الخرطوم: معتز عبد القيوم 13يناير2022م
كابتن إسماعيل عمر مدرب المراحل السنية نادي الجزيرة الإماراتي يكتب لـ”الصيحة” عن مواجهة المنتخب الوطني أمام غينيا في الكان…
أعاد فتية السودان بعضاً من ألق وبريق الزول الجميل عندما أشفق الجميع على نجوم الصف الثاني في الدوري الممتاز، كان ردهم بأن نحن جند الله جند الوطن … غاب الأداء وحضرت الروح، غابت الأهداف وحضرت الاستماتة الدفاعية، غابت الجماعية وحضر ابن الشرق (روفا) الفنان الأنيق … أداء يسعدنا قياساً لما نعانيه في شتى الدروب رغم النواقص الكثيرة والكثيرة جداً.
قراءة لمجريات المباراة
ابتدر الجهاز الفني وهنا تعمّدت أن أذكِّر الجهاز الفني لما لمسناه من روح الجماعية من كل الطاقم الفني بخطة لعب 1/4/4/2 وباستراتيجية لعب الدفاع المتأخر والتحول عن الاستحواذ، هذه الخطة تتيح اللعب على اربعة خطوط عرضية وتحجم دور الاطراف ولكنها تخلق كثافة في كل خطوط الملعب وهذا ما هدف اليه الكوتش برهان.
في مرحلة BP وهي الكرة مع منتخبنا، كانت الاستراتيجية هي البناء المباشر على الأطراف لم يوفق المنتخب في هذه الاستراتيجية كثيراً، ولكن يعود السبب للتركيز الدفاعي اكثر من البناء والاستحواذ.
في مرحلة تطوير الهجمة، اعتمد التطوير على العمق بوجود الأنيق (روفا) وثنائي المحور ولاء الدين ومحمد الرشيد ثلاثي أداء بشكل اكثر من رائع بالإضافة للاعب التكتيكي الذي أدى أدواراً في حالة الفقدان رائعة.
في مرحلة إنهاء الهجوم، افتقدنا سيف تيري وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر رغم وجود فرص قليلة، إلا أننا افتقدنا استثمارها بشكل جيد، واعتقد اهم فرصة كانت الشوط الاول عندما قرر الغربال التسديد في وجود ياسين حامد في وضع ممتاز فكان قرار التسديد جيداً ولكن كان الأميز التمرير لياسين.
في حالة OBP وهي الكرة مع الفريق الغيني، حيث أبهرنا شباب السودان وكان الفريق يُدافع بشكل مميز عن طريق ثلاثة خطوط دفاعية بدايةً من الغربال وياسين، وانتهاءً بالحارس أبو عشرين، واعتقد اثمر الجهاز الفني ما قام بزراعته في الشق الدفاعي، ظهرت بصمات العمل الفني في هذا الجانب تألق واضح من ثنائي متوسطي الدفاع القائد صلاح نمر والمتميز كرشوم واللاعب المُفاجأة بالأداء والروح مصطفى الفادني والطرف الأيسر مازن محمدين رغم الاداء المتوسط في الشوط الأول
ومن أمامهم رباعي خط الوسط بقيادة “روفا” الذي اجزل العطاء وسكب الكثير من العرق.
في مرحلة التحول من الدفاع الى الهجوم لحظة الاستحواذ، لعب برهان تيه على هذه اللحظة ولكن لم يكن التحول المباشر دائماً بشكل جيد متمثلاً في توقيت حركة الكرة المباشر وتحرك المهاجمين لاستغلال المساحة الفارغة وعدم خلق تلك المساحة، واعتقد كان الاجدى في لحظة التحول في وجود (الغربال) على الجانب الايسر وتبادل الأدوار مع ياسين الذي لم يقم بالمطلوب منه، والجهاز الفني تأخر كثيراً في تبديله وعندما تم استبداله كان الأجدى إدخال اللاعب مصعب جلنجات ولكن رؤية الجهاز الفني كانت متمثلة في الجزولي نوح الذي اعتقد ان الاعلام اثّر عليه كثيراً.. يجب العمل الفني على التحول لحظة الاستحواذ لأننا امام نيجيريا ومصر هذا هو الخيار الوحيد أمامنا للتسجيل.
في مرحلة الارتداد لحظة الفقدان، عمل المنتخب بشكل مميز للغاية وتحرك ككتلة COMPACT مع هنات من لاعبي الهجوم بالدفاع على خط واحد يجب ان يغطي كل لاعب الآخر عند الدفاع الجماعي، ولكن مجملاً أدّى الفريق مباراة دفاعية غاية في الروعة.
وفي الوقت الذي تخوف الجميع من المردود البدني في الشوط الثاني، اظهر فتية السودان صمودا وعملا بدنيا رائعا، ولم يكن هنالك وجودٌ للفريق الغيني إلا في ضربة الجزاء المشكوك في صحتها وتصدى لها أبو عشرين بكل هدوء، وتسديدة تعامل معها ايضاً بثبات، وضربة رأسية يُسأل عنها صلاح نمر.. ولكن أبو عشرين كان حاضراً.. ونهمس في أذن الكابتن احمد النور ان يطور اداء الحارس في الكرات العرضية والثابتة، لأن القادم لا يرحم ويستغل أنصاف الفرص.. كما ان التبديلات تأخرت قليلاً، خصوصاً ياسين والبديل لم يشكل الإضافة وتبديل (قلق) ودخول ضياء الدين كان في توقيت رائع جداً.
نقاط القوة والضعف
أبو عشرين رغم الإخفاق في الكرات العرضية ولكن خلق أرضية ثابتة وبهذا الشكل سيساعد المنتخب كثيراً، أمَّا رباعي الدفاعي فهو مصدر قوة وثقة كبيرة، ولكن نحذر من الإنذارات بدون سبب مقنع، كما يجب استغلال “روفا” في عملية تطوير الهجمة بشكل اكبر فهو مفتاح السر الهجومي.. وأضاف: المطلوب أدوار دفاعية اكثر للاعب المساند لـ(الغربال) والتركيز عليه عند التحول للهجوم، اما محمد الرشيد مطلوب منه المساندة اكثر على الطرف الايسر لتخفيف الضغط على مازن وطبيعة اداء “روفا” غير الدفاعية رغم ما قدمه في المباراة دفاعياً وهجومياً، وياسين حامد الأفضل بديلاً بدل الدفع به من البداية.
وختاماً.. أداء المنتخب الوطنى في مباراة دفاعية مميزة وهجومياً اقل من الوسط خصوصاً في التحول، وبالتأكيد الجهاز الفني سيقوم بعمل الكثير في هذا الجانب.. واخيراً نتمنى ان تكون هذه بداية لما هو أجمل.
هيثم مصطفى (البرنس) ظهر أنيقاً في الأستديو التحليلي للمباراة وفي قمة الهدوء، ولكن يجب عليه التحدث بشكل فني وشرح نقاط القوة والضعف وبعبارات مفهومة بشكل أكبر، ولكن إجمالاً ظهر البرنس الجميل كما نحب، فكان كل شيئاً جميلاً في المباراة.