* بالوصول إلى الجناة الحقيقيين في أحداث الثامن والتاسع من رمضان الدامية، يفترض أننا في المقابل قد وصلنا أيضاً إلى براءة قوات الدعم السريع التي زج بها البعض في أتون هذه الحوادث الأليمة.
* فعلى الأقل أن الجناة من خلال التحريات الأولى قد سجلوا اعترافات قضائية بأنهم هم دون غيرهم من قام بإطلاق النار من جهة جامعة الخرطوم باتجاه القوات النظامية والثوار، على أن كثيراً مما خفي من هذه المجزرة النكراء سيتكشف لا محالة للرأي العام من خلال بقية التحريات، مما سيوفر براءة كاملة للأجهزة الأمنية التي من بينها قوات الدعم السريع.
* على أن واحدة من الأخطاء الفادحة التي وقع فيها المجلس العسكري، هو أن سمح لعمليات الاستقطاب والتحشيد الحادة ضد الأجهزة الأمنية، تتشكل هذه الرؤى عبر أركان نقاش ميدان الاعتصام، مما أتاح فرصاً باهظة لمناهضي قوات الدعم السريع لأسباب أخرى، في أن يشكلوا رأياً سالباً تجاه هذه القوات من خلال الطرق اليومي، عبر تنظيم الاحتفالات الخطابية الاستقطابية، سيما وأن جمهور المستمعين هم في سن الشباب القابل للتشكيل والتلوين والتلقين…
* على أن جهاز الإعلام العسكري لم ينتبه إلى خطورة هذا الأمر، فعلى الأقل كان من المفترض أن يتخذ له منصة إعلامية وسط سوق الاعتصام الإعلامية الرائجة، يوضح عبرها وجهة نظره عن مجريات وقائع الأحداث، ثم لا يسمح للتحشيد المضاد أن يفعل فعلته.
* فعلى الأقل ستكون هنالك فرصة من خلال المخاطبات المفترضة، التوضيح والتذكير المتواصل بأن هذا التغيير ما كان له أن يحدث لولا انحياز كل قطاعات الجيش والأجهزة الأمنية للحراك الثوري، على أن دور قوات الدعم السريع في هذا الأمر كان حاسماً جداً، فهي التي حمت المتظاهرين وناصرت ثورتهم ورفضت كل محاولات فض الاعتصام.
* غير أن الحملة المضادة لقوات الدعم السريع لا زالت تفعل فعلها، وتواصل حملتها في شيطنة هذه القوات، فعلى الأقل فقد نقلت قناة الجزيرة مباشر أمس الأول من الميدان مخاطبة من كادر متمرس ومتمترس بدا أنه يعمل لصالح أجندة الجبهة الثورية والحركات المتمردة المسلحة، وهو يعود للأسطوانة المشروخة، بأن قوات الدعم السريع لم تكن سوى قوات الجنجويد، محوّلاً انتصارات قوات الدعم السريع ضد الحركات المسلحة إلى هزيمة وجريمة، متجاوزاً الوجه والواقع الجديد لدور الدعم السريع في المشاركة في صناعة الثورة وتأمين مستقبل العملية السياسية والأمنية السودانية.
* غير أنه يحسب لإعلام قوات الدعم السريع أن اتخذ له منصات في ماراثون التواصل الاجتماعي والميديا الحديثة، غير أن ضخامة الحملة المضادة تحتاج إلى ابتداع وصناعة المزيد من المنصات الإعلانية ..
* بحيث أتصور أن جهات كثيرة في المرحلة الانتقالية المقبلة، ولأسباب استراتيجية تخصها، ستقوم لا محالة بالمزيد من الحملات التي تستهدف قوات الدعم السريع، لصالح الحركات المسلحة والجبهة الثورية، حلفاء حكومة اليسار المرتقبة، ذلك مما يجعل مؤسسة إعلام الدعم السريع التفكير في البحث عن المزيد من المنابر الفعالة للدفاع عن قوات لم تهزم على الأرض، فليس أقل من أن تنتصر إعلامياً، وهي يومئذٍ تمتلك العناصر الأخلاقية والمسوغات الوطنية والمؤسسية التي تؤهلها للنقاء والبقاء والتفاف الجماهير حولها، كونها تمثل صمام أمان لحفظ وحدة وأمن البلاد…