*اثنان وأربعون يوماً مضت منذ رحيل حكومة الإنقاذ عن كرسي السلطة، ولازال الفرح الهستيري مستمراً.
*شهر ونصف إلا القليل، مضت والسودان دون وزراء يسيرون شؤونه، ودون رئيس شرعي يلتف حوله الناس من أجل البناء والتقدم والازدهار.
*رحلت الإنقاذ ولكن بقيت مشاكلها الاقتصادية والسياسية التي وضعتها منذ تسلم قيادته للحكم قبل ثلاثين عاماً.
*ذهبت الإنقاذ، ولازالت البنوك تئن من شح السيولة حتى أصبح “الكاش” هو المسيطر على المجالس.
*منذ اندلاع الثورة والتفاؤل يزداد لدى الكثيرين بحياة كريمة أفضل من التي كانت في عهد الإنقاذ، ولكن تحقيق هذه الحياة لابد من العمل بجدية للخروج من “الحفرة” العميقة التي حفرتها الحكومة السابقة للاقتصاد السوداني، وفشلت في إخراجه منها.
*أمس الأول أودعت حكومة المملكة العربية السعودية مائتين وخمسين مليون دولار في بنك السودان لإنعاش السوق قليلاً، وبالطبع لم تظهر آثار هذه الأموال في سوق الخرطوم.
*أكثر المتشائمين لم يكن يتصور أن يصل سعر الدولار مقابل الجنيه إلى ستين وسبعين جنيهاً، لم نكن نتوقع أن يهبط الجنيه لهذا المستوى حيث كان قبل انفصال الجنوب الدولار يوازي اثنين جنيه.
*وبعد انفصال الجنوب تغيرت الكثير من الموازين مع هذا الانفصال وتراجع الاقتصاد السوداني لدرجات مخيفة.
*واليوم هذا التراجع الكبير في الاقتصاد جعل السلع ترتفع بشكل مخيف حتى وصل الكيلو الواحد من اللحوم الحمراء إلى ثلاثمائة جنيه، وهو مبلغ كان في السابق كفيل بشراء خروف كامل.
*سادت في الخرطوم في الفترة الأخيرة حملات لمقاطعة شراء اللحوم، ولكن مثل هذه الحملات قد لا تحقق النجاح حسب التجارب السابقة.
*لن تنخفض أسعار اللحوم ولا غيرها من السلع الضرورية إلا بعمل اقتصادي منظم، وهذا العمل لن يتم والبلاد حتى الآن تعيش في حالة اضطراب وعدم اتزان لعدم اتفاق المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير.
*إن كانت الأيام الأربعون التي مضت منذ ثورة ديسمبر وحتى الآن قد حملت الكثير من الأحداث التي شغلت المجلس العسكري عن التفكير في معاش المواطنين في الأيام المقبلة تحتاج للتفكير الجاد في هذا المعاش مع الارتفاع المخيف للسلع في ظل عدم وجود الكاش وقلته إن وجد.
*اكثر من أربعين يوماً، والسودان بلا حكومة ولا وزراء، وأكثر من أربعين يوماً وأحلام الكثيرين تقترب بحكومة مدنية تحقق الأحلام التي فشلت الإنقاذ في تحقيقها طيلة الثلاثين عاماً التي مضت.
*تفكير المرحلة المقبلة سيركز على الخدمات ومعاش المواطنين، ولكن ما يحيرني هو استمرار أزمة السيولة “الكاش” في البنوك رغم الأموال التي ضخت من بنك السودان للمصارف التجارية.
*السودان قبل 2020م سيكون مختلفاً تماماً عن سودان ما قبل هذه المرحلة، وفيه سيظهر وجه السودان الحقيقي الذي عرف في أفريقيا بأنه “سلة غذاء العالم” وليس رجل أفريقيا المريض.