمم والاعتداء الجريء غير القانوني على المال العام بشتى صوره المختلفة.!!
- واخيرا جدا توقف قطار دكتور حمدوك عند محطة الاستقالة الاضطرارية. بسبب دوامة مشاكسات مستمرة مع شركاء السلطة، مضافا اليها عجز بائن للحاضنة السياسية عن دعمه ومؤازرته برؤى ومعالم لخارطة طريق كان من الممكن الاستعانة بها في تسيير شؤون الدولة. فنشأت فراغات عريضة، ملأتها خلافات ومشادات وملاسنات واتهامات جريئة ترقى الى مستوى الخيانة الوطنية، وكل ذلك تم بحكم ان طبيعة الحياة ضد الفراغ.!!
- وبسبب غياب الرؤية، وضبابية المسار نحو الاهداف القومية ، اصبح الموقف العام في السودان يكتنفه الغموض، حتى بعد مرحلة خروج حمدوك من معادلة السلطة.
ويبدو ان الحيرة والارتباك سوف يتسيدان الموقف العام، لوقت ليس بالقصير في ظل اقتران تأييد البرهان مع تداعيات صدمة استقالة رئيس الوزراء الذي غادر وفي نفسه شيء من حتى.!!
- السؤال الحارق مفاده الى اين يتجه الوطن العزيز بعد كل هذه التداعيات والحصار والحريق.؟؟
كل الخوف ان يكون مساره نحو التشظي والانقسام والتلاشي، بسبب اطماع خارجية بنت احلامها التوسعية على ضوء خلافاتنا وعجزنا وعدم قدرتنا على التوافق من اجل وطن يسعنا جميعا..!!