الخرطوم- الصيحة
تسبّبت الدعوات المستمرة للتظاهرات من قبل تجمع المهنيين السودانيين ولجان المقاومة، في تعطيل حياة المواطنين بسبب إتخاذ القوات النظامية لإجراءات تحد من فاعلية هذه المواكب عبر قطع الإنترنت وإغلاق الجسور بالعاصمة ومنع العبور عبر الطرق المؤدية إلى المواقع الإستراتيجية مما خلق إزدحاماُ مرورياً ولد الكثير من السخط والغضب وسط المواطنين.
بالمقابل أحدثت المبادرة الأممية للحوار السوداني زخماً جديداً في الساحة السياسية وتبارت الجهات والتيارات والأحزاب في إبداء رأيها تجاه المبادرة لتجد الفضائيات مادة دسمة تداولها المواطنون في حياتهم اليومية وصارت الملهاة التي يقطعون بها الوقت في المواصلات والأسواق الملتهبة.
وألغت تنسيقيات لجان مقاومة بولاية الخرطوم مليونية اليوم 12 يناير، مؤكدة في بيان لها أن الحرب خدعة، وأعلنت الخروج للشوارع في مليونية يوم غدٍ الخميس 13 يناير مواصلة للمد الثوري.
وبسبب المليونية الكاذبة شهدت العاصمة الخرطوم، صباح اليوم اختناقاً وازدحاماً مرورياً حاداً، في ظل إغلاق السلطات لعدد من الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث، طوال الأيام الماضية. وعبر عدد من المواطنين عن غضبهم من توالي الدعوات مؤكدين أن ما يحدث لا علاقة له بالأوضاع السياسية الراهنة وإنما يخدم أغراض وأهداف أخرى، وقال مواطنون إن الأمم المتحدة طرحت مبادرة للحوار فلماذا لا يذهبون للتفاوض طالما أنهم يريدون الخير للوطن بدلاً من أن يعطلوا مصالح البلاد والعباد.
وحول إغلاق الكباري والطرقات كتب الصحفي عزمي عبد الرازق على صفحته الرسمية بـ(الفيسبوك) ما يلي: (على نحوٍ مفاجئ تحولت قروبات مثل صف خفيف وأحوال الطقس وهجيج وعروسك علينا إلى تقديم خدمة جديدة، هي الإعلان عن الجسور والطرق المغلقة، وتحولت خرطوم الجن التي نعيش فيها إلى مدينة أشباح حزينة، ارتبطت أحوالها بجدول التصعيد والتدابير الأمنية المعنية بذلك التصعيد، كما أصبحت الإجازات ليست تلك المعهودة في كتب التقاويم السنوية، أعياد وطنية ومناسبات دينية، كل يوم لمجرد الإعلان عن موكب يمكن أن يكون هو الإجازة المباغتة، الفئة المرتبطة بالسياسة والأحزاب وتجارة الأزمات سعيدة بذلك، الفئة المرتبطة برزق اليوم والمعايش الجبارة لا شك حزينة، وفي النهاية جميعهم ضحايا لمن يخطط ويقرِّر).
من جانبها، أبدت قيادات حزبية، عدم رضاها ممّا يحدث من دعوات متكررة للخروج للشارع وقطعوا بعدم جدواها في التأثير على المكون العسكري الذي يبدو أنه يمضي بثبات نحو حماية وإكمال الفترة الإنتقالية بسلام. وأيد عدد منهم المبادرة الأممية باعتبارها طوق النجاة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة. وطالبوا الذين يستخدمون الشباب سلماً للصعود نحو كراسي الحكم أن يعلوا مصلحة الوطن فوق رغباتهم الشخصية وتحكيم صوت العقل بالقبول بالحوار والبعد عن الأجندة المشبوهة للعبور بأمان من مرحلة الخطر الذي يحدق بالبلاد.