9يناير2022م
لا يزال مطار الخرطوم الدولي يشهد تراجعاً كبيراً في مستوى الخدمات والبنية التحتية والإدارية.. سافرت بالمطار عبر الخطوط الإماراتية الى دبي في طريقي إلى أمريكا، وكالعادة الصالة مكتظة والبعض وقوفٌ، ورغم ضيق الصالة، بها مكيف واحد فقط لا يغطي الصالة، والازدحام رغم تفشي كورونا ومتحور “أميكرون”، ولا التزام بالاشتراطات الصحية، وصف الجوازات، وهنالك “شرطية واحدة” فقط لا أدري هل هنالك نقصٌ أم تسيُّبٌ. وسألت الضابط؟ قال لي “إنهم في الصلاة”، وجهاز التفتيش واحد، وواضح أن هنالك نقصاً في القوى البشرية. ولا يُعقل أن يكون هناك شباك واحد فقط للجوازات! وأي مسافر يُلاحظ أن الكاونترات خالية.
إننا نطالب إدارة الشرطة بسد النقص في الكادر البشري لتوفير الوقت والجهد للمسافرين وتقليل الإصابة بفيروس “كورونا”، والمطار حسب التعريف هو مرفق إقلاع ووصول الطائرات، وبه بشكل أساسي مدرج هبوط وقد يتميّز بمواصفات خاصة تتناسب مع حجم ونوع الطائرات التي تُستخدم بالمطار.
وكما يقول المختصون، المطار يمكن أن يحتوي على أكثر من مدرج على حسب حركة وضغط الطيران العالمي، فيكون هناك مدرجٌ خاص للإقلاع ومدرجٌ آخر خاص بالهبوط، ويكون كل منهما بعيداً عن الآخر، وبالتالي تستطيع طائرتان من الطيران والهبوط في وقت واحد دون أية مشاكل تُذكر.
ومطار الخرطوم بالهيئة التي شاهدتها لم يكون مطاراً بمواصفات، وسلطاته عاجزة عن توفير الحد الأدنى من الخدمات والتوظيف الأمثل للتكنولوجيا وراحة المسافرين، فما زالوا ينقلون المسافرين بالبصات الى الطائرة، وسلم متحرك!
وكم أنا حزينٌ أن يخسر المواطن السوداني ساعات كثيرة من وقته في السفر، فمثلاً المسافر إلى أمريكا عبر الخطوط الإماراتية، فالرحلة إلى دبي تستغرق أكثر من ثلاث ساعات عكس الاتجاه، يعني مثلاً “مسافر نيالا من الخرطوم تمشي بورتسودان وبعدها تتجه لنيالا”، والمسافة من دبي إلى نيويورك حوالي أربع ساعة طيران، واذا كان هناك طيران مباشر من الخرطوم ستكون (11) ساعة، وكذلك بالتركية والقطرية عليك أن تذهب الى الدوحة وإسطنبول، نحن كسودانيين لا نعلم موقع بلادنا الاستراتيجي الذي لو تطوّر واُستخدم صحيحاً لارتحنا وارتاح العالم، واختصرت كل أفريقيا المسافات الطويلة. والسلطات اذا عجزت فليطرح لشركات عالمية تقوم بتطويره وتشغيلة بدلاً من تضييع موقع استراتيجي هكذا في المُناكفات والإهمال والأنانية واللا مسؤولية، ونُطالب بمنع سفر المسؤولين الكبار بصالة كباز الزوار حتى يروا المُعاناة، مثلما نسافر نحن رؤساء تحرير الصحف مع عامة الشعب ونعكس مُعاناتهم، ونعلم أكثر من الحاكم والمدير حجم المُعاناة والإهمال.